|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَال
«مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟» (يعقوب 14:2) لا يدّعي يعقوب أن الشخص المذكور في عدد اليوم له إيمان. الشخص نفسه يقول أن له إيمان، لكن لو كان له حقاً إيمان مُخلِص، لكانت له أعمال أيضاً. إيمانه مجرّد كلمات فقط، وهذا النوع من الإيمان لا يمكنه أن يُخلّص أحداً. كلمات دون أعمال ميّتة. الخلاص ليس بالأعمال، ولا بالإيمان بإضافة الأعمال. لكن الخلاص بذاك النوع من الإيمان الذي ينشأ عنه أعمال صالحة. لماذا يقول يعقوب إذاً في العدد 24 أن الإنسان يتبّرر بالأعمال. أليس هذا تناقضاً صريحاً لتعاليم بولس أننا نتبّرر بالإيمان؟ لكن في الواقع ليس هناك مِن تناقض. الحقيقة هي أنه يوجد ستّة نواح مختلفة من التبرير في العهد لجديد: نتبرّر بالله (رومية 33:8)، هو الذي يعتبرنا أبراراً. نتبرّر بالنعمة (رومية 24:3)، الله يمنحنا التبرير عطيّة مجانيّة لا نستحقّها. نتبرّر بالإيمان (رومية 1:5)، نحصل على هذه العطية بالإيمان بالرب يسوع المسيح. نتبرّر بالدم (رومية 9:5)، دم يسوع الثمين هو السعر الذي دُفع لتبريرنا. نتبرّر بالقوة (رومية 25:4)، القوة التي أقامت ربنا من الموت هي التي تجعل تبريرنا ممكناً. نتبرّر بالأعمال (يعقوب 24:2)، الأعمال الصالحة هي البرهان الظاهر للجميع أننا حقاً قد تبّررنا. الإيمان عملة خفِيّة، إنها إجراء غير منظور وقع ما بين النفس البشرية والله. لا يستطيع الناس أن يشاهدوا إيماننا. لكنهم يستطيعون أن يروا أعمالنا الصالحة التي هي ثمر الإيمان المخلِّص. يحق لهم الشك في إيماننا إلى أن يروا الأعمال. أعمال إبراهيم الصالحة كانت استعداده ليقدّم ابنه ذبيحة للرب (يعقوب 21:2). أعمال راحاب الصالحة كانت خيانة بلدها (يعقوب 25:2). وسبب كونها «صالحة» هي أنها أظهرت الإيمان بيهوه. وإلاّ، لكانت أعمالاً سيّئة، أعني، جرائم وخيانة. الجسد المنفصل عن الروح ميت. هذا هو الموت- انفصال الروح عن الجسد. وهكذا الإيمان بلا أعمال ميت أيضاً. لا حياة فيه، عديم القوة والنشاط. الجسد الحي يُظهر أن روحاً غير مرئيّة تسكن فيه. فالأعمال الصالحة دليل أكيد على وجود الإيمان المخلّص، غير المرئي الساكن في داخل الإنسان. |
|