رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأرض التي صارت سماء
إن السماء هي مكان وجود الله وحوله الملائكة.عندما سكن ربنا يسوع المذود الحقير، اشتهت الملائكة أن تعيش فيه أفضل من كل قصور العالم، فتحول المزود الأرضي الحقير إلى سماء تسبح فيه الملائكة قائلة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". فحيث سكن يسوع وأمه تعيش الملائكة وحيث لا يسكن يسوع فهناك الشر. إذا ما هو الشر ليس هناك شر في حياة الإنسان أكثر من أن يترك الإنسان إلهه ويتكل على ذاته فيتحول إلى أرض بلا إله وبلا تسبيح ملائكة. وعلى العكس فإن اللحظة التي يسكن الله فيها في مذود حياة الإنسان الخرب، تتبدد كل خطية، ويزول الشر ويحل السلام ويسمع التسبيح. من أجل هذا تجسد الرب يسوع ليكون فينا فنحيا لا نحن بل هو يحيا فينا. جميع الديانات السابقة كانت تعتمد على وصايا الله لإنسان وتأمر الإنسان أن يتخلى عن شره ولكنها فشلت، ولكن المسيحية تعتمد على وجود الله في حياة الإنسان فيتبدد الشر ويحيا الله في الإنسان ويحيا الإنسان بالله. من أجل هذا تجسد ربنا يسوع. إذا ما هو سر سقوطي وهزيمتي المتكررة!! إن سر سقوط الإنسان هو في اتكاله على ذاته وتركه الله- وحيث لا يوجد يسوع توجد الخطيئة. إن إهمال الصلاة والتأمل في كلمة الله وحياة التسليم وإهمال التناول ووسائط النعمة هي أساس السقوط في أشر الخطايا، لأن إنساًنا بلا إله هو إنسان سريع السقوط. إن المذود الصغير صار مكاًنا للتسبيح المستمر من أجل هذا يا إلهي عندما أردت خلاصي قلت لي: "ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل" (لو ١ :١٨ ). ويحدثنا التاريخ الكنسي عن القديسة يوستينه التي فشل الشيطان في إسقاطها مرات عديدة، واعترف بسر فشله بأنه كل مرة كان يذهب إليها كان يجدها قائمة تصلى. وما هي علامة القلب الطاهر الذي يسكن فيه يسوع باستمرار "وهذه هي العلامة تجدون طف ً لا مقم ً طا مضطج عا في مذود". إن عنوان مسكنه هو المذود، والعلامة أنه مقمط مربوط ومضطجع فيه. إن هذه الأقمطة هي نظير الحبال التي ربطت بها على الصليب، أما اضطجاعك فهو أعماق تسليمك لمشيئة الآب على الصليب. ربي وإلهي: إن طريق السير وراءك هو أن أقمط أهوائي وشهواتي وميولي وإغراءات هذا العالم، وعواطفي الجسدية ومحبتي وكراهيتي للآخرين وطموحي المادي وفشلي وارتفاعي وسقوطي... أن أقمط ذاتي، وأضطجع معك بلا حركة في المذود... أي أحمل صليبي مبتدئًا من المذود حتى تعرفني الطريق إلى الجلجثة. أما المذود: ١- فهو علامة المكان الذي تسكن فيه. إنك يا إلهي لا تسكن القصور الشامخة... لذلك يا نفسي تحولي بسرعة إلى مذود مداس من البهائم، إلى موضع احتقار الآخرين... احذري الكرامة لئلا يهرب يسوع. تعلمي الانسحاق والتذلل- اخفضي صوتك اخدمي أخوتك- كوني آخر الكل- لا تفتخري بالأمور العالية. يا ربي يسوع سوف لا اشتهي أن أكون غنيا ولكن اشتهي أن أكون فقي را معد ما محتق را مرذو ً لا... اشتهي أن أتحول إلى مذود حقير لتأتي وتسكن أنت ف ي مع أمك القديسة العذراء. ٢- والمذود هو علامة غربتك عن العالم "إذ لم يوجد لهما موضع في المنزل". إن أردت يا نفسي أن يبقى يسوع فيك، فعيشي بلا منزل ولا مذود في العالم. فأنت لست من هذا العالم. لا تنسي يا نفسي هذا المبدأ عند يسوع لئلا تفشلي وتضلي الطريق. احذري احذري الإحساس بعدم الغربة. أخي را يا نفسي بعد أن تتخلى عن ذاتك وتتكلي على إلهك، وتصيري مذو دا لسكنى يسوع يمتليء قلبك فر حا ولسانك تهلي ً لا لأنه: حيث يسكن يسوع هناك يكون التسبيح. "وظهر بغتة جمهور من الجند السماوي مسبحين الله...". يخيل إلينا أننا نقدر أن نتعلم التسبيح والصلاة من ذواتنا، ولكن هذه هبة طبيعية لوجود يسوع في حياتنا، ولوجودنا مع أم يسوع، ولوجودنا في بيت الله. إن التسبيح هو من طبيعة الملائكة التي اكتسبتها من وجودها في حضرة الله، والشيطان عندما طرد من حضرة الله فقد التسبيح وامتلأ قلبه بالحسد والغيرة والشر. فالنفس التي صارت مذودا ليسوع لابد أن تحب التسبيح والترتيل، إن النفس المتعالية يرفض يسوع السكنى فيها وتفقد هذه النفس قدرتها على التسبيح. فإن كنت يا نفسي قد فقدت الترتيل والتسبيح فاعلمي أن السر في ذلك هو عدم اتضاجعك لتكوني مذو دا، وأن إحساسك بوجود الله في حياتك غير موجود. لذلك اجتهدي يا نفسي وافتحي أبواب مذود حياتك ليسكن يسوع فيه. فتتحول أرض حياتك الخربة إلى سماء ثانية يسمع فيها التسبيح. آمين |
|