|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة مقتل صاحب «أشهر جزمة في مصر» كان يأمر بالقبض على أي فتاة تسير في الشارع بعد 10 مساءً «موسوليني هو الرجل الوحيد الذي يمكن مقارنته به» «لقي المسيو باتا مصرعة في حادث طيارة»، هو نص البرقية التي تم إرسالها لمختلف الدول لنعي «باتا»، والذي اُشتهر بصناعة الأحذية البيضاء، والتي تعلق بها شباب الجيل الحالي في فترة طفولتهم. كانت هذه الكلمات بداية الخبر الذي تم نشره في مجلة «المصور» في عام 1932، وكان عنوانه «مقتل ملك الأحذية المسيو باتا.. وسط مملكته»، وبعد سرد نبأ الوفاة تم ذكر مشوار «موسوليني الأحذية» في تلك الصناعة. تقول «المصور» إن والده كان يعمل إسكافيًا، وأدخل ابنه «توماس باتا» المدرسة الابتدائية، لكنه «اُشتهر بغباوته» وفق تعبيرها، لأنه قضى 5 سنوات حتى يتعلم قواعد الحساب، بعدها لجأ الأب إلى سؤال نجله عن مجال العمل الذي يرغب ممارسته، ليكون الرد هو «تجارة الأحذية». وبالفعل بدأ «باتا» في الطوف بقرى «مورافيا» في النمسا، وكان يبيع الشباشب، وببلوغه 28 عامًا انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل هناك في المصانع الكبرى، حتى تعلم فن الصناعة والتجارة. وعاد «باتا» إلى بلدة «زلين»، والتي انضمت إلى تشيكوسلوفاكيا حينها، وأنشأ مصنعًا صغيرًا، ومع شن الحرب العالمية الأولى عرض على الجيش النمساوي أن يتولى مسؤولية تصنيع أحذية الجنود، وكانت مكافأته هو عمل بعضهم معه في المصنع، حتى أنه إذا لاحظ تقصيرًا من بعضهم كان يحبسهم 3 أيام كعقاب. ذكرت «المصور» أن «باتا» كان مسيطرًا على مدينة «زلين»، موضحةً: «هو صاحب السكة الحديد التي تجتازها، وهو صاحب المطار الذي أُنشئ فيها والطائرات التي تطير فوقها، وهو صاحب الطرق التي مدها فيها والبيوت التي بناها فيها، وهو صاحب الجريدتين اللتين تصدران فيها». وتابعت المجلة روايتها: «أنشأ باتا فروعًا لبيع أحذيته في جميع أنحاء العالم، وفي البلدان التي فرضت تعريفة جمركية عالية على الواردات الأجنبية أسس مصانع لصنع الأحذية على حسابه وباسمه»، وافتتح آخر فرع له قبل وفاته في بغداد. ونقلت «المصور» روايات المقربين منه، والذين قالوا: «إنه كان يشتغل أكثر من أي شخص آخر في مصانعه، وإنك إذا لم تجده منهمكًا في مراجعة حساباته كنت تجده جالسًا في أحد تلك المصانع يعمل مع العمال جنبًا إلى جنب كأنه واحد منهم، وقد لطخ زيت الآلات الثوب الذي كان يرتديه فوق بذلته كي لا تتسخ». وأردف المقربون روايتهم: «كان من عادته أن يستيقظ في السادسة صباحًا ويبدأ عمله بالإطلاع على خلاصة أخبار الصحف، التي يأتيه بها سيكرتيره، ثم كان يستمر في العمل إلى منتصف الليل تقريبًا ويستلقي على فراشه وهو يملي الكتب والتعليمات». «يربح جميع القضايا التي يرفعها»، هو ما قاله أحد الكتاب الأوروبيين بحق «باتا»، لأنه خاض معارك كثيرة مع الصحف الأجنبية، وكان ينتصر عليهم. «إنني لا أعرف هنا سوى هيئة واحدة وهي مصانعي»، هكذا ترجم «باتا» رفضه فكرة إنشاء النقابات في بلدة «زلين»، وعلق لافتة على جدران مصنعه: «إنني لا أعرف هنا أشخاصًا مشتغلين، بل أعرف أن لي هنا معاونين ومساعدين». «رئيس تشيكوسلوفاكيا يرتدي أحذية باتا»، هي الأخبار التي نشرتها صحف الولايات المتحدة عقب زيارة الرئيس «ماساريك» لمصنع «باتا»، والذي أهداه زوجًا من الأحذية كتكريم له، قبل أن يخبر وسائل الإعلام الأمريكية بالأمر. كان «باتا» يوقع الكشف الطبي على العاملات بشكل دوري، حتى يمنع «عمليات الإجهاض» لهن، كما أنه أمر بالقبض على أي فتاة تسير في الطرقات بعد الـ10 مساءً، وكذلك وجه بتزويج الشاب البالغ 25 عامًا، وغير ذلك كان يعد ملفًا لكل فرد في المصنع يتم من خلاله تسجيل كل التفاصيل عن كل منهم، وهو ما دفع قاضي الصلح بمدينة «ليستر» الإنجليزية إلى القول: «إن موسوليني هو الرجل الوحيد الذي يمكن مقارنته بالمسيو باتا». |
|