رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
" يا ابني أعطني قلبك ، ولتلاحظ عيناك طرقي " (أم 23: 26). الله هو المتكلم هنا لكل نفس. ومن سيعطيه القلب سيبارك له في كل شيء. فالله جدير بأحسن ما لدينا، ولنسلمه عواطفنا وإرادتنا وحبنا وهو سيملأنا فرحًا. فالله هو نبع ومصدر كل خير وكل فرح. ولاحظ فإن الله يطلب القلب ولا يطلب عطايا مادية فهذه لن تفرحه إن لم يكن القلب له، وهو يريده كله ولا نشرك فيه غيره وهذا ليكون فرحنا كاملًا. لذلك يوصى موسى قائلًا حب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك (تث5:6). + إن لم تعطٍ نفسك your soul، فإنك تفقدها. المحبة نفسها تتكلم خلال الحكمة، وتخبرك كي تخلصك من حالة الذعر، إذ يقال: "أعطني نفسك". إن أراد أحد أن يبيع لك حقلًا يقول لك: "أعطني ذهبك"، وإن كان شيء آخر يقوله لك: "أعطني نحاسك"، "أعطني فضتك". الآن لتصغِ إلى ما تقوله المحبة لك، إذ تنطق خلال فم الحكمة: "يا ابني أعطني قلبك". ماذا تعطيها؟ "قلبك يا ابني". كان قلبك شريرًا حين كان معك، عندما احتفظت به لنفسك. كُنت تُسحب في هذا الطريق وذاك كما بالدمى والتفاهات وشهوات الحب المدمر. استبعد قلبك عن هذا كله. إلى أين تسحبه؟ أين تضعه؟ تقول الحكمة: "أعطني قلبك". اجعله لي، فلا تفقده. القديس أغسطينوس |
|