رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
من أقوى البرهين على حياة الإنسان فى ظل التقوى الصادقة وحسب الإنجيل اشتياقه للسماء والوجود الدائم فى حضرة الله ، وهذا معناه أن النفس التى تخلو من هذا الاشتياق نفس لم تحيا بعد فى ظل ما يجعلها أهلا للسعادة والفرح والرحمة .. تخبرنا كلمات الوحي المبارك فى عب 13 : 14 قائلة " لان ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة " ، وفى هذه الكلمات توجيه لكل نفس انغمست فى الشرور والخطية وتجاهلت الموطن الأبدي الذى يجب أن تسعي جاهدة من أجل الوصول إليه ، ومتى تجاهلت النفس التفكير فى هذا الموطن تجاهلت أيضا دور الاشتياق لهذا الموطن فى جعل النفس حرة وسعيدة و أهلا لبركات الرب ونعمته .. ولاحظ معى صديقي ما يلى : + اشتياق الإنسان للسماء هو انعكاس حقيقي لحياته فى ظل التقوى الصادقة والعبادة الحقيقية للرب بالروح والحق ، إما انشغال النفس بعيدا عن ملكوت الله والتفكير فيه فهو دليل العيش فى زنا وفساد وإثم .. + اشتياق الإنسان للسماء يهب له القوة والرجاء والسلام فى كل حين ، أما انشغاله بأمور هذا العالم الحاضر فيولد فى داخله كل خوف وضعف ويأس أمام كل ظروف الحياة المتغيرة .. + لا مناص من تقديس الفكر ، لأن هذا ما يضمن للإنسان الوصول إلى فكر المسيح ، ومن ثم استحقاق الملكوت وشركة المجد العتيد أن يستعلن فى الزمان الأخير .. + الاشتياق للسماء هو ثمرة الجهاد الحسن والمثابرة فى التجارب والحفاظ على الإيمان ، كما أنه نعمة لا تعطي للذين أهملوا البحث عن خلاص نفوسهم و تقديس حياتهم في الحق .. + لا يمكن أن تخرج من النفس رائحة التسبيح الدائم لله فى ظل انشغالها بأمور هذا العالم الزائلة لأنه مكتوب " كيف نسبح تسبحة الرب في أرض غريبة ؟ " ، أما النفس التى جعلت اشتياقاتها كل حين نحو السماء وأمور الدهر الآتي فحتما سوف يُشتم منها رائحة التسبيح ، بل الفرح والسلام والتهليل بلا انقطاع .. + لا يمكن فصل الاشتياق للسماء عن العيش فى سلام وهدوء على الأرض ، إذ انه كلما استطاع الإنسان أن يحيا فى ظل الاشتياق لملكوت الله والتمتع بخيراته وأمجاده كلما أعطى ذلك لحياته مزيدا من الفرح والسلام والهدوء ، وكما تغلبت عليه شهوات العالم وإغراءاته كلما حُرم من سلام القلب وفرح الروح وأمجاده .. + الاشتياق للسماء هو صورة جميلة للنفس المؤمنة لا تكون فقط سببا فى مجدها أمام السمائيين والأرضيين ، بل وسببا فى جذب البعيدين لملكوت الله ، ومن هنا نعرف ونتيقن ان الكرازة بملكوت الله ليست فقط بالكلام و السعي والإرشاد بل وأيضا بالحياة فى ظل الاشتياق لملكوت الله واستمرارية هذا الاشتياق داخل النفس .. + سر عيش النفس فى ظل غنى النعمة على الأرض هو طلبها الدائم والمستمر لان تكون من سكان السماء ، و النفس التى ارتضت أن يكون لها النصيب السمائي نفس ارتفعت عن الجميع لذا فهى أهلا أن تمتلئ من النعمة والقوة والحكمة .. + الاشتياق للسماء يأتى بعد القيامة من موت الخطية والانتصار عليها ، وكل من يرغب فى أن تتبارك حياتك بهذا الاشتياق لابد أن يعلن عزمه عن الحياة فى قداسة وبر وكمال ، بالروح والحق .. + اشتياق الإنسان للسماء يظهر فى مقاومته لكل فكر شرير وميل باطل ومحبة خاطئة ، فى صراعه ضد رغبات الجسد وأفكاره ، فى مقاومته المستمرة لكل شر وشبه شر ، فى السلوك بروح المكتوب " اسلكوا بتدقيق,لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة ". أف 5 : 15 ، 16 صديقي حياتنا على الأرض ، وكما وصفها الكتاب إنما هى بخار يظهر قليل ثم يضمحل ، وهذا يعنى أن الحياة التى يجب أن تشغلنا ونكون فى استعداد دائم لها هى الحياة الأبدية ، وإن لم يكن لك اشتياق لها بعد واستعداد فحرى بك أن تجاهد من أجل ذلك ، وكلما جاهدنا من أجل أن يكون لنا هذا الاشتياق سنحظي به ، ومتى حظت به نفوسنا سنصير كل حين فى سعادة غامرة وسلام دائم وفرح لا يعبر عنه ومجيد . لك القرار والمصير !! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ملك السماء يأتي إلينا ليمنحنا الاشتياق للحياة السماوية |
الاشتياق |
الاشتياق |
الم الاشتياق |
الاشتياق |