رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هاري ترومان صاحب قرار اطلاق اول قنبلة ذرية اصبح هاري ترومان والمعروف ايضا باسم "رجل الاستقلال" الرئيس رقم 33 للولايات المتحدة بعد وفاة الرئيس فرانكلين روزفلت في 12 ابريل 1945، غير معروف التوقيت عندما تولى منصبه لاول مرة، واكتسب ترومان الاحترام لدوره في تطوير عقيدة ترومان وخططه العسكرية، فضلا عن قيادته خلال حركة جسر برلين الجوى والحرب ، وقراره المثير للجدل لإسقاط القنبلة الذرية على اليابان الذى دافع دائما عنه قائلا انه كان ضروري فعل ذلك . السنوات الاولى من حياه هاري ترومان : ولد هاري ترومان في 8 مايو 1884 في مدينة لامار، ميسوري، لابيه جون ترومان ووالدته مارثا يونغ ، وعمل والده جون ترومان كتاجر بغال وبعد ذلك كمزارع، وكثيرا ما دفع ذلك العائلة إلى التنقل بين المدن الصغيرة في ولاية ميسوري، واخيرا استقروا في اندبندنس عندما كان ترومان يبلغ ستة سنوات ، وسرعان ما اصبح واضحا ان ترومان بحاجة الى لبس النظارات لضعف نظره وسرعان ما تم منعه من ممارسة الرياضة او اي نشاط قد يؤدى الى كسر نظارته، فاصبح قارئ شره . العمل الدؤوب لترومان : بعد تخرج ترومان من المدرسة الثانوية في عام 1901، عمل ترومان كمنظم للسكك الحديدية وبعد ذلك كموظفا في بنك، وقال انه كان يأمل دائما الذهاب إلى الكلية، ولكن اسرته لم تتمكن من تحمل المصاريف الدراسية وقتها ، والاسوأ من ذلك، انه قد تم اعلام ترومان انه غير مؤهل للحصول على منحة الويست بوينت بسبب سوء حالته البصرية، وقتها كان والده يحتاج لمساعدته في مزرعة العائلة، فاستقال ترومان من وظيفته وعاد الى بلاده ، وقام بالعمل في المزرعة ما بين عامي 1906-1917، وكان الرجوع الي البلدة له فائدة عاطفية بالنسبة لترومان حيث تودد لصديقة الطفولة بيس والاس التى كانت من عائلة ثرية واستمر التودد اليها طويلا حتى وافقت بيس في نهاية المطاف على الزواج عام 1917 لكن قبل اتمام الزفاف بدأت الحرب العالمية الاولى وتم تجنيد ترومان فى الجيش كملازم اول . تشكيل هوية ترومان خلال الحرب العالمية الاولى : وصل ترومان الى فرنسا في ابريل 1918، ووجد ان لديه موهبة القيادة، وتمت ترقيته إلى رتبة نقيب في وقت قريب ، تم تعيينه المسؤول عن مجموعة جنود المدفعية اصحاب السلوك الغوغائي، وادلى وقتها الكابتن ترومان ببيان واضحا لرجاله بانه لن يتسامح مع سوء السلوك، وقام باتباع نهج الشدة والتنظيم خلال حياته ، وهذا بالطبع جعل لترومان علامة مميزة خلال رئاسته وهى الشدة والانضباط، مما جعل جنوده سيئي السلوك ان يحترموه بشده ويطيعوا اوامره وقام بقيادتهم فى الحرب قيادة ممتازة بدون خسارة جندى واحد، وعاد ترومان إلى الولايات المتحدة في ابريل 1919، وتزوج باس في يونيو حزيران . ترومان وكسب العيش : ترومان و زوجته الجديدة انتقلا إلى منزل والدتها الكبير في اندبيندنس، (السيدة والاس، التى لم توافق ابدا على زواج ابنتها من "مزارع" وعاشت مع الزوجين حتى وفاتها في وقت لاحق بعد 33 عاما) ، ترومان لم يكن ابدا مولعا بالزراعة، فقرر ترومان على ان يصبح رجل اعمال، وافتتح متجر لبيع الملابس الرجالى في كانساس سيتي القريبة بمشاركة صديق له فى الجيش، وكان العمل ناجح جدا في البداية، لكنه فشل بعد ثلاث سنوات، ففي عمر ال 38 عاما ، كان ترومان حريص على العثور على شيء بداخله جيدا حقا ويجيده ، فكان يتطلع للعمل السياسي . مشوار ترومان المهنى : تقدم ترومان بنجاح ليصبح قاضى مقاطعة جاكسون في عام 1922، واصبح معروف لامانته وانه صاحب اخلاقيات وعمل قوية خلال فترة ولايته، و اصبح ابا في عام 1924 عندما ولدت ابنته ماري مارغريت ، وعندما انتهت فترة ولايته الثانية في عام 1934، كان يتودد ترومان للحزب الديمقراطي فى ميسوري للترشح لمجلس الشيوخ الامريكي، وبالفعل ارتقى ترومان إلى مستوى التحدي، و قام بحملة بلا كلل او ملل في انحاء الولاية، وعلى الرغم من مهارات الخطابة السيئة لترومان، إلا انه اعجب الناخبين مع اسلوبه المنمق ، وسجل وفتها فى الخدمة كجندي وقاض، و هزم المرشح الجمهوري . السيناتور ترومان : العمل في مجلس الشيوخ كان هو العمل الذى قد انتظره ترومان حياته كلها ، فقد تولى دورا قياديا في عملية التحقيق في الهدر في الإنفاق من قبل وزارة الحرب، وكسب احترام زملائه اعضاء مجلس الشيوخ واعجب به الرئيس فرانكلين روزفلت كثيرا ، واعيد انتخابه في عام 1940، ومع اقتراب الانتخابات عام 1944 ، سعى زعماء الحزب الديمقراطي لايجاد بديلا لنائب الرئيس هنري والاس، فطلب روزفلت هارى ترومان لهذا المنصب ، ثم فاز روزفلت لفتره رئاسته الرابعة مع ترومان الذي عين كنائب رئيس . وفاة روزفلت : كان روزفلت في حالة صحية سيئة وعاني كثيرا من الإرهاق، و توفي في 12 ابريل 1945، فقد قضى روزفلت ثلاثة اشهر فقط في فترة ولايته الاخيرة، مما جعل هاري ترومان رسميا هو رئيس الولايات المتحدة، وتوجه علي الفور إلى دائرة الضوء، ووجد ترومان نفسه يقوم بمواجهة بعض من اكبر التحديات التي واجهها اي رئيس قبله حيث كانت الحرب العالمية الثانية تقترب من نهايتها في اوروبا، ولكن الحرب في المحيط الهادئ لم تنته بعد . اطلاق القنبلة الذرية الى العنان : تم اعلام ترومان فى يوليو 1945 ان العلماء الذين يعملون لحساب الحكومة الامريكية قد اختبروا القنبلة الذرية الذين يعملون عليها والاختبار لقي نجاح، وبعد الكثير من المداولات ، قرر ترومان ان السبيل الوحيد لإنهاء الحرب فى المحيط الهادى سوف يكون بإلقاء القنبلة النووية على اليابان ، وقام باصدار تحذيرا لليابانيين مطالبا باستسلامهم، ولكن لم يتم الاستجابة لتلك المطالب، فقام باسقاط قنبلتين، اول قنبلة على هيروشيما في 6 اغسطس 1945، و في وقت لاحق تم القاء القنبلة الثانية على ناجازاكى، وفي مواجهة هذا التدمير التام، استسلم اليابانيون اخيرا . مبدأ ترومان وخطة مارشال : فيما كانت الدول الاوروبية تكافح ماليا بعد الحرب العالمية الثانية، اعترف ترومان بحاجتهم لكل من المساعدات الاقتصادية والعسكرية ، فكان يعرف انه فى حالة الضعف هذه ستكون الدول الاوروبية اكثر عرضة للخطر الشيوعي، حتى انه تعهد بان سياسة الولايات المتحدة سوف تدعم هذه الدول التى سوف تتعرض لمثل هذا التهديد ، وكانت خطة ترومان هذه تسمى " عقيدة ترومان"، وكان وزير الخارجية الامريكية فى فترة رئاسة ترومان هو جورج مارشال ،الذي اعتقد ان الدول الاوروبية التي تكافح فقط للبقاء لن تصل لذلك إلا إذا زودت الولايات المتحدة هذه البلاد بالموارد اللازمة لإعادتهم إلى الاكتفاء الذاتي ، وجائت خطة مارشال التي اقرها الكونجرس في عام 1948، تنص على المواد اللازمة لإعادة بناء المصانع والمنازل والمزارع فى البلاد الاوروبية . حصار برلين وإعادة الانتخابات في 1948 : في صيف عام 1948، وضع الاتحاد السوفيتي حصار للحفاظ على الإمدادات من دخول برلين من قبل الشاحنات والقطارات، او القوارب، وكان الهدف من الحصار لإجبار برلين إلى الاعتماد على النظام الشيوعي، وقتها وقف ترومان بحزم ضد السوفييت، وطلب ان يتم تسليم الإمدادات عن طريق الجو، استمر "الجسر الجوي لبرلين" لمدة عام تقريبا، عندما فض السوفيات اخيرا الحصار ، وفي غضون ذلك، على الرغم من الاداء الضعيف لاستطلاعات الرأي، الا ان الرئيس ترومان اعيد انتخابه، وفأجا العديد بفوزه الشعبي الجمهوري على توماس ديوي . الحرب الكورية : عندما قامت كوريا الشمالية الشيوعية بغزو كوريا الجنوبية فى يونيو عام 1950، وقتها وزن ترومان قراره بعناية، وكانت كوريا بلد صغير، ولكن كان يخشى ترومان ان الكوريين الشيوعيين سوف يصلوا بنهجهم الى بلاد اخرى، لذلك قرر ترومان التصرف بسرعة، ففي غضون ايام، امر ترومان قوات الامم المتحدة للذهاب الى المنطقة، وبدأت الحرب الكورية واستمرت حتى عام 1953، وحتي بعد ما ترك ترومان منصبه، لا تزال كوريا الشمالية تحت السيطرة الشيوعية حتى اليوم . الرجوع إلى بلدته : ومع الانتخابات الجديدة ، اختار ترومان عدم الترشح لاعادة انتخابه في عام 1952، وعاد هو و بيس إلى وطنهم في اندبندنس، ولاية ميسوري في عام 1953، وقلم ترومان بالتمتع بالعودة إلى الحياة الخاصة وشغل نفسه فى كتابة مذكراته والتخطيط للمكتبة الرئاسية الخاصة به، و توفي عن عمر يناهز 88 في 26 ديسمبر 1972 . |
|