[دعونا نفرح، إذن، ونُقدِّم الشكر لأنَّنا قد صِرنا، ليس فقط مسيحيِّين، بل المسيح (نفسه) (أي مسحاء مشاركين في مسحة الابن). هل تفهمون، يا إخوة، وتدركون نعمة الله التي لنا؟ تعجبوا، وابتهجوا، نحن قد صرنا المسيح. لأنَّه إنْ كان هو الرأس، ونحن الأعضاء، فإنَّ الإنسان كاملًا يكون هو ونحن. هذا هو ما يقوله الرسول بولس: «كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ» (رسالة مُعلِّمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس ٤: ١٤). ولكنه قال قبلها: «إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ، إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل، إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ» (رسالة مُعلِّمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس ٤: ١٣). ملء المسيح، إذن، هو الرأس والأعضاء. الرأس والأعضاء، مَن هما؟ المسيح والكنيسة. سنكونُ حقًّا مُنتحلين هذه (النعمة) لأنفسنا بفخرٍ، إذ كان هو نفسه لم يتنازل ويَعِدنا بها، ذلك الذي يقول بواسطة نفس الرسول: «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا» (رسالة مُعلِّمنا بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس ١٢: ٢٧).]
القدِّيس أغسطينوس