ليلا ماى (رسالة لناس كتير)

[walaa farouk]

احنا اسفين جداً ..
المرض فى مرحلة متأخرة ..
وفرصة الشفا ضعيفة جداً ..

ايوة يعنى ايه الكلام ده ..

لو حظها حلو .. هتعيش 4 شهور ..
لأن المرض فى مرحلة متأخرة ..

ايوة يعنى ازاى 4 شهور .. مش فاهم
اريع شهور اعمل فيهم ايه ..
دا هى كلها عندها 5 سنين ..

قالوا له احنا مقدرين شعورك ..
بس لازم تعرف الحقيقة ..

حقيقة ايه اللى تقول ..
ان نور حياتى ينطفى فجأة ..

انتو فاكرين ان اربع شهور دى مهلة ..
يعنى كل يوم يعدى عليا بيقربنى من يوم ..
هاتحرم فيه منها ..

شال بنته وخرج ..
هى عمالة تبص له وتضحك ..
وهو كمان بيضحك لها ..
عشان قرر بينه وبين نفسه ..
انهم يبقوا اسعد اربع شهور فى حياتها ..

بقى يبص عليها وهى نايمة .. ويقول لها فى سره
اصحى بقى عايز العب معاكى مافيش وقت ..
وييجى يصحيها ..
يوقف ايده ويقول حرام .. هى تعبانة ..
وبدل ما يمد ايده يصحيها ..
يمد ايده ويحسس على وشها وشعرها ..

ويفتكر يوم ماقالو له دى بنت ..
ويوم ولادتها وهو طالع من اوضة العمليات ..
اول مرة يشوفها ويشيلها ..
واول مرة تضحك له ..
اول سِنة تطلع لها ..
واول خطوة تخطيها ..
واول عيد ميلاد ليها ..

عيد ميلاد....؟؟
ايه دا .. دا عيد ميلادها قرب ..

وكأن حد ضربه بالألم عشام يفوق ..
دا اخر عيد ميلاد ليها ..
كل ده بيمر فى دماغه وهى نايمة قدامه ..

وانا اللى كنت باحلم بيوم فرحك ..
من كتر ما قالولى بنتك قمر ..
هتبقى برنسيسة يوم فرحها ..
وسرحت بحلمى واتمنيت اشوف ولادك شبهك ..
وانتى يا حبيبتى حتى مش هتلحقى تدخلى المدرسة ..

معقولة .. مش هاشوفك يوم فرحك وانتى لابسة فستان وتاج ..
ولا انتى هييجى عليكى يوم تسمعى فيه .. تقبلى تتجوزينى ..
دانا كنت عمال اتخيل نفسى بالبدلة وانا واقف ابو العروسة ..

فاق لنفسه ودموعه مغرقة مخدتها ..
قام غسل وشه ..
وبص لنفسه فى المرايا ..
لو اللى فاضل من عمرك كام شهر ..
هاعيشهم انا وانتى وكأنهم سنين ..

تليفونات لكل اصحابه وقرايبه ..
وتجهيزات لعيد ميلادها ..
وفستان مختلف .. وتاج للبرنسيسة

وتورتة عيد ميلادها الخامس ..
ويمكن يكون الاخير ..
وكل ما يفتكر انه الاخير ..
مايقدرش يمنع دموعه ..
ويفوق على تليفون ..

بدلة حضرتك جاهزة ..

ويشيل ورقة من النتيجة ..
ويوم جديد عدى مش هييجى زيه ..

ودموعه تغلبه تانى ..
ويفوق على جرس الباب ..

الفستان جه ..

ومصور وفيديو وحفلة كبيرة بيتجهز لها ..

وييجى اليوم ..
الكل لابس على سنجة 10 ..
الكل فرحان وبيتقطع ..
الكل بيضحك من ورا الدموع ..
الكل ملون من برة .. واسود من كتر الحزن من جوة ..

وسؤال الكل بيسأله ..
هو حاسس بإيه دلوقتى ..

واقف بيلبس بدلته ..
وهى فى اوضتها الملونة .. والمليانه لعب
بيسرحولها شعرها ..
وجات الخطوة الأخيرة ..
التاج .. اللى لما اتحط على راسها ..
كلهم ادركوا انهم قدام اميرة بجد ..

واحد بيخبط على اوضته ..
هى جاهزة ومستنياك ..
خرج وماشى بيقدم رجل ويأخر رجل ..
وراح وقف قدام باب اوضتها ..
وبمنتهى الاحترام لهيبة الموقف ..
خبط على الباب ..
ممكن ادخل اشوف الأميرة اللى بيقولوا عليها ..

ويدخل عشان يلاقى نفسه ..
قدام ملكة جمال عمره اللى فات ..
وذكرياته اللى جاية ..
راح وقف قدامها ومد ايديه ..
تسمحى لى ..

مدت ايديه وهى مش فاهمة ..
ليه كل ده ؟
بس من جواها كانت فرحانة ..
فستان وتاج وتورتة وحفلة ..

وطرقة طويلة وسجادة حمرا ..
وناس واقفين يمين وشمال ..

بس ليه فيه ناس شكلهم زعلان ..
وليه فيه ناس اول ما شافونى ..
بصوا فى الارض ..

وترجع تبص لعينين باباها ..
تلاقيه بيضحك ..

وفى نص الطرقة ..
يقف باباها والناس بتبص عليه ..
وتقف الموسيقى ..
وبصوت قوى بيترعش من خنقة العياط ..
وطى قدام بنته ..
وسند على ركبته ..
وبص فى عينيها ..

تقبلى تكملى معايا بقية عمرنا ..

ضحكت البنت ضحكة كسوف ..
وجريت على حضن باباها ..

ساعتها هربت دموعه منه قدام الناس ..
واتفضح الحزن اللى جواه ..
وضم بنته لحضنه عشان ماتشوفش وشه ..
ومشى بيها قدام الناس وهى حاضناه ..

وقفوا قدام التورتة عشان تطفى الشمع ..
وهو عمال يراقبها .. و فى باله ..

على عينى يا حبيبتى انه اخر عيد ميلاد ليكى ..

ويخلص عيد الميلاد ..
ويرجع كل واحد لبيته
وتقلع هى الفستان وتدخل تنام ..
ويقفل عليها اوضتها ..
ويستنى اللى جى ..

دى حكاية "ليلا ماى" وابوها ..
خبر صغير عن حفلة عملها اب لبنته ..
وهو مستنى انها بين يوم وليلة ماتبقاش موجودة ..

عشان اكتب تفاصيلها ..
كل اللى عملته انى حطيت نفسى مكانه ..
وحطيت بنتى مكان بنته ..

لقيته راجل محظوظ جداً ..
ايوة محظوظ ..

عشان كان عنده فرصه يعوض بنته ..
عن ايام ومواقف يمكن يكون زعلها او قصر معاها فيها ..
عن اوقات كتير يمكن تكون احتاجته ..
وهو كان مشغول عنها ..

وسافرت ليلا ماى السما ..
يوم 12 سبتمبر 2015 ..
بعد اسابيع قليلة ..
من عيد ميلادها الخامس ..

مشكلتنا ان احلى حاجة فى حياتنا ..
بنوصفها بعد ماتكون راحت مننا ..
من أول آدم ..
هو نفسه كان بيوصف الجنة وجمالها ..
بس للأسف بعد ما سابها ..

مش صدفة انك قريت قصتها ..
"ليلا ماى" رسالة لناس كتير ..
وانت منهم ..

والكلام ده حقيقى جدااا ...

أمير تادرس