مشاعرك اللي هي مش مشاعرك!!!

[Rena Jesus]

مشاعرك اللي هي مش مشاعرك!!!

كام مرة حسيت إنك مستغرب مشاعرك؟
كام مرة سألت نفسك السؤال ده: هو أنا حاسس كده ليه مع إن مافيش حاجة حصلت تستدعى الإحساس ده؟
كام مرة ظبطت نفسك وانت متألم بدون سبب يدعو للألم..
غضبان بدون سبب يدعو للغضب..
كاره بدون مبرر للكره..
أو حتى بتحب بدون مبرر للحب..؟




كتير جدا من مشاعرنا هى فى الحقيقة مش مشاعرنا..هى مشاعر اتزرعت فينا..حد تانى رماها من جواه عليك..يعنى أصلها مش بتاعتك..بتاعة حد تانى غيرك..

يااااااااااااااه معقول! أيوه معقول..

ساعات يكون فيه حد جواه مشاعر زهق وهو مش قابلها أو مش مستحملها أو بينكرها ومش حاسس بيها أصلا..تقعد سيادتك قدامه دقيقتين..يقولك بص انت زهقان..شوف إنت متضايق..اديك مش مستحمل..أو حتى من غير ما يتكلم أصلا.. تلاقى نفسك زهقت وقرفت ومش طايق نفسك..

ساعات حد يكون مليان من جواه خيانة وكدب وخداع.. ويبدأ يرمى ده عليك ويحسسك إنك دايماً مشكوك فيك ودايماً موضع إتهام.. لغاية ما حضرتك تبدأ تعمل ده فعلا..

وساعات حد يكون مليان غضب، بس مش بيعبر عنه، أو حب ومش بيعبر عنه، أو حتى كره ومش بيعبر عنه. وبنفس طريقة الضغط والإقناع دى يوصلك إنت إنك تعبر عن اللى جواه هو .. ولا انت واخد بالك..ولا هوه واخد باله..

انت عارف كام مرة وقعت فى الفخ ده؟
انتى عارفة كام مرة حسيتى أحاسيس مزروعة فيكى ومش بتاعتك؟

الحكاية دى اسمها العلمى Projective Identification ، أو التقمص الإسقاطى..
يعنى حد يسقط (يرمى) جواك حاجة بتاعته هو، وانت بكل بساطة ودون وعى تستقبلها وتاخدها وتتقمصها وتبقى بتاعتك..
وطبعا فيه تفسيرات علمية كتير بس مش وقته ولا مكانه.

الموضوع ده بيحصل على مستوى الأفراد.. يعنى واحد يزرع مشاعره اللى مش عارف يقبلها فى نفسه أو يحتويها جوه واحد تانى.. فالتانى يلاقى نفسه بيحب ويكره ويزهق ويغضب ويخون ويزور بدون مبرر وبشكل غير طبيعى.

وبصوا للى بيحصل بين الأصدقاء وبين الأزواج ومن موظفى الحكومة اللى عندهم القدرة على تحويلك فى ثوان من إنسان شريف عفيف محترم إلى حد بيزوغ ويرشى ويخلص حاله..
وبيحصل على مستوى المجموعات أو العائلات..
يعنى مجموعة (أو عائلة) تزرع مشاعر معينة جوه واحد أو جوه مجموعة أخرى..
مجموعة تزرع جوه واحد أنه فاشل..إنه سئ..إنه مايستاهلش
(مع إن ده يخص المجموعة نفسها مش الفرد ده أبداً)..
وهو يصدق وممكن يعيش حياته كلها بهذا الإحساس..

ومجموعة تزرع جوه واحد إنه أحسن واحد فى الدنيا، ومافيش زيه،
وإن هو المنقذ والمخلص والإله الأوحد..
لغاية ما يصدق ويعيش بهذا التصديق ويمارسه عليهم هم نفسهم..

أخطر ما فى هذا الموضوع إنه ممكن يحول بنى آدم إلى بنى آدم آخر مختلف تماماً..
والأخطر والأخطر إنك دايما مسئول ومالكش عذر ولا حجة..
إنت اللى سمحت إن حد يلبسك الدور وانت لبسته..
وانت اللى وافقت إنك تكون جزء من سيناريو بتاع حد تانى مش بتاعك..
وانت اللى فتحت حدودك علشان حد غيرك يدخلها ويزرع جواها حاجة مش تبعك..

طبعاً اللى بيلعب اللعبة دى بيبقى جوه هدف وعاوز يوصل لنتيجة ولو بغير وعى أو عن غير قصد واضح..
يعنى لما حد يطلع الغضب من كل اللى بيتعاملوا معاه يبقى عاوز يثبت لنفسه إن كل الناس مش بتستحمله..
وبالتالى هو مظلوم وضحية..

واللى بيحرك الكره من اللى حواليه بيبقى عاوز يثبت لنفسه إنه مرفوض ومايستاهلش يتحب، وبرضه مظلوم وضحية..
واللى بيفخم فى غيره ويقدسه ويؤلهه بيكون عاوز يفضل صغير واعتمادى وغير مسئول، وبرضه مظلوم وضحية..باختصار..
دى لعبة قديمة ومستهلكة وعقيمة مالهاش هدف غير الهروب من المسؤولية ولعب دور الضحية وتثبيت فكرة خاطئة ومشاعر بالية وتكرارها مرة ومرة ومرات..

طيب وبعدين..

جوه كل حد فينا فلتر..أيوه فلتر..بس يمكن انت مش واخد بالك من وجوده لأنك ماستخدمتهوش قبل كده..
مطلوب منك كل يوم إنك تستخدمه، وبعد شويه هاتتعلم تستخدمه كل ساعة وكل دقيقة..وكل ثانية..
أول ما تلاقى فيه مشاعر جواك غريبة عليك وعلى فطرتك وطبيعتك..
على طول استرجع إيه اللى حصل قبلها..
قابلت مين؟ اتصلت بمين؟ شوفت إيه فى التليفزيون أو السينما؟
اتعاملت مع مين..فين..ليه..إزاى؟
وابدأ استخدم الفلتر..ونقى نفسك من شوائب الآخرين اللى اتخلصوا منها عندك..وارمى لكل حد حاجته اللى رماها جواك..
علشان تعرف تبدأ دورة جديدة من تنقية نفسك..كل يوم..
دورة جديدة ..من تنقية نفسك..كل يوم..


cpd