صوم الميلاد والإستنارة الروحية.. كان العالم قبل ميلاد المسيح قد بعد عن الله وأظلم الفكر { يمدون السنتهم كقسيهم للكذب لا للحق قووا في الارض لانهم خرجوا من شر الى شر واياي لم يعرفوا يقول الرب} (ار 9 : 3). تعلق الناس بالمادة وغرور الغنى وهموم الحياة واصبح الناس فى فى ظلمة الخطية والجهل { يتلمسون في الظلام وليس نور ويرنحهم مثل السكران} (اي 12 : 25). وحتى البقية الباقية التي تعرف الله كانت عبادتهم فريسية وشكليه والقلة القليلة التي تتوقع استعلان مجد الله كانت تعاني وتتعذب أنفسهم البارة بافعال من حولهم الأثمة فالبعد عن الله جهل { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6). فجاء السيد المسيح النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان أت الى العالم ليهبنا الاستنارة ويجعلنا ابناء النور كما تنبأ عنه اشعياء النبي { ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق كما اهان الزمان الاول ارض زبولون وارض نفتالي يكرم الاخير طريق البحر عبر الاردن جليل الامم. الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.....لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته و للسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} ( أش 1:9-7). ولكي يشرق علينا نور شمس البر والشفاء فى أجنحتها وتستنير قلوبنا بنور الإيمان وننتقل من عالم الظلمة الى ملكوت النور فاننا فى رحلة صوم الميلاد والاحاد الخاصة بشهر كيهك نتأمل سر الله المتجسد ومسيرة الخلاص فى العهد القديم والتنبؤات الخاصة بالتجسد والبشرى بميلاد السابق يوحنا المعمدان لكي يهيئ طريق الرب ثم بشرى التجسد الإلهي للقديسة مريم العذراء وميلاد القديس يوحنا المعمدان لنصل الى ميلاد السيد المسيح الوديع والمتواضع والغالب والمنتصر ليهبنا إمكانيات الخلاص من عبودية إبليس بتجسده وصليبه المحيي وقيامته المجيدة . { يولد لنا ولد نعطي ابنا} تجسد وتأنس ابن الله ليصير ابناً للإنسان بغير إنفصال ولا إمتزاج ولا تغيير وهو ابن الله الازلي { فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم و الدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس} (عب 2 : 14). لقد وهبنا التجسد الإلهي استنارة روحية ترفع طبيعتنا المائتة وتعطينا ان نعرف الله ومحبته ونتحد به ونكون رعية واحدة لراع واحد { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم }(يو 17 : 26). لقد دعانا الرب للإيمان والاستنارة كابناء له بالتبني بمقتضى مسرته { واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله.} (يو 12:1-13) نولد ثانية من الماء والروح { الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.}( يو5:3). ولكل نفس يوجه الرب نداه لتؤمن وتتوب وتستنير{قومي استنيري لانه قد جاء نورك و مجد الرب اشرق عليك} (اش 60 : 1).
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى