إيباتيوس الشهيد أسقف غنغرة
صار أسقفاً على غنغرة في مقاطعة أفلاغونيا شمال آسيا الصغرى، هذه كانت أبرشية مهمة. وقد ورد أنه اشتراك في المجمع المسكوني الأول نيقية (325م). ارتد على يده عدد من الهراطقة بفضل تعليمه. عمله الرعائي كان تشييد الكنائس في أبرشيته بالإضافة إلى مؤسسات إنسانية تهتم بحاجات الفقراء أثناء جولاته الرعائية كان يركب حماراً ويرافقه راهبان شبهوه لنمط حياته بيوحنا المعمدان. ساعد على بناء النفوس. واحتضن أيضاً بما أوتي من نعم ومواهب إلهية أمراض الناس وأتعابهم وقسوة الطبيعة. ذاعت شهرته كصانع عجائب، فدعاه الإمبراطور قسطنديوس (352-360). وطلب أن يخلصه من تنين ربض أمام مدخل الخزينة الملكية، وحال دون دخول أحد حيث وقف إزاء الوحش وبيده عصاً كان يعلوها صليب إذ دعا باسم الرب يسوع المسيح وجر التنين إلى محرقة تم إعدادها قبلاً. شعوراً بالامتنان حفر قسطنديوس اسمه على باب مبنى الخزينة، وأعفى غنغرة من الضرائب السنوية. غير أن ما جرى لم يحمل القيصر على نبذ الآريوسية.
نصب له بعض الهراطقة المنشقين عند العودة على طريق لوزيانا وهي معبر بين جبلين، فلما دنا منهم وقعوا عليه بالحجارة والعصي و السيوف وإن امرأة زأرت عليه وعاجلته بضربة حجر على رأسه أودت بحياته. لم يتفوه قديس الله إلا بكلمات قليلة قبل مفارقته «يارب لا تقم لهم هذه الخطيئة» فخشي المهاجمون أن يفتضح أمرهم رموه في كومة تبن وفروا، فجاء صاحب ذلك الحقل ليزود بالتبن من أجل بهائمه سمع جوقاً ملائكياً وعاين نوراً إلهياً فوق الموضع حيث كان الجسد. سرى الخبر بين أهل غنغرة، فنقلوا أباهم بحزن وإكرام عظيمين ودفنوه، وقد أضحى ضريحه منبعاً للعجائب لسنين طويلة أما المرأة التي تسببت بموت القديس فقد استبد بها شيطان يعزبها لكنها استردت عافيتها، ربما بسبب طلبة القديس «يارب لا تقم هذه الخطيئة».