ساعدني لكي أمجّدك ... أيّها المخلص ، إن عقلي يتردّد ولساني فقد القدرة! إنّي لا أجد كلمة واحدة أعبّر بها عن أعمالك الصالحة التي عملتها من أجلي أنا عبدك ... أنت الذي أعطيت الأغاني للطيور ، هبني كلمة واحدة ، أنا الشقيّ ، حتّى أخبر بالقول ما فعلت بي رحمتك وصلاحك الذي لا حدّ له ... إن داخلي يحترق كما في نار ، وما عدت أحتمل الصمت تجاه مواهبك الغزيرة ... إن خيراتك التي وهبتني ... تفوق كل عقل ... ينضب عقلي ويتألم قلبي لأن عقلي لا يستطيع أن يصفك ولا قلبي أن يتكلّم عنك ...
يا إلهي إن ألمي عظيم جدّاً عندما ... أتذكّر كم أعنتني ، وممّا انتشلتني ، ومن أيّ شرور حرّرتني بصلاحك ، وكم صفحت عنّي ، وكيف لم تترك شروري أيّ أثر في قلبك ... كأنّي بقيت طاهراً كما خرجت من الجرن المقدّس ... عندما أتذكّر ذلك يمتلكني خوف عظيم وأندهش فرحاً ، وينخطف صوتي وأفقد كلّ قوّتي ، لأنك يا إلهي وهبتني نفسك ... أنت خالق الكون ... لكنّك ، وأنت المحبّة ، تشرق بنعمتك في داخلي لتعيد إليه السلام والارتياح ... يا غير المدرَك ، أوقد نار المحبّة الإلهيّة في صدري ، وأهلّني للصعود إلى السماء الثالثة ، فأنخطف إلى الفردوس لأسمع كلمات غريبة سرّيّة لا يجوز أن ينطق بها ...