منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 12 - 2016, 09:48 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,160

انه الموت يا أبي، انه الموت ينادي من الأعماق.. يجول بداخلي باحثاً عن روحي المُعيية ليلتهمها.. وأنا قد تعبت، حقاً تعبت وأفكر في الإستسلام، وقريباً جدا سأكُف عن مُحاولاتي البائسة للتشبُّث بالحياة، فكما ترى.. قد أصبحت معاناتي أكبر من قدرتي على الإحتمال، ومع الوقت زادت الأصوات بداخل ذهني تدفعني للموت دفعاً. ولا أدري حقاً ماهو مصدر تلك الأصوات، أهي أرواح أخرى تسكُن بداخلي؟ أم هو عقلي المُرهق يخدعني من كثرة التعب دافعاً اياي للموت طلباً للراحة؟! لأ أعلم .. أنا حقاً لا أعلم شئ.. ولا أرغب في شئ الا أن أختفي من تلك الحياة القاسية، أريد أن أرتاح فقط.. وإن كان الموت هو من سيريحني فلن أتردد لحظة عنه.

وبعيداً عن كل هذا، أتدري يا أبي ما يُخيفني أكثر من الموت نفسه؟ صمتك.

تواريك خلف الستار وسط ذروة الأحداث، سكوتك وغموضك في أكثر أوقاتي احتياجاً..
وكأنك توقفت عن محبتي، وكأني لم أعد "ابنك المُدلل" كما كنت تدعوني، وكأن وجعي لم يعُد يوقظ ذراعك الحنون ليحتضنّي وسط نوبات هلعي، فأهدأ وأنام مطمئناً كما اعتدتُ معك..

أنظر، أنا أعلم أني ابن مُتعب و"معيوب"، ولكنك وعدتني بأنك لن تتركني مهما حدث.. لن تخذلني مثل الباقين.. فأنت لستَ مثلهم.. وتحبني حقاً! اليست تلك كلماتك؟ أليست تلك وعودك لي؟ "محبة أبدية.. " أتذكر؟؟ أم أنك تنسى وعودك أنت آيضاً؟ أو أنك من البداية كنت مثلهم، وقد سئمت الحياة معي منذ رأيت تلك الندوب والتشوهات العميقة بداخلي!

يا أبي..
رغم أني أكره التوسل.. وأنفر من المتوسلين.. الا انني لا امتلك سواه الآن!
أرجوك لا تتركني، فأنت رجائي الوحيد الباقي. إن إختفيت اختفت حياتي معك.. وإن أغلقت ذراعيك في وجهي لن أصمد امام تلك الأمواج العالية، أرجوك يا أبي.. عُد وكُن أبي كما إعتدت. عُد واحتضني بمحبتك، فقلبي يتجمد من شدة الوحدة. عُد وأغمرني بالحياة، فالموت يجتاح روحي المسكينة ولا من مُنقذ..

أرجوك يا أبي.. عُد وكُن أبي كما اعتدت!
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024