رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يستهدف أعداء الوطن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟
الحادث الإرهابي الذي وقع داخل أركان الكنيسة البطرسية بالعباسية والذي راح ضحيته 28 شهيداً وأصيب ما يقرب من 50 آخرين هو تطور نوعي في حرب الإرهاب ضد مصر، فقد انتقل من سيناء واستهداف المناطق الحدودية إلي استهداف ضباط الجيش أو كمائن الشرطة دخل القاهرة أو المحافظات إلي استهداف دور العبادة من الداخل وهو ما لم يحدث في مصر في تاريخها المعاصر إلا في الحادث الأخير بالكنيسة البطرسية. هذا الحادث جاء توقيته واختيار الهدف منه بدقة شديدة، فقد اختار يوم احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف بينما يقوم الإرهاب باستهداف جناح مصر الآخر داخل صومعته وهو يصلي، أيضا اختياره للكنيسة البطرسية وهي ملاصقة للكاتدرائية المرقسية رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومقر بابا الكرسي المرقسي لمصر والعالم كله ليكون صدي هذا الاعتداء مثار اهتمام كل وسائل الإعلام في العالم وأيضا في محاولة منه لبث روح الفرقة بين أبناء مصر ولكنه نسي أو يتناسي بقراءة التاريخ الذي يشهد علي وطنية الكنيسة القبطية تجاه مصر، نسي أن البابا الحالي قد قال يوم أن وقف أقباط مصر مع شرعيتها ضد سيطرة جماعة إرهابية علي مقاليد الحكم "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" كانت كلمته ردا علي قيام الجماعة الإرهابية بحرق وتدمير ما يقرب من 100 كنيسة في محافظات مصر كعقاب لهم علي موقفهم الوطني بالنزول إلي الشوارع. -1 البابا تواضروس جاء اختيار قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا وبطريركا للكرازة المرقسية فى 4 نوفمبر 2012، ليشهد عصره الكثير من الاضطهاد، ليس للمسيحيين فحسب، بل للمصريين كافة، فقد واكب اعتلاؤه الكرسى المرقسى تولى محمد مرسى العياط حكم البلاد، وتعرضت الكاتدرائية للهجوم والاعتداء، وترهيب المسيحيين، وقتل الأبرياء، وغيرها من الأزمات التى عاشتها مصر فى ظل حكم الجماعة .2012 وقد ظهر جليًا مواقف البابا تواضروس الثاني، فلم يقدم تنازلات للنظام، لذا فهو صاحب الموقف الواحد والثابت، وذلك عندما أعلن عن ضيقه لما جرى بالكاتدرائية وأحداث" الخصوص"، وجاءت تصريحاته حازمة، وأكد أن مصر قادرة على كبح جماح التشدد. كما يكتب التاريخ للبابا تواضروس مواقفه الوطنية التى لا تحصى خلال هذه الفترة الوجيزة، ومنها رفضه للهجوم على الأزهر من قبل المتشددين، والتابعين للإخوان، إلى جانب سعيه مع شيخ الأزهر فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب لنبذ العنف وسعيهما للحفاظ على الوطن، وتأكيده عدم التخلى عن خدمة الوطن. وأيضا يسجل للبابا مقاطعته لخطاب "مرسي" الأخير واحتفاله بمرور عام على حكمه، بل صرح بقوله: من ليس بقدر المسئولية فعليه التخلى عنها وتركها، وقد كانت رسالة للنظام الإخوانى –آنذاك- رغم خطورة تلك التصريحات. وأما عن علاقته بأمريكا فيظهر جليا موقف قداسة البابا تواضروس ورفضه فرض مطالب الإدارة الأمريكية فى حجب الأقباط عن تظاهرات 30 يونيو، حينما تصدى وبشدة للسفيرة "آن باترسون"، مؤكدا أنه لو استطاع منع الأقباط من المشاركة فلن يمنعهم أحد من حب مصر، وكانت رسائله صريحة بمباركة الثورة، وقد اعتكف بالدير وطالب الشعب بالصلاة من أجل الوطن خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى تصريحاته الداعمة للمؤسسة العسكرية، ودعوته للشباب بالنزول فى الميادين من أجل استرداد ثورتهم، وألا يخافوا لأن التاريخ يؤكد أن مصر فوق الجميع. وسبق أن قال لـ"مرسي" أثناء لقائهما بالاتحادية بأنه على الرئاسة ألا تنحاز لفصيل سياسى دون غيره، خاصة فى ظل حالة الاحتقان بين المعارضة والتيارات الإسلامية، كما أكد له - خلال اللقاء أيضا- أن التظاهر حرية فى التعبير وليس لأحد فرض سطوته على تعبير كل مواطن عن رأيه. لذا فمن صفات البابا تواضروس الثاني: الحاسم الحازم، القوى الصلب، الحكيم الوديع، الوطنى الصميم، الشجاع القوى، وغيرها الكثير، وقد أضيفت له صفة جديدة، فهو "بابا الثـورة" الذى شجع الثورة المصرية، ووجه تحيته إلى الجيش والشباب وكل المشاركين فيها، من أجل تحرير الوطن من الاحتلال الإخواني. ثم يكمل مسيرته الوطنية، ويستجيب بسرعة إلى مطالبة القوات المسلحة له بالمشاركة فى مؤتمرها الأخير الذى أنهى استبداد الإخوان، وكان للمؤسسة الدينية المصرية "الأزهر الشريف والكنيسة العتيقة" دور فاعل، وقال البابا "إننا اجتمعنا تحت العلم، علم مصر، فاللون الأسود يعلن عن شعب وادى النيل وأرض النيل، واللون الأبيض يقدم الشباب فى نقاء قلبه، واللون الأحمر يعلن عن تضحيات الشرطة ورجال الشرطة، وفى قلب العلم النسر الأصفر عن القوات المسلحة التى نراها صمام الأمان فى هذا الوطن، عاشت مصر من أجل رفعة هذا الوطن الذى يستحق الكثير". 2 - البابا بطرس الجاولى إذ كان محمد على يتقدم فى فتوحاته وغزواته خشيت روسيا لئلا يحول ذلك دون تحقيق مآربها فى الشرق وفى المملكة العثمانية فأرسلت أحد أمرائها ليلتقى بابا الإسكندرية، رئيس أكبر كنيسة مسيحية فى الشرق الأوسط ليطلب حماية قيصر روسيا. من خلال خبرة الأمير الذى عاش وسط الكنيسة الروسية بما عُرف عنها من فخامة مظاهر أساقفتها حسب أنه سيدخل قصرًا عظيمًا ويلتقى حاشية البابا، ويسلك ببروتوكول معين، لكنه فوجئ بأنه يقف أمام إنسانٍ بسيطٍ بجلباب من الصوف الخشن يظهر عليه القدم، وقد تناثرت حوله بعض الكراسى القديمة، لم يصدق الأمير نفسه حتى أجابه البابا أنه بطريرك الأقباط. أمام هذه البساطة انحنى يلثم يديه ويطلب بركته، وصار يسأله عن سرّ هذه الحياة البسيطة فأجابه أنه يليق بالأسقف أن يتمثل بالسيد المسيح سيده الذى افتقر لأجل الخطاة. عاد ليسأله عن حال الكنيسة القبطية فأجابه أنها بخير ما دام الله يرعاها، عندئذ أظهر الأمير أنه متضايق لما تعانيه الكنيسة القبطية من متاعب، سأله البابا فى بساطة: " هل ملككم يحيا إلى الأبد؟" أجابه الأمير: "لا يا سيدى الأب، بل يموت كما يموت سائر البشر"، عندئذ قال البابا: "إذن أنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت، وأما نحن فنعيش تحت رعاية ملك لا يموت وهو الله"، لم يعرف بماذا يجيب الأمير سوى أن ينحنى أمام البابا يطلب بركته. وقد تأثر جدًا به حتى عندما سأله محمد على باشا عن رأيه فى مصر، قال: "لم تدهشنى عظمة الأهرام ولا ارتفاع المسلات وكتابتها، ولم يهزنى كل ما فى هذا القطر من العجائب، بل أثر فى نفسى زيارتى للرجل التقى بطريرك الأقباط". روى الأمير لمحمد على باشا الحوار الذى دار بينه وبين البابا، فانطلق محمد على باشا إلى البابا بفرح يشكره على وطنيته العميقة، قائلًا له: " لقد رفعت اليوم شأنك وشأن أقباط مصر وشأن بلادك، فليكن لك مقام محمد على، على مصر، ولتكن لك مركبة معدة كمركبته ولتبنِ ما شئت من الكنائس لأبناء مصر الأقباط"، أما هو فأجابه إنه لا شكر لمن قام بواجب يلتزم به نحو بلاده. 3 - البابا كيرلس الخامس أيضا لن ينسى التاريخ موقف أو مواقف أخرى للبابا (كيرلس الخامس (البابا 112 من1927-1874، جاءت فترة رئاسته للكنيسة القبطية (1927-1874) مواكبة لفترة الاحتلال البريطانى لمصر، وكانت زاخرة بالمواقف الوطنية الخالدة التى كان لها دورها الواضح فى الحفاظ على وحدة الشعب المصرى، وقفت أمامها سلطات الاحتلال عاجزة عن النفاذ إليها فقد ساند البابا الثورة العرابية وقائدها أحمد عرابى من منطلق وطنيته إلى حد أن أعلن: أن الإنجليز ليسوا مجرد معتدين، بل إنهم مكمن للخطر، حيث أقباط مصر، نظرًا لأطماع الكنيسة الأسقفية الإنجليزية ونشاطها التبشيرى فى مصر. عارض البابا كيرلس الخامس مساعى كل من اللورد كرومر واللورد كتشينر اللذين كان كل منهما يمثل بلاده فى وظيفة المندوب السامى البريطانى فى مصر فى وضع الكنيسة القبطية تحت الحماية البريطانية، كما سبق أن رفض البابا بطرس الجاولى فى عهد محمد على حماية قيصر روسيا للكنيسة القبطية فى مصر، وكان نتيجة هذا الموقف الرافض من البابا كيرلس الخامس وعدم تجاوبه مع اللورد كرومر فى سياسته ومطالبه أن دبر له أمراً بإبعاده وصدر أمر نفيه. سجل المؤرخ البريطانى ليدر عن البابا كيرلس الخامس قائلا : من الواضح أن البطريرك الذى استبعد بأمر المندوب السامى البريطانى قد أثبت فى النهاية أنه سيد الموقف، ثم استطرد قائلا: لقد عاد البطريرك من منفاه كعملاق تجدد نشاطه وعملاق أيضا استخدم نفوذه وسلطانه، وهكذا وقف البابا كيرلس فى وجه أطماع اللورد كرومر فى الكثير من المواقف محتفظا بوطنيته وقومية كنيسته، وقد سجل اللورد كرومر فى مؤلفه modern egypt شهادة تاريخية مشرفة لأقباط مصر ومسلميها إذ قال:" إن الفرق الوحيد بين القبطى والمسلم هو أن الأول يعبد الله فى كنيسته والثانى فى مسجده ولا نستطيع أن نفرق بينهما." ومن منطلق وطنية البابا كيرلس الخامس آزر زعماء ثورة 1919، وبارك تآلف أبناء الشعب المصرى من المسلمين والأقباط من أجل تحقيق مطالب الشعب المصرى فى الاستقلال والحرية ويقول سعد زغلول زعيم الأمة عن وطنية الأقباط والمواقف الوطنية لبطريركهم فى الخطبة التى ألقاها يوم 1923/9/19 لولا وطنية الأقباط وبطريركهم كيرلس الخامس وإخلاصهم الشديد وحبهم لوطنهم لتقبلوا دعوة الأجنبى بجانبهم ولفازوا بالجاه والسلطان والمناصب الكبيرة بدلا من النفى والسجن والاعتقال، لكنه فضلوا أن يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والجاه ويذوقوا الموت والظلم على أن يكونوا محميين بأعدائهم وأعدائكم. -4 البابا كيرلس السادس بعد نكسة 5 يونيو1967 م أعلن الراحل قداسة البابا كيرلس السادس أن أصدر أمراً بأن يقوم الشعب بإقامة صلوات القداس الإلهى فى كل الكنائس القبطية من أجل مصر حتى يعطيها الرب الحماية والصمود. وإذا بإذاعة إسرائيل العربية الموجهة تتهكم على أوامر البابا بإقامة الصلوات وتقول :"أبشر يا عبد الناصر، فإن معك كيرلس السادس - أما نحن فمعنا الأسطول السادس –إشارة إلى الأسطول السادس الأمريكى" القمص ميخائيل داود - كتاب ذكرياتى مع البابا كيرلس السادس - فيض النعمة، ذلك الموقف يدل علي مدي التقارب الذي كان بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس. فلم تكن بداية العلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس فى سنة 1959 م مشجعة على الإطلاق، فقد طلب البابا كيرلس مقابلة جمال عبد الناصر أكثر من 10 مرات وهو يرفض، ثم أصبحت بعد فترة بالعلاقة الممتازة كما وصفها الكاتب الصحفى الشهير محمد حسنين هيكل فقال: "كانت العلاقات بين جمال عبدالناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة، وكان بينهما إعجاب متبادل، وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة عبدالناصر فى أى وقت يشاء، وكان كيرلس حريصاً على تجنب المشاكل، وقد استفاد كثيراً من علاقته الخاصة بعبدالناصر فى حل مشاكل عديدة" وأيضاً البابا كيرلس وعبد الناصر - محمود فوزى. الكاتدرائية شاهدة يقول الأستاذ حسنين هيكل: "وكانت هناك مشكلة أخرى واجهت البطريرك كيرلس السادس، فقد كان تواقاً إلى بناء كاتدرائية جديدة تليق بمكانة الكنيسة القبطية، كان بناء كاتدرائية جديدة مشروعاً محببا إلى قلب البطريرك، لكنه لم يكن يريد أن يلجأ إلى موارد من خارج مصر يبنى بها الكاتدرائية الجديدة، وفى نفس الوقت فإن موارد التبرعات المحتملة من داخل مصر كانت قليلة لأن القرارات الاشتراكية أثرت على أغنياء الأقباط، كما أثرت على أغنياء المسلمين، ممن كانوا فى العادة قادرين على إعانة الكنيسة بتبرعاتهم، إلى جانب أن المهاجرين الأقباط الجدد لم يكونوا بعد فى موقف يسمح لهم بمد يد المساعدة السخية، ثم إن أوقاف الأديرة القبطية أثرت فيها قوانين إلغاء الأوقاف، وهكذا وجد البطريرك نفسه فى مأزق، ولم ير الوقت مناسباً أن يفاتح جمال عبد الناصر مباشرة فى مسألة بناء الكاتدرائية فلقد تصور فى الموضوع أسبابا للحرج، وهكذا فقد تلقيت شخصياً دعوة من البطريرك لزيارته وذهبت فعلاً للقائه بصحبة الأنبا صموئيل الذى كان أسقفاً بدار البطريركية، وفى هذا اللقاء حدثنى البطريرك عن المشكلة، وأظهر تحرجه من مفاتحة جمال عبدالناصر مباشرة فى الأمر حتى لا يكون سبباً فى إثارة أى حساسيات، ثم سألنى ما إذا كنت أستطيع مفاتحة الرئيس فى الموضوع دون حرج للبطريرك ولا حرج على الرئيس نفسه. وعندما تحدثت مع الرئيس عبدالناصر فى هذا الموضوع، كان تفهمه كاملاً، كان يرى أهمية وحقوق أقباط مصر فى التركيب الإنسانى والاجتماعى لشعبها الواحد، ثم إنه كان يدرك المركز الممتاز للكنيسة القبطية ودورها الأساسى فى التاريخ المصرى، ثم إنه كان واعياً بمحاولات الاستقطاب التى نشط لها مجلس الكنائس العالمى.. وهكذا فإنه قرر على الفور أن تساهم الدولة بنصف مليون جنيه فى بناء الكاتدرائية الجديدة، نصفها يدفع نقداً ونصفها الآخر يقدم عيناً بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام والتى يمكن أن يعهد إليها بعملية البناء. وطلب إلى الرئيس إبلاغ البطريرك بقراره، وكان الرجل شديد السعادة عندما قمت بإبلاغه إلى درجة أنه طلب إلى اثنين من الأساقفة، أحدهما الأنبا صموئيل، أن يقيما قداسا فى بيتى، وكان بالغ الرقة حين قال: "إن بركات الرب تشمل الكل، أقباطاً ومسلمين" وتم بناء الكاتدرائية وحضر جمال عبدالناصر احتفال افتتاحها "كتاب خريف الغضب" - للصحفى محمد حسنين هيكل. وأكد الراحل قداسة البابا شنودة الثالث الموقف الرجولى الرائع الذى وقفه الرئيس جمال عبدالناصر تجاه بناء الكاتدرائية فقال: لا ننسى أن الرئيس جمال عبد الناصر أعطى تصريحا لبناء الكاتدرائية الكبرى وحضر حفل وضع الأساس فيها ثم حضر حفل افتتاحها وألقى كلمة طيبة جداً وتبرع بمبلغ 100 ألف جنيه فى 1967م، كان المبلغ أيامها كبيراً، وكلف الرئيس عبدالناصر إحدى شركات القطاع العام بأن تقوم بعمليات بناء الكنيسة الكبرى، وأسرعت الشركة فى بنائها بحيث انتهى الهيكل الخراسانى فى سنة واحدة ،على هذا الحجم الضخم، والديون التى بقيت صدر قرار بالتنازل عنها فى عهد عبدالناصر، وبعض منها فى عهد السادات... كتاب السادات والبابا - أسرار الصدام بين النظام والكنيسة .. أنور محمد. بعد الانتهاء من إلقاء الكلمات فى حفل افتتاح الكاتدرائية قام البابا وعبدالناصر والإمبراطور هيلاسيلاسى لصعود سلم الكاتدرائية لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية. تعود قداسة البابا أن يزور الرئيس عبدالناصر فى منزله.. وفى زيارة من هذه الزيارات.. جاء إليه أولاده، وكل منهم يحمل حصالته وقفوا أمامه فقال الرئيس لقداسته: "أنا علمت أولادى وفهمتهم إن اللى يتبرع لكنيسة زى اللى يتبرع لجامع، والأولاد لما عرفوا إنك بتبنى كاتدرائية صمموا على المساهمة فيها، وقالوا حنحوش قرشين، ولما ييجى البابا كيرلس حنقدمهم له، وأرجو ألا تكسفهم وخذ منهم تبرعاتهم". فأخرج البابا كيرلس منديله ووضعه على حجره وضع أولاد عبدالناصر تبرعاتهم ثم لفها وشكرهم وباركهم.. وكان هذا المبلغ وغيره من المبالغ الصغيرة التى كان الناس يعطونها إليه ثمن أرض دير مار مينا بمريوط، البابا كيرلس وعبد الناصر - محمود فوزى. كلمة أخيرة الحادث الأخير إذا قلنا مجازاً إنه استهدف المسيحيين المصريين داخل كنيستهم يوم المولد النبوي الشريف فإنني أقول إن الأكثر حزنا هم المسلمون لأن الإرهاب زرع في مصر في ذكري المولد النبوي الشريف ذكري أخري وهي تفجير كنيسة قبطية من داخلها وبها مصريون مسيحيون آمنون يصلون إلي ربهم، ولكن التاريخ يقول إن المصريين قادرون علي تجاوز كل آلامهم ويفهمون جدا الهدف من ذلك الحادث الغريب علي المجتمع المصري ولن يكون سبباً لفراقهم بل سيكون حافزاً جديداً لوحدتهم. |
|