المُرسل القديم: كان يونان هو أول مُرسَل قديم أرسله الله إلى الأمم، وقد سجَّل قصته في سفره الشهير الذي يقع بين أسفار الأنبياء الصغار.
يونان و سفره
تعرَّض سفر يونان لهجمات كثيرة من نُقَّاد الكتاب المقدس، فقال البعض عنه إنه أسطورة، والبعض الآخر إنه مُجرَّد قصة رمزية ذات مغزى أدبي. وأنكر البعض إمكانية بقاء يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ. لكنني أسوق هنا - بكل اختصار - بعض الأدلة التي تثبت صحة القصة وقانونية السفر.
لو لم يكن السفر موحى به؛ أ كان يجرؤ يونان أن يكتب قصته التي تبين عصيانه لله، ثم تأديب الرب له بهذه الصورة المؤلمة لنفسه، والتي من الممكن أن تسيء إلى صيته وكرامته كنبي للرب؟
لو كان السفر مُجرَد قصة خيالية أو رمزية؛ أ كان أحبار اليهود يقبلون أن يضعوه بين الأسفار القانونية في العهد القديم؟ علمًا بأنه يوضِّح صلاح الله وقلبه المليء بالرحمة للأمم عابدي الأوثان، وهو ما يتعارض مع الفكر اليهودي المتزمِّت.
لو أن قصة يونان أسطورة أ كان المسيح يشير إلى يونان في أكثر من مناسبة وهو يعقد المقارنة بين يونان وبينه من جهة وبين توبة أهل نينوى وقساوة اليهود الذين رفضوا المسيح ولم يؤمنوا به من جهة أخرى؟ ثم كيف يقارن المسيح بينه وبين يونان قائلاً لليهود: «هوذا أعظم من يونان ههنا» إن لم تكن القصة حقيقية تمامًا؟! (راجع متى 12: 38-40؛ 16: 1-4؛ لوقا11: 29 ، 30).