رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وداعة الحملان و شجاعة الشهداء وداعة الحملان و شجاعة الشهداء من كتاب القمص لوقا سيداروس " رائحة المسيح فى حياة أبرار معاصرين " يروى ابنة عنة فى وجود اقاربة ويقول : كان والدى فى الأربعينات الأولى من عمره و هو مكتمل الصحة لم يصب بمرض قط ، و كان "رقيقا محبا عطوفا على الفقراء لدرجة لم يعرفها أحد من كل عائلتنا لدرجة إنهم كانوا يتهمونه بالسذاجة لإنه كان فى نظرهم يبذر أمواله على المساكين و المحتاجين و كان رجلا عطوف القلب رحيما لا يطيق أن يرى أو يسمع عنفا أو مشاجرة .. فكان إن تصادف و هو واقف فى شرفة المنزل و رأى أناسا يتشاجرون يدخل مسرعا و يغلق الباب خلفه و لا يطيق أن يسمع السباب أو الصوت العالى و كان مواظبا على حضور القداسات منتظما فى صلوات الأجبية .. كان الوعظ فى أيامه قليل و لا سيما فى البلدة التى كنا نعيش فيها و هى أحد مراكز المنيا .. و لكنه لم يكن يحتاج إلى وعظ .فالحياة المسيحية عنده أهم ، و الممارسة و حياة الفضيلة التى يحياها هى شغله الشاغل . كانت والدتى - كانت من بين الجالسين معنا فى تلك الليلة - ساذجة لا تعرف من الحياة شيئا سوى . بيتها و أطفالها ، لا تخرج من البيت سوى للكنيسة كان أبى موسرا غنيا عنده أراضى و أملاك و كان يدير أمواله بلا ارتباك و كان يعفى والدتى تماما من كل الأهتمامات العالمية و يوفر لها كل شىء ، فكانت هى تنعم بالحياة بدون ارتباك .. حياتهم كانت مثل ترنيمة جميلة .. لم نسمع قط أن خلافا دب بين والدى و والدتى و ما رأيناهم قط " . يتشاجران أو يختلفان و كان وقت قوله هذا الكلام أن والدته و هى سيدة تقية محبة للمسيح كانت تبكى بهدوء و دموعها . تجرى على وجهها الملائكى قلت : نحن نطوب إنسانا وصل إلى ميناء السلام و هو الآن ينعم بخيرات أبدية فوق كل مستوى الأرض و مسراتها ، فلماذا البكاء ؟ أرجوكم أرفعوا عقولكم إلى حيث المسيح جالس لكى لا يعكر العدو صفونا " فإستمر هذا الأخ فى حديثه ، قلت له مقاطعا : عندما تنيح بابا ، كم من السنين كان لك ؟ قال : 16 سنة . قلت : كنت إذا مدركا لما يدور حوالك ؟ قال : طبعا كنت شابا فى ثانوى . قلت : إكمل حديثك بدون إنزعاج قال : " فى يوم من الأيام صحا والدى من نومه و تناول طعام الأفطار معنا ، ذهبنا إلى مدارسنا وبقى و والدتى فى المنزل .. قالت ماما : أنت مش نازل النهاردة عملك ؟ قال : لا أنا أجازة اليوم .. ثم دعا والدتى إلى حجرة مكتبه و قال لها بإبتسامة رقيقة : أنا عاوز أطلعك على بعض أوراقى .و أبتدأ يطلعها على جميع أوراق أملاكه من أطيان و نقود بالبنك .. فقالت و قد أستبد بها الأنزعاج : " لماذا كل هذا ؟ أنا لا أريد أن أعرف شيئا من كل ذلك " قال و هو هادىء جدا " لابد أن تعرفى .. لقد حملت عنك هذا الحمل كل هذه السنين ، و اليوم لابد أن تعرفى لكى تحملى المسئولية " .. قالت : " مسئولية أيه ؟ " و إنخرطت فى البكاء فكان يهدىء من روعها و يربت على كتفها و يقول : " أنتى بتعملى كدة ليه ؟ ربنا مدبر الخليقة كلها سيدبر أمورك و يعتنى بك لأنى أنهيت أيامى على " الأرض و سأمضى إلى المسيح اليوم إنهارت والدتى و هى تقول : مش ممكن .. أيه الكلام الفارغ دة .. أنت فى عز شبابك و فى كامل صحتك ، لو شاعر بمرض نستدعى الدكتور . فقال لها : صدقينى يا عزيزتى إنى كما تقولين و لكن هذا أمر ربنا . قالت له : أرجوك كف عن هذا الهزل و هذه النكتة السخيفة ، و إن كنت تريدنى أن أشاركك المسئولية فى تدبير شئونك فأنا شريكة حياتك " . قال لها : لا مانع . و هدأ من روعها و أطلعها على كل ما عنده من أسرار ثم عمل بعض المكالمات التليفونية ، ثم قام من حجرة المكتب و دخل الحمام و أستحم و لبس ملابس جديدة ثم رقد على سريره و أمسك كتاب الأجبية . يقرأ بعض المزامير .. عادت والدتى إلى الحجرة لتجده هكذا نائما و قد أسلم روحه بيد المسيح كانت تصرخ و هى غير مصدقة .. و ما هى إلا دقائق و دخلت عمتى و قالت : يابنى دا أخويا دة كان ملاكا و لم يكن إنسانا " كانت العمة فى ذلك الوقت تسكن على بعد ساعة و نصف فى بلدة أخرى . لفد إستدعاها بابا فى التليفون و قال لها : " أنا مسافر دلوقت و عايزك تحضرى حالا عشان زوجتى منزعجة و أرجوك أن تكونى بجوارها " . قالت عمتى : " ماذا يزعجها فى سفرك ؟ " " قال : " مش عارف " .. قالت : " لا لازم فيه حاجة تانية " قال لها : " لما تيجى تعرفى اجتمع الجيران على هذا الخبر المفاجىء المفجع غير مصدقين ، و فيما هم كذلك ، إذ صاحب محل فراشة يقول : " المهندس بولس إتصل بى من ساعتين و قال عندنا حالة وفاة و طلب إقامة سرداق بجوار المنزل " .. فوجىء الرجل أن المهندس بولس الذى كلمه هو الذى أنتقل .. كان وهو غير مسيحى - يلطم وجهه بكفيه و يقول : " مش معقول .. شىء مذهل ، أكاد أفقد عقلى " و لما سمع تفاصيل الأمر ، قال : " حقا إن عبادتكم صدق و عندكم قديسيين ، لقد رأيت . " بعينى و سمعت بأذنى ذهبت ماما لترى عمتى المكتب و ما بداخله من أوراق فوجدت على المكتب ورقة كتبها والدى و هو النعى الذى نشر بجريدة الأهرام .. لقد جهز كل شىء بهدوء حتى النعى ، لأنه يعلم أن والدتى . فى ذلك الحين لم تكن لها دراية بهذه الأمور و هو لم يكن له أخوة ذكور و من الغريب أنه بصلوات أبى أعطى الرب والدتى روح تدبير ، فأدرات كل الأملاك و الأموال بذات الروح .. و كانت لها هيبة أمام المزارعين و لم تتعرض لشىء من المصاعب التى يتعرض لها عادة من يعيشون تحت نفس الظروف . و نشكر الله ، إننا نثق أن روح والدى ترافقنا فنحيا كأنه معنا . " يصلى عنا قمنا بعد ذلك صلينا و شعرنا إن إخوتنا الذين سبقونا و رقدوا فى الأيمان هم أكبر سند لنا فى . جهادنا على الأرض التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 24 - 11 - 2016 الساعة 01:43 PM |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وداعة نسبية : هى وداعة الإنسان |
وداعة مطلقة : هى وداعة السيد المسيح |
نبتة الحملان |
لأن يدك “تجمع الحملان، |
بقلم المستشار احمــــــــــــــد نعيم لجنة صياغة لجنة الخمسين كﻻكيت تاني مره للجنة صياغة الجمعية |