01 - 07 - 2012, 09:44 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
نشأ الفتي الصغير شوكار في أسرة بسيطة فأبوه كان يعمل مزارعا في احدي المزارع البسيطة ووالدته كانت ربة منزل وكان منذ نعومة أظفاره يذهب مع والده إلي الحقل البسيط ليساعده وكان أخواه الصغيران يلعبان وكان دائما ما يلاعبهما ومرت الأيام وأصبح شوكار فتي جميلا وتظهر علي وجهه علامات الذكاء وأصبح أخواه الصغيران يساعدان الوالد فلم يعودا طفلين صغيرين يلعبان ويزحفان علي الأرض وتتسخ ملابسهما ثم تقوم الوالدة بعقابهما 00 أما شوكار فقد كان متميزا في الدراسة وهو الآن في الصف السادس ولكنه يريد أن يظهر لنفسه إنه لم يعد صغيرا وهنا ظل يفكر في وسيلة
لمساعدة والده الفقير ومساعدة أخويه حتي يكملا تعليمهما وهنا ظل يفكر ويفكر وأخيرا بدأ بشراء عدة بيضات وذلك بعد أن ادخر مصروفه طوال شهرٍ كامل ثم كانت عندهم دجاجة كبيرة فرقدت علي البيض ومرت الأيام وفقس البيض إلي كتاكيت صغيرة قام بتربيتها والاعتناء بها ثم قام ببيع الدجاج الكبير واحتفظ لنفسه بواحدة تبيض وادخر المبلغ الذي معه ثم انتظر حتي حصل علي عدة بيضات ورقدت الدجاجتان وفقس البيض بعد ثلاثة أسابيع إلي عدة كتاكيت والمهم 00 قام بتربية الكتاكيت الكثيرة والاعتناء بها حتي كبرت وأصبحت دجاجا 00 فقام ببيعها وادخر لنفسه اثنتين وبالتالي
أصبح عنده أربعة دجاجات تبيض وترقد وبعد ذلك كان يترك لإخوته كمية من البيض ليأكلوا منها وجمع البيض حتي قام الدجاج بالرقاد عليه وظل يعتني به حتي فقس البيض ثم اعتني بالكتاكيت حتي كبرت وأصبحت دجاجا وكان معه مبلغا كبيرا من المال من المرات السابقة قام ببيع الدجاج الجديد وترك واحدة وقام بعمل حظيرة أكبر من السابقة حتي تكفي للخمس دجاجات وما سيقوم بتربيته واشتري بعد ذلك شاة صغيرة 00 قام بتربيتها ورعايتها حتي أصبحت كبيرة وحملت ثم أنجبت له اثنتين وفي نفس الوقت كبر الدجاج الذي كان يقوم بتربيته فباعه كله وترك واحدة وقام بادخار المبلغ الذي
معه وقام ببناء حظيرة صغيرة للماعز الذي عنده وبدأ يبيع من البيض الذي ينتجه الدجاج الذي عنده ويشرب من لبن المعزة هو وأسرته ومرت الأيام وكبر أولاد الشاة وأصبحوا قادرين علي الحمل ومرت الأيام وأنجبوا وبدأ يقوم برعايتهم جميعا وهنا وكان شوكار قد كبر هو وإخوته فبدْءوا يقومون بمساعدته وخاصة أن المشروع قد كبر وبدأ يكسب كثيرا فكل يوم يبيع من البيض ويأكل هو وأسرته منه ويشربون من اللبن وقام ببيع الماعز الجديد عنده وما كان قد جمعه من مال البيض واشتري بقرة 00 كانت فرحة الوالد غامرة بابنه المتفوق في المدرسة والذي يساعد نفسه في توفير مصروفه
المدرسي والآن أصبح عنده مشروعات بدأ يكبر وينفق علي الأسرة وكانت البقرة كل يوم تحلب ويبيع من لبنها ويترك للأسرة جزءً ومرت الأيام وأنجبت البقرة وكبرت ابنتها وأصبحت تحلب وفي نفس اللحظة كانت البقرة قد ولدت ابنا آخر واللبن يزيد ويبيعون منه كل يوم والدجاج يبيض ويأكلون منه تفرغ الوالد لمساعدة أبنائه الذين نجح مشروعهم والذي يدر ربحا كبيرا يكفي الأسرة ويفيض ويدخر شوكار الكثير للأيام القادمة ومرت الأيام وكبرت مزرعة شوكار ولكنه الآن قد التحق بكلية الطب التي كان يحلم بها ولم يعد قادرا علي العمل في المزرعة ولكنه كان يديرها مع أسرته
التي اتحدت كلها في رعاية هذا المشروع الناجح والذي يكفي للإنفاق علي كل الأسرة ويفيض والمشروع يزداد في النمو حتي أصبح عندهم مزرعة كبيرة للدجاج وللبقر ومرت الأيام وانتهي شوكار من دراسته وبدأ يتفرغ للعمل بمهنة الطب السامية , وهنا ترك المشروع لأخويه اللذين كبرا واتجه لممارسة مهنته وكان قد ادخر مبلغا من المال له لبناء مستشفي كبير وبالتالي أصبح شوكار طبيبا ناجحا في عمله وغنيا في نفس الوقت وكان يتذكر أيام كفاحه وصبره ويقول لولا هذه الأيام لما أصبحت هكذا وتمر ألأيام ليصبح شوكار في يوم من الأيام أكبر طيبب في تخصصه علي مستوي القطر كله
ويري أبواه صورته في الجرائد وهم فرحين به كما كانا يفرحان به حينما كان يساعد نفسه ثم حينما كان يساعد أخويه ثم حينما كان يساعدهما وكانا يقولان البذرة الصالحة دائما لا تثمر إلا بالسعادة والأجمل أن أخويه أصبح أحدهما مهندسا والثاني أصبح مدرسا ناجحا واكتملت سعادة الأسرة
بيت العائلة
كنا في رحلة طويلة قضينا فيها خمس سنوات بالإسكندرية في مدينة العامرية حيث نقوم بزراعة الأرض الجديدة التي اشتراها والدي واستصلاحها وكان والدي قد باع كل أملاكه في القرية وذلك حتي يستطيع الإنفاق علي المزرعة الجديدة ولأننا أقمنا هناك إقامة كاملة وقمنا بتحويل أوراقنا إلي المدارس الموجودة هناك 00 ولكن انتابنا الحنين إلي أسرتنا وإلي قريتنا والذي ساعدنا أكثر أننا علمنا أن جدي الآن في مرضه الأخير وأنه طلب رؤية والدي كنا في غاية الحزن علي أننا مقصرين في البر بجدي وزيارته حتي طلب هو منا ذلك وكان جدي يقيم في منزل العائلة وكان منزلا كبيرا
تربي فيه أبناء العائلة منذ عدة أجيال وجئنا علي الفور لزيارة جدي ولم يمر أسبوع حتي توفي جدي وعم الحزن علينا جميعا فقد كان جدي عزيز علينا كلنا 00 كان جدي رجلا صالحا وكان مواظبا علي إقامة الصلاة دائما في مواعيدها وعلي البر بالفقراء والمساكين 00وبعد أسبوع من وفاة جدي وجدنا هناك اختلافا كبير بين أعمامي الثلاثة وعمتي وبين والدي علي توزيع الميراث وكان الميراث هو مساحة كبيرة من الأرض الزراعية وبيت العائلة ولما وجد والدي أن هناك تنازعا كبيرا هكذا آثر هو أن يكون نصيبه في الميراث هو بيت العائلة وذلك أنه يريد أن يحتفظ به تخليدا لاسم والده
وكذكري له حتي يتذكره به وتنازل عن نصيبه في الأرض الزراعية وفرح الباقون بنصيبهم من الميراث وقام كل واحد ببيع نصيبه وقام بإنفاقه علي أسرته وأقمنا نحن في منزل العائلة وعدنا من العامرية ولكن مع كل هذا فالبيت كبير ويكفي خمسة أسر بأكملها لكي تقيم فيه 00 والغريب أن أحد أعمامي بعد كل هذا أصيب بمرض شديد واحتاج إلي أموال باهظة للإنفاق عليه وكان الأمر شديد ا فقد باع عمي كل ما لديه من أموال للإنفاق علي مرضه ولم يعد عنده ما يكفيه حتي نصيبه من ميراث جدي ضاع هو الآخر علي الإنفاق علي العلاج وقام والدي بمساعدته بمبلغ كبير ولكنه لم يكفي 00 ومع ذلك لم
يساعده أحد من أعمامي الآخرين أو عمتي التي أخذت نصيبها من ميراث جدي 00 كان عمي حزينا جدا من عدم اهتمام أحد به في هذه الظروف القاسية ومع ذلك فقد أصبحنا في غاية الضيق من ما حدث لعمي ونريد أن نساعده ولكن ليس أمامنا إلا أرض العامرية التي أصبحت مصدر رزقنا الوحيد والتي استصلحناها بعرقنا وسهرنا الطويل ولم يجد والدي بعد أن يئس من الحصول علي أي مال إلا أن يفكر في بيع الأرض ولكن بعض الناس قال له عليك ببيع بيت العائلة فالبيت كبير وحوله مساحة من الأرض الخالية وسوف تحصل منه علي مبلغ كبير وعد لأرضك كما كنت فإن لك منزلا فيها وكأن شيئا لم يحدث
ولكن والدي كان مصرا علي عدم بيعه مهما حدث والغريب أنه ظل علي هذه الحال أياما 00 جلست ذات يوم وأنا في غاية الضيق من ما حدث لوالدي وأنا مستند إلي شجرة الزيتون المباركة التي زرعها جدي والذي كان يحب دائما الاستناد إليها وأنا في غاية الضيق من حال والدي وموقفه 00 ولم تمر لحظات حتي أخذتني سنة من نوم ووجدت جدي في المنام يأتي من بعيد وكان حزينا فقلت له لماذا أنت حزين يا جدي ؟ فقال لأنني أعرف أن عمك مريض ولا يوجد معه مال للعلاج 0 قلت ولماذا لم تنقذنا يا جدي ؟ قال لي : سوف أقوم بإنقاذكم إني أعرف مكان كنز كبير كان قد وضعه رجل من قديم الزمان في مكان
ثم مات ولم يعلم أحد به قلت له علي الفور وأين هو ؟ قال لي ستتعجب حينما تعلم مكانه إنه أسفل الشجرة التي تجلس بجوارها 00 ظللت أنظر إليه وأنا في غاية الدهشة وهو يكرر الكلام ولكنني لم أعد أسمعه ثم انصرف 00 ظللت أنادي عليه ولكنه لم يرد علي 0 قمت مفزوعا من نومي ولكنني سرعان ما تذكرت أن علي واجبات دراسية كبيرة فنسيت ما رأيت 00 وأثناء عودتي في الطريق تذكرت ما حدث ولكنني قلت إنها أضغاث أحلام ويجب أن لا أهتم بهذه الأمور التافهة وبعد أن عدت إلي المنزل وبدأت في المذاكرة ظل الأمر يلح علي ولكنني قلت ولماذا لا أجرب ؟ هل سأخسر شيئا من التجربة ؟ سيعود كل
شيء إلي موضعه وحملت الفأس واتجهت إلي شجرة الزيتون و00رآني والدي في الطريق فسار ورائي ولم أعلم به , وبمجرد أن بدأت الحفر سألني والدي ماذا تفعل يا بني ؟ هل هذا وقت اللعب والعبث ونحن في هذه الظروف القاسية ؟ قلت يا والدي هذا ليس وقت العبث ثم شرحت له القصة وما رأيته في المنام ولم يكن مقتنعا بكلامي ولكنه سرعان ما قال : لن نخسر شيئا ونجرب وظللنا نحفر حول الشجرة كلها ولم نجد شيئا حتي مل ولدي وهنا قال : ما نالنا يا بني غير إجهاد أنفسنا ولكنني قلت له حاول ثانية يا والدي وبمجرد أن ضرب بالفأس حتي ارتطم الفأس بصندوق حديدي وهنا فرح والدي جدا وقمنا
بإخراج الصندوق الذي كان كبيرا وكان محكم الغلق ووجدنا بداخله صندوقا آخر أكثر بريقا ولمعانا وكان هذا الصندوق من الفضة ولهذا لم يصدأ من وجوده في مكان ملئ بالمياه وإن لم تمسه المياه فقد حماه الصندوق الخارجي الذي أصبح كامل التلف من الخارج وجدنا كنزا كبيرا من المجوهرات الثمينة وبالتأكيد لم نسأل عن صاحبه فقد جاء إلينا منحة من السماء وقام والدي بالإنفاق علي عمي حتي تحسنت حالته 00 والغريب أنه بعد شفاء عمي وسلامته من المرض قام أحد اللصوص والمحتالين بخداع عمي الآخر ونهب كل ثروته ولم يعد عنده مكان يقيم فيه فقد وقع علي عقد بيع له بكل ثروته
أصبحت حالة عمي يرثي لها وجاء يبكي إلي والدي ويطلب منه أن يقيم معنا في بيت العائلة وهو يتوسل له وما كان من والدي إلا أن رحب به أشد الترحيب وقال هذا بيتك وهو مدخر لك 00 أثر هذا الموقف تأثيرا كبيرا في كل أعمامي وجاءوا لوالدي وهم في غاية الأسف وقالوا له لقد ندمنا علي ما فعلنا ونطلب منك أن نعود إلي بيتنا الكبير وهو ملكك كما هو0 وهنا فرح والدي فرحا شديدا بعودة الأسرة الكبيرة إلي مكانها الأصلي وتعاون الجميع في زراعة الأرض الباقية وأصبح المال مال الجميع ولم يشتك أحد من يومها وسط العائلة من أي شيء أما نحن فقد ذهبنا إلي أرضنا في العامرية
للإشراف عليها ولكننا كنا نأت كل شهر لنقيم ثلاثة أيام مع أسرتنا الكبيرة في بيت العائلة 000
رحلة إلي المنتزة
أقامت المدرسة رحلة كبيرة إلي مدينة الإسكندرية للمتفوقين في تحصيل العلم وكانت مدة الرحلة أسبوعا كاملا 00 اشترك فيها حازم وباسم وكارم وكانوا من فصل واحد وكان من الفصل الآخر للصف الخامس الابتدائي شيماء ووفاء وأسماء وكانت هناك أعداد أخري من بقية المدرسة وأيضا حضر عدد مماثل من مدرسة أخري كانت من نفس البلدة 00وأقام التلاميذ في بيت الطلبة بالإسكندرية وكان الهدف من الرحلة الترفيه وزيارة المعالم الأثرية وفعلا زاروا كل الأماكن الأثرية في المدينة وبقي اليوم الأخير كان عليهم الاتجاه إلي قصر المنتزه وكان هذا القصر قد أنشأه الملك فاروق
ليصبح متنزها له ولهذا سمي بقصر المنتزه وبالتالي تحول هذا المكان إلي مكان سياحي وتم بناء بعض الفنادق به ليقيم بها السائحين من الخارج والداخل ويوجد في المكان الواسع حدائق كثيرة وملاعب وأماكن للعب الأطفال حتي تجذب السائحين لزيارتها ولاستغلال المكان والاستفادة منه وأثناء الرحلة جلس التلاميذ والمدرسون في مكان جميل في احدي الحدائق علي أرض مليئة بالعشب واندمج المدرسون في لعبة الشطرنج بينما كان حولهم التلاميذ يتسامرون وحكي كل واحد منهم لصديقه مغامراته وحكاياته المسلية وهنا استغل الأصدقاء الثلاثة حازم وباسم وكارم انشغال
المدرسين وخرجوا للعب بعيدا ومن ناحية أخري تسللت أسماء وشيماء ووفاء وخرجن بعيدا عن أعين المدرسين ولم يفكرن في نتيجة ما فعلن ذهب الأولاد الثلاثة وظلوا يسيرون بعيدا حتي غابوا عن عين المجموعة ولم يدر بهم أحد وكذلك فعلت البنات ومر الوقت وتاه الجميع في نفس اللحظة التي انصرفت فيه المجموعة لإكمال الرحلة حيث كان العدد كبيرا وانصرفوا حيث حضر أتوبيس العودة ليقوم بنقلهم إلي المسكن ثم بعد ذلك تكون العودة إلي بلادهم ولكن أثناء النزول في بيت الطلبة قام أحد المدرسين بعد التلاميذ وذهلوا جميعا فقد تغيب ستة أفراد منهم حزن المدرسون حزنا شديدا
علي هذا الإهمال الذي حدث منهم إذ كيف لم يتنبهوا لذلك وعلي الفور تم البحث والعودة إلي نفس المكان للبحث عنهم ولكنهم لم يجدوا أحدا 00 كانت كارثة كما قال الجميع 00 ستة تلاميذ مرة واحدة أين ذهبوا ولماذا تركوا الجماعة ؟ 00أما الستة فقد ظلوا يبكون حيث تاهوا جميعا ولم يجدوا أحدا يقوم بإرشادهم لمكان زملائهم والغريب أن الحراس المقيمون في المكان قاموا بتسليمهم إلي الشرطة وهنا التقي الستة في نفس المكان وهم يبكون ويعترفون بخطئهم وبمجرد أن حاول الشرطي الاتصال بالمدرسين المسئولين عن الطلبة وجد المدرسين قد حضروا وهنا عادت إليهم الفرحة ولكنهم
قاموا بتأنيب التلاميذ الذين اعترفوا بخطئهم الجسيم وقرروا عدم العودة إلي ذلك ثانية00 00
الحلم اللذيذ
جاء سمير إلي أصدقائه في الفصل وكان في غاية السرور وقال لهم لقد رأيت اليوم حلما لذيذا وجميلا رأيته قبل الفجر في ساعة النشاط وساعة وقوع الرؤيا واستيقظت علي صلاة الفجر قال له صادق وما هذه الرؤيا إذن ؟ قال : رأيت بأنني أطير في الجو وأصبح لي جناحان وبعدها نزلت فوجدت مدرس الحساب يجلس في أسفل الحديقة التي كنت أطير فوقها وبينما كان يتناول بعض الفاكهة رحب بي وأعطاني تفاحة كبيرة ثم طلب مني الجلوس بجواره لأجيب له علي بعض الأسئلة فأجبت عليها ثم تركته وانصرفت فوجدت مدرس اللغة العربية جالسا أيضا في الحديقة فسلمت عليه ورحب بي ثم طلب مني الجلوس
حتي يسألني بعض الأسئلة وسألني أسئلة كثيرة وأجبت عليها ففرح جدا ثم تركته وانصرفت و بعد ذلك وجدت الناظر في آخر الحديقة وكان يجلس مع مجموعة من المدرسين فلما رآني رحب بي وأجلسني وسطهم وقال لي إنك من المتفوقين وأعطاني عددا من ثمار الموز وتركته وأنا سعيد فوجدتكما أنتما أيها الصديقان اللذان أحكي لكما هذه الرؤية والذي تجلسان معي في نفس المنضدة وجدتكما تذاكران في مادة الدراسات الاجتماعية وكنتما تستفسران عن شئ في خريطة مصر وعلي الفور قمت بالإجابة عليه ضحك الصديقان وقالا له حقا إننا سنسألك في نفس السؤال وإن شاء الله سوف تجيب عليه 00
وفعلا سألاه نفس السؤال فأجاب بنفس الإجابة فقد كانا مستعدان لسؤاله في ذلك من اليوم السابق
والمهم أنه قال لهما لن أكمل لكما الحلم لأنه انتهي 00 ومرت لحظات حتي جاء مدرس الحساب وقام بعرض مسالة علي السبورة ولم يستطع أحد حلها إلا سمير الذي كافأه المدرس علي الفور بقلم حبر غالي الثمن 0وانتهت الحصة وجاءت حصة اللغة العربية وفي نهاية الحصة سأل المدرس سؤالا وطلب الإجابة عليه ولم يستطع أحد حل السؤال غير سمير الذي كافأه المدرس أيضا وأعطاه قلم حبر غالي الثمن وهنا قال له صديقاه : لقد تحقق الآن حلمك يا صديقي وفي نهاية اليوم الدراسي مر الناظر علي الفصول وقال لقد اختارت المدرسة الطالب المثالي علي مستوي المدرسة وهو سمير وسوف يكرم في
الاحتفال التي تقيمه المدرسة في نهاية الفصل الدراسي صفق الأصحاب جميعا وهنا قال سمير وصديقاه في نفس اللحظة لقد تحقق الحلم بأكمله 00 وهنا قال سمير ولكن أتمني أن يتحقق الحلم الأكبر لي وأصبح مكتشفا ومخترعا كبيرا أفيد بلدي بعلمي مثل علماء العالم الأفذاذ ومثل عالم مصر الدكتور أحمد زويل 00
كانت هذه الأحداث الخيالية عبارة عن فكرة مرت في خيال سمير ذلك التلميذ النابغة كما يسميه المدرسون و ذلك حينما كان يشاهد الدكتور أحمد زويل وهو يتسلم جائزة نوبل في العلوم بينما كان في اليوم التالي سمير يستعد للحصول علي جائزة الطالب المثالي علي مستوي المدرسة 000ووالدته تدعو له بصوت مرتفع وتقول له اللهم اجعل سمير ابني عالما نافعا للوطن 000ومشرفا له 00
يوم عاصف
كانت رحلة مبهرة فوق الخيال حيث كنا جميعا نحن الثلاثة الأصدقاء في غاية النشوي والفرح بما يدور حولنا لم يكن يصدق زميلي بسام ونحن نصعد ونهبط فوق الموج الهائج بالسفينة التي تحملنا نحن وأسرنا وكنا في ضحك ولعب ولم نكن نبالي بما يدور حولنا أن هناك شيئا ما ينتظرنا وكنا نحن الثلاثة لا نذاكر ولا نهتم بدروسنا ولا نحمل أي تفكير في أي شئ فقط كنا نشترك في فريق الكشافة في المدرسة لكي نهرب من المذاكرة وأعباء الدروس والشرح وفجأة أثناء إبحار السفينة انقلبت السفينة رأسا علي عقب وتحطمت إلي أشلاء بعد انفجار حدث فيها ونظرنا حولنا فلم نجد شيئا
وذهلنا من هذا الانقلاب العجيب 00 الذي أتعبني حقا هو ذلك البرد القارص المحيط بنا تجاهلنا كل ما قد كان يحيط بنا من صراخ شديد ومن استغاثات فلم ينجو من السفينة المحطمة والتي أصبحت أشلاءً سوي نحن الأصدقاء الثلاثة حيث كنا نجيد السباحة وقد تعلق كل واحد منا بقطعة خشب من الألواح المتناثرة بينما لم يستطع أحد من الركاب غيرنا فعل ذلك واستطاع كل واحد منا بعد ذلك أن يتجه إلي السفينة الصغيرة المحطمة والتي كانت تنزل إلي أسفل وأن يحصل علي عوامة ليقوم بوضعها حول صدره لأننا لن نستطيع أن نظل نسبح هذه المدة الطويلة في البحر وظللنا نسبح في اتجاه واحد
ولم نكن ندري إلي أين الاتجاه 00 ومر الوقت ونحن نسبح وجدنا أنفسنا أمام جزيرة صغيرة واستقبلنا الصيادون فيها بترحاب شديد وقاموا بإخراجنا من الماء علي الفور وأخذنا إلي داخل الجزيرة لم نكن ندري بما حدث فقد فقدنا الوعي تقريبا من شدة البرد والتعب وبعد أيام من الراحة جلسنا نفكر نحن الثلاثة كيف سنعود إلي بلدنا ولا توجد وسيلة مواصلات فالجزيرة بدائية ولا يملكون سوي قوارب الصيد البدائية وليس عندهم أي وسيلة اتصالات حتي لغتهم لا نفهمها ونتكلم معهم بالإشارة لقد مات كل من كانوا معنا الآباء والأمهات والأخوة جميعهم 00 للأسف كنا جميعا متجهين إلي
رحلة ترفيهية في احدي الدول الأوروبية وكانت المرة الأولي والأخيرة التي نفكر فيها في هذه الرحلة 00ولكن حزننا نحن الثلاثة بعد إفاقتنا كان كبيرا خاصة لفقدان الأهل وفكرنا كثيرا أن نظل في هذه الجزيرة الصغيرة وأن نقوم بالعمل مع الصيادين وتصبح هذه حياتنا فلم يعد عندنا ما يستحق أن نعود من أجله 00 ولكن صديقيً كانا معترضين أشد الاعتراض قالا في رأي واحد ولكننا بدأنا طريق العلم ولا يمكن أن نتركه قلت لهم ومن سينفق علينا ولم يعد لنا أهل ولا مال ؟ ولكننا ظللنا نقف دائما علي أعلي جبل في الجزيرة ننتظر أي طائرة هيلوكبتر تمر علينا للبحث عن ناجين أو
لأي سبب من الأسباب وذلك أن الطائرات الأخرى لن تسمع أصواتنا وتحقق الغرض فبعد شهرين تقريبا من حدوث الكارثة وجدنا طائرة هيلوكبتر تمر علي الجزيرة رفعنا لها الأعلام وظللنا نصيح ولكن لم يستجب أحد لنا بعد ولكن مرت ثانية ولما تأكدوا أننا لسنا نمزح حطت الطائرة علي أعلي الجبل الذي كان مهيأ بالطبيعة لنزول الطائرة وهنا حكينا لقائد الطائرة القصة وما حدث لنا وعلي الفور قام بحملنا معه في الطائرة إلي بلده التي قامت علي الفور بالاتصال بالشرطة في بلدنا وقامت الطائرة بنقلنا علي الفور إلي بلدنا وأثناء الرحلة التي لم يكن فيها غيرنا نحن واثنان هما
طاقم الطائرة وبعد أن قطعت الطائرة مسافة كبيرة 00اجتاحت الطائرة عاصفة شديدة وأصبحت الطائرة لا محالة في طريقها للهبوط علي الأرض الرملية والصحراوية ولحسن حظنا نحن الثلاثة فقد تعلقت أنا وصديق لي بإحدى المظلات بينما تعلق الآخر بمظلة وحده ونزلنا علي الفور من الطائرة التي سقطت بعد قليل ولم نعلم مصير القائدين بعد ذلك 00وقد تعلمنا القفز من الطائرة بالمظلات في فريق الكشافة بالمدرسة وكانت تجربة واحدة ولكننا استفدنا منها الآن 00لم نجد في هذه المنطقة الصحراوية أي شي لا ماء ولا طعام ولا وسيلة انتقال ولا أي شيء وظللنا نسير حتي سقطنا من التعب
والجوع والبرد حيث كنا في فصل الشتاء ولم نستيقظ إلا في خيمة أحد البدو الذي قام بحملنا هو وأصدقاؤه إلي خيمتهم وقاموا بإطعامنا وسقينا حتي أصبحنا علي ما يرام وظللنا معهم أسبوعا نستمتع بهذا الجو الغريب علينا والجديد بالنسبة لنا ثم فكرنا في العودة مرة ثانية واتفقنا مع البدوي بأن يحملنا علي فرس ويركب هو فرسا آخر حتى أقرب طريق إسفلتي وبعد ذلك نستغيث بأحد المارة حتي نجد من ينقذنا وقبل وصولنا إلي الطريق الإسفلتي هجم علينا ثلاثة من الفهود وبمجرد أن رأتهم الخيول التي نركبها ظلت تتحرك وتهتز حتي وقعنا جميعا علي الأرض وصحنا جميعا نستغيث
بينما الرجل كان لا يستطيع التصرف فانطلق مهرولا وانطلق فهد خلفه ولكنه دون أن يدري فقد عاد إلينا بفرسه فلم يستطع مفارقة أخيه ولحسن حظنا وقعت أيدينا علي بعض القطع الخشبية القوية والكبيرة فتناول كل واحد منا واحدة وحين اقترب منا أحد الفهود قمنا بضربه بالعصا من ناحية وكنا نحمل التراب ونلقيه علي رؤوسهم وكنا نتجه ناحية الطريق لعلنا نجد من يغيثنا ومرت سيارة ولم تقف ولكنها لحسن الحظ أصابت أحد الفهود فخاف الاثنان الآخران وفرا خاصة بعد أن قمنا بتحريك العصي ناحيتهم وتخويفهم أما الأعرابي فقد فر بفرسه وترك الثانية التي عادت وحدها إلي
مكانها ولا نعلم بعد ذلك عنه شيئا 00 وأخيرا وجدنا أحد سيارات الجيش التي كانت تسير في هذه المنطقة وقمنا بالإشارة إليها فوقت علي الفور فأخذونا إلي القائد الذي لم يصدق ما قلناه له وقال كيف نجوتم من كل هذه الأهوال ولكن لغته كانت قريبة من لغتنا فاستطعنا إقناعه وهنا اتصل ببلدنا وحكي لهم القصة فوجدهم يبحثون عنا منذ زمن طويل خاصة بعد فقدان الطائرة الهيلوكبتر وأخذتنا سيارة إلي بلدتنا التي علمت بقدومنا فاستقبلتنا بالترحاب الشديد وقاموا بعمل احتفال كبير لنا لسلامتنا من كل هذه الأهوال وحمدنا الله علي العودة بينما قامت الدولة بالإنفاق
علينا حتي نتم تعليمنا حيث وصل خبرنا إلي وزير التعليم 00 ومرت الأيام وتميز كل واحد منا في دراسته ليصبح أحدنا ضابطا في الجيش والآخر ضابطا في الشرطة والثالث ضابطا في المخابرات وأصبحنا رموزا مشرفة لبلدنا ونتذكر دائما ذلك الحادث الأليم والغريب في نفس الوقت 0000
علي باب المدينة
كان الثلاثة الصغار ميسو وسوسو ونيسو يلعبون في المنطقة المحيطة بمنازلهم في الحي الشعبي في طرف المدينة هذا الحي كانت المنازل فيه بسيطة والناس فقراء أو متوسطي الحال 00 وذات يوم أثناء ما كان يلعب الثلاثة بجوار أحد الأسوار الأثرية القديمة غاصت رجل ميسو في الرمال فصرخ في أول الأمر ولكنه وجد نفسه سليما وقد التف حوله أصدقاءه وقاموا بسحبه من هذه الرمال الغائرة ولكنه أقسم أنه لا بد يعرف سر هذه الرمال ولماذا تنزل به إلي العمق هكذا , أما أصحابه فقالوا له بأن هذا التفكير لا فائدة منه يجب أن يكملوا مباراة كرة القدم التي بدءوها والتي سينهزم
فيها ميسو 00 وأن هذه حيلة منه للهروب من المباراة ولكنه أقسم بأن هذا ليس هروبا وإنما هو حب استطلاع لمعرفة سر هذه الرمال000 لم يجد الأصحاب بد من أن يكملوا الحفر معه وتجمع الأصحاب الثلاثة وكلما حفروا وجدوا أن الحفرة تتسع أكثر وفجأة سقط الثلاثة أصحاب في حجرة متوسطة الحجم ولكنها ذات رائحة غريبة ونفاذة أصيب الجميع بالسعال ولكن سرعان ما هدأت أحوالهم 00ووجدوا أمامهم تمثالا أثريا صغيرا لطفل صغير ولكنه كان شديد اللمعان والبريق وأما عيناه فكانت من اللؤلؤ أعجب ميسو بالتمثال واتجه علي الفور لأخذه وهو يقول سوف يصبح هذا التمثال من حقي وحدي
وبمجرد أن حركه من مكانه وجد دخانا كثيفا ثم ظهر أمامه رجل عجوز يلبس ملابس القدماء المصريين فزع الثلاثة ولكن الرجل العجوز قال لهم لا تنزعجوا يا أبنائي فأنا أبو الطفل الذي قمتم بتحريك التمثال الذي علي هيئته من مكانه , هنا هدأ روعهم الثلاثة قال ميسو وماذا تريد منا أيها الملك العجوز ؟ قال أولا أنا أشكركم علي أن أنقذتموني من الحالة التي كنت فيها فقد كنت أتسابق مع أحد الزملاء أينا يستطيع أن يدخل في ثقب صغير في هذا التمثال الصغير الذي أمامكم ويقيم فيه شهرا كاملا علي هذا الحال , تعجب الثلاثة وقالوا وهل هذا ممكن ؟ قال : لنا نحن عالم الجن
فهذا ممكن والمهم أن الخروج لي بعد ذلك يكون من ثقب آخر ولكنه أغلق هذا الثقب حتى أحبس هكذا طول عمري ولا يعلم أحد مكاني واتجه إلي ابني الوحيد وقام بحبسه هو الآخر فابني ضعيف وغير قادر علي مقاومته وهذا تمثاله كنت قد جهزته له احتفالا بعيد ميلاده , وهو الآن محبوس في كهف صغير في آخر الجبل قال ميسو وما الذي نستطيع عمله ؟ قال أن تأتوا معي وتشدوا الخيط الذي علي المكان الذي حبس فيه وسوف يخرج وحده بعد ذلك وعندها ستكون لكل واحد منكم مكافأة كبيرة جدا قالوا : ولماذا لا تقوم أنت بذلك ؟ قال لأنه لا يمكن أحد إلا لإنسي مثلكم أن يقوم بعمل ذلك وإلا اختنق
قالوا : وأين مكانه قال سوف أصطحبكم ولكن لا تتكلموا مع أحد غيري ولن تروني في العراء إلا علي هيئة نور, ولكن كل الأصدقاء خافوا وقالوا لن نأتي معك وهنا قال الجني يكفيني منكم واحدا شجاعا وهنا قال ميسو لن أتركك في أحزانك هذه وسار معه وحده وقد تفرق كل الأصحاب ,وسار ميسو معه وهو قلق ولكن شجاعته هي التي جعلته يقدم علي ذلك وسار معه ولما اقترب من الكهف وجد صخرا كبيرا قد ألقي عليه وكاد أن يقتله وهنا فجأة تحرك مبسو دون قصد فأنقذه الله قال الجني إن عدوي اللدود هو الذي فعل ذلك لأنه يطاردك قال ميسو لن أتزحزح حتى أفك أسره ودخل الكهف وبمجرد الدخول
امتلأ الكهف بغاز سام كاد أن يقتل ميسو ولكن الجني سرعان ما امتص هذا الغاز بطاقة كبيرة وعناء شديد وهنا قال ميسو سوف أعلم هذا العدو درسا لن ينساه وقرأ ميسو آيات قرآنية من سورة البقرة والصافات والجن والزلزلة وهنا سمع صوت صريخ فقد كان هذا العدو تحترق أطرافه وفر هاربا من المكان , وهنا اتجه ميسو إلي التمثال وقام بشد الخيط فخرج الطفل الصغير علي الفور وهو يقبل ميسو هو ووالده اللذان قاما بحمله إلي منزله ولم يتركاه إلا ومعه كرة مصنوعة من الذهب الخالص هدية له علي شجاعته النادرة ووفائه العالي
|