ساعدنى ياربّ لأحب الجميع وأتعامل معهم بودّ واحترام

[nasser]

الرؤية الحقيقية

قرأت عن طفلة أصيبت بالعمى بعد مدّة قصيرة من ولادتها لكنها نمت وترعرعت واستطاعت أن تشق طريقها وسط الزحام بكل ثقة وتحد كانت تتحدث عن الأشخاص وكأنها تراهم.ترتاح مع أحدهم وتتعامل معه وتحذر من الآخر وتبتعد عنه.كانت تصف مَن حولها بشفافية غريبة فتكشف الناس على حقيقتهم أفضل من أى منّا.
فكرت بالأمر مليّاً وتوصلت إلى أن هذه السيدة التى حرمه الله نعمة البصر منحها نعمة البصيرة لترى الجميع بصدق وتكشف الشخصية الحقيقية وتستشف الطيبة واللطف والبُعد عن الأنانية إنها ترى الإنسان بدون زخارف بدون المظهر الذى كثيراً ما يخدعنا.وتقيّم الناس من صوتهم وهمساتهم وتعطى فيما بعد رأيها.تماماً كالأطفال نستغرب أحياناً كيف يتقدم الطفل من أحد ليبتسم ويرتمى فى حضنه ويبتعد عن الآخر الذى لم يتحدث معه أبداً ونقول إن الطفل صادق فى تعامله ويعرف مَن يحبه.
أما نحن الذين اعتدنا أن نحكم على الناس من خلال مظهرهم الجميل الأناقة والمركز الإجتماعى فنعجب بهم لكن بعد أيام نفاجأ بأنه لا يمكن التعامل معهم.وعلى الجانب الآخر قد نرفض إنساناً للوهلة الأولى متأثرين بالمظهر ونجد فيما بعد أن هذا الإنسان هو أطيب مما كنا نظنّ.
ساعدنى ياربّ لأحب الجميع وأتعامل معهم بودّ واحترام وأنظر إلى القلب كما تنظر أنت.أعطنى بصيرة تلك الطفلة التى عاشت بسلام داخلى معك.
واجعلنى من الفئة التى يزيّن وجودك حياتها وينير طريقها.اجعلنى جميلاً من الخارج والداخل معاً كى ترسو سفينتى فى برّ الأمان فيك وحدك.
لأنه ليس كما ينظر الإنسان لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب.
1صموئيل(7:16).