مستشار السعودية في زيارة لإثيوبيا.. هل تموّل المملكة سد النهضة؟
ذكرت وكالة "الأناضول" عن زيارة قام بها وفد رسمي للمملكة العربية السعودية، أحمد الخطيب، المستشار بالأمانة العامة بمجلس الوزراء السعودي، إلى سد النهضة الأثيوبي، في إطار خطة للتعاون بين السعودية وإثيوبيا.
وقالت الأناضول، أن الوفد السعودي التقى رئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين، أمس الجمعة، للاتفاق على التعاون في مجال الطاقة، وهو ما أدى إلى زيارة الوفد إلى سد النهضة، اليوم، من أجل بحث كيفية التعاون بين الجانبين.
خبر "الأناضول" لم يصدر عنه تصريح رسمي حتى الآن، سواء من الجانب الأثيوبي أو السعودي، حتى الآن، إلا أن ربط الأخبار السابقة يشير إلى إمكانية حدوث زيارة السد، الذي قد يتسبب في أزمة جديدة بين مصر والسعودية، بسب رفض مصر لإقامة سد النهضة.
الخارجية السعودية تؤكد الزيارة
أمس الأول، الخميس، أعلنت وزارة الخارجية السعودية، عبر موقعها الرسمي، عن استقبال سفير المملكة السعودية بإثيوبيا، عبد الله بن فالح العرجاني، للوفد الذي يترأسه الخطيب في ظل زيارة لأثيوبيا من أجل بحث تعزيز العلاقات بين مصر والسعودية، وعقد جلسة مع رئيس الوزراء الأثيوبي هيلي ماريام ديسالين.
وكالة الأنباء الإثيوبية: التعاون في مجال الطاقة.. والخطيب سيزور السد
الأنباء لم تتوقف عند الزيارة التي أعلنتها المملكة، بل عقب اجتماع أول أمس، بين مستشار المملكة ورئيس الوزراء الإثيوبي، قالت وكالة الأنباء الأثيوبية، أن التعاون بين المملكة والبلاد، سيكون في مجال الطاقة، وسيتم تشكيل لجنة مشتركة لبحث التعاون في هذا المجال،عبر إجراء دراسة فنية حول طرق وبدائل انتاج الكهرباء في إثيوبيا.
وقالت الوكالة، أن الوفد سيزور سد النهضة الإثيوبي لمعرفة القدرة المحتملة للطاقة المتجددة في إثيوبيا، كما طالبه رئيس الوزراء بالاستثمار ودعم المشاريع الإثيوبية الضخمة في الفترة القادمة، وهو ما رد عليه الخطيب بأن البلدين لديهما قدرة هائلة على تعزيز العلاقات بين الجانين.
ليس التعاون الأول
في الآونة الأخيرة، تشهد العلاقات السعودية الإثيوبية تطورا كبيرا، ففي 21 نوفمبر الماضي، زار رئيس الوزراء الإثيوبي المملكة، وقام بمقابلة، الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، ولم تخرج الصحافة السعودية بأي تفاصيل عن أسباب الزيارة ونتائجها، إلا أن موقع قناة "الجزيرة" نقل عن أونيتو بلاتا المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، أنه تم توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية بمقدار 160 مليون دولار بين الجانبين.
خلال هذه الزيارة، كان الاستقبال حافلا لرئيس الوزراء الإثيوبي، وقابله أيضا محمد بن نايف ولي العهد، ونائب رئيس الوزراء السعودي، وأقام له مآدبة غداء، ثم اصطحبه لقصر الملك سعود للضيافة.
زيارة أخرى في 2015
في أكتوبر من عام 2015، زار رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين السعودية، والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، لبحث التعاون بين الجانبين في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية.
وربطت مواقع يمنية حينها الزيارة، بإعلان أثيوبيا عبر المتحدث باسم الحكومة " جيتاجو ردا" في حوار سابق مع وكالة الأناضول، قبل الزيارة، أن بلاده تتفهم موقف السعودية من عاصفة الحزم، خاصة بعدما أزاح الحوثيون السلطة الشرعية، وهددوا الأمن القومي للمملكة، بالإضافة إلى تعاونهم مع المملكة ضد الإرهاب خاصة الموجود في الصومال، مما اعتبره البعض بأن الزيارة تنسيقية من أجل مساعدة السعودية في عاصفة الحزم، واستمالتها للاستثمار في إثيوبيا.
العلاقات المصرية السعودية
الزيارة السعودية لإثيوبيا أثارت عددا من التساولات، بسبب توقيتها، الذي يتزامن مع توتر في العلاقة بين القاهرة والرياض، وما يمكن أن تكون عليه العلاقات في المستقبل، وذلك بعد إدعاء المملكة، بأن مصر خذلتها في الملف السوري، بعدما وقفت بجانب روسيا في مجلس الأمن، وترفض رحيل بشار، وهو عكس ما تسعى له المملكة.
موقف ثاني، سبب توترا في العلاقات المصرية السعودية، وهو حكم القضاء الإداري، برفض الاتفاقية الموقعة بين الحكومة المصرية والسعودية، بتسليم جزيرتي "تيران وصنافير" للمملكة، وهو ما اعتبرته السعودية إخلالا بالاتفاقات بينهما، مما سببا أزمة أخرى بين البلدين، اللذين كان يتمتعا بعلاقات جيدة حتى عصفت بهم قضية الجزيرتين، وتصويت مصر في مجلس الأمن، هو ما جعل الأمور تتوترا، وتحدث زيارات قد تثير حفيظة القاهرة بسبب مساس مشروع سد النهضة بأمن مصر المائي.
نقلا عن اليوم الجديد