مِن أخطَر الأوهام في الزواج هو أن يتزوَّج الإنسان وهو يأمُل أو يتوقَّع أن يُغيِّر الشخص الآخَر. بـِئسَ هذا الزواج الذي يُحاول فيه أحد مِن الزوجين باستمرار ورُبَّما إلى النهاية أن يَدفَع بالآخَر ليُطيع رغبته, وأن يقتنِع بها عَنوَة وأن يُنفِّذها. في مِثل هذه الأحوال فإنَّ الناس لا يتزوَّجون شخصًا حقيقيًّا, ولكنَّهُم يتزوَّجون عَرْضًا أو مشروعًا أو شكلاً لِما يريدون أن يكون الطَّرَف الآخَر عليه. الحُبُّ الناضِج يبدأ عندما يُحبُّ اثنان بعضهما البعض لأجل ذاتهما, كما هما, لشخصِهما, وليس لأجل أوهام أو خيالات, يُريد الواحد أن يفرضها على الآخَر. إنَّ سِرَّ الزواج لن يَصنَع مُعجِزَة بخصوص هذه الأُمور. قد يُعطي الزواج اسمًا جديدًا أو عنوانًا جديدًا, وقد يُوصِّلنا إلى علاقة جديدة ومسؤوليَّات جديدة, ولكنَّه لن يجعلنا شخصًا جديدًا بصفاتٍ جديدة. إنَّ نعمة الله فقط مِن خلال يسوع هي التي يُمكنها أن تُعيد فينا خِلقَة إنسانٍ جديدٍ وليس الزواج. إنَّنا عندما نُقدِم على الزواج, فنحن نتقدَّم بشخصيَّتنا كما نحن, ليس أكثر ولا أقل.
الحُب الحقيقي لا يدفَع بالتغيير لأن يحدُث عَنْوَةً, ولكنَّ يُثير ويُحفِّز على النمُو. كيف؟ بأن يَقبَل الزوجان كلَّ طَرَف كما هو, على ما هو عليه. عندما ندخُل في زيجة, فنحن لا نُوقِّع على استمارة تغيير الطَّرَف الآخَر, ولكن فقط على أن يُحِب الواحد الآخَر على ما هو عليه. لا توجَد مُهمَّة ولا واجب على الزوجين أَرَقَّ مِن أن يجتهد الواحِد في أن يُعِين الآخَر على أن يتخطَّى وأن يغلب أخطاءه. لا يُمكِن لأحد أن يقوم بهذه المُهِمَّة بنجاح إن لم يتقبَّل كلُّ طَرَفٍ الطَرَفَ الآخر على ما هو عليه, كما هو, بأخطائه وعيوبه. عندما أعرف جيِّدًا أنَّني مقبولٌ على حالي, كما أنا, فهذا هو أكبَر دافِع يستحثُّني على أن أكون شخصًا أفضَل.
22 - 11 - 2016, 10:39 AM
العرض الشجري