الطفل حديث الولادة، مواصفاته وتكوينه

[Marina Greiss]

للطفل حديث الولادة مواصفات تميزه عن غيره من الأطفال والبالغين وأهم هذه المواصفات:




تكوين الجهاز العصبي عند الطفل


يتألف الجهاز العصبي من الحواس الخمسة، ففي الدماغ يحصل كل شيء، ويتكون كل شيء، وهو أساس حركة الطفل وتواصله مع العالم من حوله عند ولادته.وفي مرحلة ما قبل الولادة تتطور حواسه الخمس داخل الدماغ، التي تعتبرالنوافذ الحيوية الخمسة لتأقلمه ونموه السوي. وتعتبر عملية استخدام هذه الحواس واختبارها تدريجيا عملية مهمة لاستكمال مداورة النظام العصبي لديه. وفي الدماغ تحديدا خمسة مراكز يغوص الطفل في استخدامها تدريجيا في مرحلة ما قبل الولادة وبعدها يعمل على تطويرها وتنميتها بالشكل الكامل عند البلوغ وهي:



1- قشرة الحس الرئيسية - Primary Sensory Cortex


حاسة الحس مهمة جدا حيث إن المنطقة المسؤولة عنها بالذات والموجودة في الدماغ، أي قشرة الحس الرئيسية، قادرة على تمثيل شعور حسي خلال الشهر الرابع من مدة الحمل، في حين تظهرأعصاب البشرة خلال الأسبوع العاشر من هذه المدة.


2- قشرة النظرالرئيسية -Primary Visual Cortex


تعتبرحاسة النظر أبطأ حاسة عند التكوين، وعلى الرغم من أن قشرة النظر البدائية قادرةعلى استقبال إشارات من عين الجنين خلال الشهر السابع من فترة الحمل، تبقى الخلايا العصبية غير ناضجة ومكتملة لأشهر طوال بعد الولادة، لذلك يبدو معظم ما يدور حول الطفل غير واضح في المرحلة الأولى من ولادته.


3- البصلة الشمية - Olfactory Bulb

يستطيع الجنين في رحم أمه شم رائحة السائل السلوي (AmnioticFluid ). وعند الولادة ، باستطاعة الأطفال التعرف على رائحة أمهاتهم من بين جميع الروائح التي يصادفونها بالعالم الخارجي الجديد. ويقول الباحثون والأطباء أن حاسة الشم عامة مرتبطة بشكل وثيق بالذكريات والانفعالات والعواطف.


4- قشرة التذوق–Taste Cortex
تـُحَـدَّد المذاقات إجمالا، والأفضليات في مرحلة مبكرة جدا، حيث إن ما يحبه طفل حديث الولادة وما لايحبه هو نهائي منذ بداية تكونه داخل رحم أمه. فحلمات التذوق أو البراعم البالغ عددها عشرة آلاف تبدأ بالتلون على اللسان وأعلى باطن الفم لمجرد بلوغه أشهره السبعة من الحمل (أي قبل الولادة)، وتستجيب هذه البراعم بشكل كبير للمذاق المالح،والحلو، والمر، والحامض.
وبالإجمال يفضل الأطفال المذاق الحلو، لكن ما يتلقاه الجنين من مذاقات، تكون صادرة عن الأطعمة التي تتناولها الأم.
ولاحقا عند الولادة يتلقى تلك التي تتناولها الأم من خلال حليب الثدي الذي يعكس مذاق وجباتها.


5- قشرة السمع الرئيسية - Primary Auditory Cortex

كما أن المذاقات وأشكالها المختلفة، التي يتلقاها الطفل في مرحلة ما قبل الولادة تشكل أفضليات هذا الأخير وتحددها، كذلك تترك الأصوات التي تدخل رحم الأم أثرا طويل الأمد على الجنين. ففي الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، تدرك قشرة السمع الرئيسية في الدماغ الأصوات المرتفعة عبر تلقيها رسالات الخلايا العصبية في الأذن الداخلية. كما أن عند الولادة، يمكن للطفل تمييز صوت أمه بكل سهولة إذ هو الصوت الأول والمباشر الذي سمعه طيلة اثنا عشر أسبوعا من الحمل تقريبا، وهو الصوت الذي يفضله من بين الأصوات جميعا.
والجديربالذكر أن للأطفال القدرة على إدراك كل مقطع صوتي
( Phoneme) من اللغات المحكية في العالم،وهي مقدرة يخسرها كليا خلال عامه الأول لتعود إليه لاحقا.


اعلمي أن سلوك الأم والأب له التأثير الكبير على الطفل من ناحيةالأثر التربوي والنفسي والسلوكي، لأنه يرث صفاتهما الصالحة أو الطالحة.


فالطفل يحمل من رحم أمه مجموعة من الصفات الظاهرية والمعنوية لآبائه وأجداده القريبين والبعيدين، وهناك عوامل كثيرة صغيرة أو كبيرة، مضرة أو حسنة، تؤثر عليه، فإن كانت المؤثرة هي الحسنة فهنا يبدأ مسلسل حياته السعيدة من بطن أمه، وإن كان العكس فهوشقي من بطن أمه لأجل هذه التأثيرات التي تولد بشكل استعدادات قد تهذبها التربية فيما بعد.
والطفل قد يتأثر من بطن أمه بالعصبية أو بسرعة الانفعال أو السكينة والهدوء. فقد اكتشف العلم الحديث أن الصفات الخـُلقية تنتقل للجنين.
فالرحم يصنع الطفل ويحول البويضة الملقحة إلى إنسان كامل، يحمل الاستعدادات التي كانت في الخلية الملقحة فتظهر إلى عالم الفعلية في رحم الأم. إذا المقدرات التفصيلية للطفل من صلاح وفساد ونواقص وكمالات، ظاهرية وباطنية، كلها تـُخـَطـَّط في الرحم.
إن الإضطرابات العصبية للأم أثناء الحمل قد توجه ضربات قاسية إلى مواهب الطفل قبل تولده، إلى درجة أنها تحوله إلى موجود عصبي لا أكثر، ومن هنا يجب على الأم أن تلتفت إلى مدى أهمية دور الحمل ودورها أثناءه في الابتعاد عن الأفكار المقلقة،والهم والغم، والاحتفاظ قدر الإمكان بجو الهدوء والاستقرار.
وقد أثبت أطباء الأمراض النفسية أن من بين الأطفال المصابين بتلك الأمراض يوجد 26 % منهم قد ورثوها من أمهاتهم.
إذن طفلك عمره لا يبدأ من يوم ولادته ولا يبدأ بالنمو فقط يوم خروجه من رحمك، بل هو منذ اللحظة الأولى التي تكوَّن فيها جنينك يبدأ عمره، ومن هنا عليك الالتفات جيدا أن العناية به لا تكون بدءً من لحظة ولادته فقط، بل حتى وهو في بطنك.


للطفل حديث الولادة مواصفات عديدة تميزه عن غيره من الأطفال والبالغين، وأهم هذه المواصفات:





1- رأســــــــــــــه:


يكون رأس وليدك أكبر نسبيا من رأس البالغ ويقارب طول جسمه.
قد يكون رأسه معوجا ومتورما في الأسبوعين الأولين من الولادة بسبب الضغط والتغيير الذي يصادف جنينك أثناء مروره في القناة الحوضية، وهو يزول بعد أسبوع تقريبا.
كما أن عظام جمجمة وليدك لا تكون متصلة وإنما تفصل بينها مساحات غشائية رقيقة تسمى اليوافيخ. وبإمكانك لمس يافوخه الأمامي كانخفاض في مؤخرة جبينه، وهو يزول تدريجيا في السنة الثانية من عمره بعد اتحاد العظام حوله.


2- عينـــــــــــــــاه:






في اليوم الأول قد يخرج من عيني طفلك إفراز أبيض ينشأ عن التهاب كيمياوي سببه نثرات الفضة التي وُضعت في عينيه بمجرد ولادته لوقايته من السيلان والرمد الصديدي، وهذاالإفراز يزول تلقائيا بعد 24 أو 48 ساعة.
كما قد يولد طفلك والدم ينزف من الجزء الأبيض من عينه، فلا تقلقي لأن هذا النزف سيشفى ويزول بعد عشرة أيام.
وعند الولادة لا تكون أهداب وحواجب طفلك ظاهرة بوضوح لأنها تكون صغيرة جدا وناعمة. وفي البداية يعجز وليدك عن تثبيت نظره بشكل صحيح وتكون قوة الإبصار لديه ضعيفة ولاتتأثر إلا بالنور الساطع والأجسام الضخمة.
ويُلاحظ أن لون العين لا يثبت ولا يستقر إلا بعد فترة زمنية.
ولا تتكون لدى وليدك الغدد التي تفرز الدموع حتى الشهر الثاني وقبل ذلك لن تنهمر دموعه مهما حاول البكاء.


3- أذنــــــــــــــــــاه:


حاسة السمع تكون موجودة عند ولادة طفلك بدليل أنه يتجاوب مع الضجة حوله.


4- عنقــــــــــــــــه:


عند ولادته يكون عنق وليدك قصيرا بسبب كثرة الشحم في هذه المنطقة.


5- شعــــــــــــره:


عند الولادة يكون رأس وليدك مغطى غالبا بشعر أسود وكثيف يمتد إلى الجبهة. يبدأ شعره هذا بالتساقط حوالي الأسبوع الثاني ليحل مكانه خلال بضعة أشهر شعر دائم أقسى ملمسا وأفتح لونا.






6- صـــــــــــدره:


يتميزوليدك عند الولادة بضيق صدره وقصر أطرافه.


7- بطنــــــــــــــه:


عند الولادة تكون بطن طفلك بارزة إلى الأمام وقد يظهر انتفاخ في بطنه سببه ضعف عضلات جدار البطن وكثرة المواد الدهنية المختزنة تحت جلد المولود وكبر حجم أحشائه.


8- جلــــــــــــــده:


يتراوح لون جلد طفلك عند الولادة بين الوردي والأحمر القاتم ويغطي جلده وبر ناعم يتساقط في الأسبوع الأول، ومادة دهنية تقي جلده من التهيجات والطفح.
وبعد الولادة بثلاثة أو أربعة أيام قد يصاب باليرقان الفيزيولوجي، فيصطبغ جلده باللون الأصفر، وهو ينتج عن الفائض من الأصبغة الصفراوية في دم الحبل السري أو الأصبغة الصفراوية التي تتراكم في الدم.
وهذا اليرقان لا ضرر منه على وليدك إذ يعتبره الأخصائيون رد فعل طبيعي لجسم الوليد عند تكيفه بالبيئة الجديدة. وهو يزول عادة في اليوم السابع أو العاشر. ومن الأمراض الجلدية التي قد يتعرض لها طفلك أيضا مرض الحفص (Impetigo)، وهو عبارة عن التهابات أو فقاعات صغيرة منعزلة عن بعضها يحيط بها خط أحمر ضيق، وحين تنفتح الفقاعة تكون كتلة جامدة حمراء من الدم الجاف أو اللزج. وهذا المرض يظهر غالبا في نهاية الأسبوع الأول ويتوجب علاجه.
وقد تظهرعلى جبين طفلك وأعلى أنفه وعلى جفنه الأعلى وفي مؤخرة عنقه بقع صغيرة حمراء تشحب بمرور الوقت وتختفي نهائيا، أما إذا بقيت فيتوجب علاجها.
كما عليك أيضا معالجة طفلك من المرض الذي يصيب فمه ولسانه ويؤدي إلى احمرارهما وتورمهما، ويغطي داخل الفم بطبقة بيضاء.
وجلد وليدك يكون شديد الحساسية لذلك فغالبا ما يتهيج جلده ( أي يصاب بالتسميط ) خلال الأشهر الأولى.


بالإضافةإلى ذلك فإن الغدد العرقية لطفلك لا تفرز قبل مرور شهر على الولادة، لذلك فإنه لا يعرق خلال تلك الفترة وتلك حكمة للمحافظة على حرارة الجسم وسوائله.


9- ثديــــــــــــاه:


غالبا ماتكون أثداء طفلك خلال الأسبوع الأول متورمة منتفخة وقاسية وسببها أن المواد التي تحدث التغييرات العديدة في ثدييك خلال الحمل تمر من خلال المشيمة إلى طفلك وتحدث التغييرات نفسها في ثدييه وهو داخل الرحم.
وقد يخرج بعض اللبن من ثديي طفلك تلقائيا ولكن حذار من أن تقومي بعصر الحلمتين لاستخراج اللبن، لأن ذلك سيؤدي إلى زيادة التورم وتكوين دمامل تسبب ارتفاعا في درجة حرارة طفلك، وفقدانا للشهية. ويسمى هذا الحليب بـ (حليب الجنية). ويزول هذا الانتفاخ في نهاية الأسبوع الأول تقريبا.


10- ساقــــــــــــاه:


تكون ساقا وليدك معوجتين اعوجاجا بالغا، حتى أن أخمص القدمين تتواجهان ( إلا أنها تستقيم بعدذلك ).


11- أظـــــــافره:




تكون أظافر يديه وقدميه تامة التكوين. وأظافر يديه تكون طويلة جدا وتمتد إلى ما بعد نهاية الإصبع.


12- بـــــــــــــوله:


قد يتأخر بول وليدك يوما أو أكثر، وإذا خرج لأول مرة يبدو لونه أحمر وكأنه دم، لكنه في الحقيقة ليس إلا كميات كبيرة من بلوريات الحامض البولي. ويختلف المقدار اليومي للبول بحسب كل طفل.



13- بـــــــــــــرازه:


بعد الولادة بيومين أو ثلاثة أيام يكون براز طفلك لزجا ذو لون أخضر قاتم، ثم يميل إلى السواد لأنه لا يحوي إلا مادة سوداء تسمى العقي ( Hecomium ) وهي عبارة عن محتويات الأمعاء التي تراكمت طوال حياته داخل الرحم. بعد مرور هذه الفترة يصبح برازه لينا ذا لون أصفر لامع.
ويختلف عدد مرات البراز إذا ما كنت ترضعين طفلك طبيعيا أم اصطناعيا. فإذا كنت ترضعينه طبيعيا سيبرز بعد كل رضعة أي حوالي خمس أو ست مرات. أما إذا كنت ترضعينه اصطناعيا ستقل عدد مرات برازه ( بين مرتين وثلاث مرات تقريبا ). كما أن نوع البراز سيختلف أيضا.


14- حبلـه السـري:


عندما تتم عملية الولادة يقوم الطبيب بقطع الحبل السري لطفلك ويبقى منه جزء بطول 1 و3 سم، ملتصق ببطنه، يجف ويسقط بعد يومين. بسقوطه يترك جرحا يحتاج أسبوعا للالتئام كمايحتاج أيضا للعناية والتنظيف.


15- طـــــــــــولـه:


يكون طول الوليد الطبيعي 50 سم تقريبا.



16- وزنــــــــــــه:


قد يتم قياس وزن طفلك بمجرد ولادته وقد لا يتم ذلك إلا بعد مرور يوم أو يومين ليتكيف مع بيئته الجديدة. يقاس وزن الأطفال بالغرامات ويبلغ وزنه الطبيعي حوالي 3 كلغ، أماالطفل الذي يزن أقل من 2 ونصف كلغ فإنه يكون خديجا أو مولودا قبل أوانه.
وسينقص وزن طفلك خلال الأسبوع الأول حوالي 500 غ بسبب نقص السوائل في جسمه. إلا أن هذه الخسارة تتعوض بسرعة بدءً من اليوم السادس حتى نهاية الأسبوع الثاني.
وينمو طفلك ما بين 25 إلى 30 غ يوميا في الأشهر الثلاثة الأولى، وما بين 20 إلى 25 غ يوميا في الأشهر الثلاثة اللاحقة.
ويُؤخذ وزن الطفل في البداية مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، ثم مرتين أسبوعيا، ثم مرة في الأسبوع.


لك بعض المعلومات عن المولود الجديد:





خلال الأسابيع الأولى تشعرين بالقلق وتتساءلين هل طفلي يشبع؟ لماذا يبكي؟ بالإضافة إلى كثير من التساؤلات:
- عند الولادة يكون جسم الطفل غير مكتمل.
- يزيد الطفل في سنته الأولى حوالي 25 سنتيمتر، ويزيد ثلاثة أضعاف.
- يزيدحجم الدماغ بحوالي غرامين يوميا خلال السنة الأولى، لذا فإنه بحاجة لغذاء يتناسب مع هذا النمو.
- جهازه الهضمي غير ناضج، فهو على سبيل المثال، غير قادر على هضم بعض النشويات كالنشاء، وبعض الدهنيات الموجودة في حليب البقر.
- جهاز المناعة عند الطفل غير مكتمل، مما يعرضه إلى حساسيات عدة.
- عند الولادة، يكون النمو الكلي عند الطفل غير مكتمل، ويصعب عليه التخلص من الملح، ومن عدة رواسب.