رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فرق كبير بين السعى والتعب.. وبين إرهاق التفكير واستنزاف المشاعر، من خوف وعشم وخذلان وإحساس بعدم الأمان. زى العلاقات الإنسانية المُرهقة بشكل عام.. جايز الطريق "معاهم" يبقى صعب، جايز الظروف المحاوطة تبقى ضدنا ونفضل نعافر، بس ان هما ذاتهم يبقوا مُهلكين ده اللي مش مؤمنة بيه. كمية العلاقات الغلط اللي اتبنت على معافرة شخص على حد "غلط" ظن ان هو مايقدرش يكمّل من غيره، اللي اتبنت بمنتهى التهاون في حق نفسه. تناسى فيها كل حاجة ممكن تدمر أى إطار بيربطهم.. كترت أوي! اللامبالاة، والجفا والجرى دايماً ورا سرابهم، تهديد لذة سعادتنا معاهم دايماً بخوفنا انها في أى لحظة ممكن تروح، إحساس عدم الأمان -وده لوحده كفيل أنه يموّت- ! التحمُّل فوق الطاقة للتجاهل ولكونا خَيار تاني وفرصة متاحة وأولوية أخيرة، الانتظار الطويل ليهم والطبطبة على الكلام معاهم، التقليل مننا وتجاهلهم لحاجات كتير تخصّنا. الصراع الأبدي اللي بيزيد كل شوية، مع زيادة التعلّق وزيادة تخلّيهم وتسليمهم بوجودنا مع طول الوقت. الكلام والنظرات والأفعال البسيطة اللي بتبيّن قدْرنا جواهم بمنتهى الوضوح واحنا اللي بنصمم نتاجهلها كفيلة انها تنهيهم جوانا، واحنا اللي عمداً بنغمض عنينا عنها. المشكلة ان كل أفعالهم في الآخر بتقنعنا ان احنا مانستاهلش أفضل من كده وإن ده حقهم وإن احنا مش كويسيين كفاية. رغم ان دي مش حقيقة! التعلق ده وَهم محض.. احنا بس زنقنا نفسنا فيه. كانت فيه مقولة بتقول "We accept the love we think we deserve" وبناءً عليه ده فعلاً في الأصل بيكون راجع لنظرتنا احنا لنفسنا، وبنكون -قبلهم- بنأذيها وبندمّرها، وهما كانوا مجرد انعكاس لنظرتنا ليها. العلاقات الصح مش مُهلكة! مش بتدمّر حد على حساب التاني، ومش بتيجي بعد جرى وتكلُّف وتساؤل دائم وحساب للكلام وصبر مالوش آخر. مفيهاش صراع وخوف وعلامات استفهام كتير. الأشخاص الصح بيبقوا أمان وسكَن، براح، مهما تعنّفت الظروف حوالينا، اللي عارفين كل عيوبنا وسقاطتنا ومع ذلك شايفنا مثاليين، اللي بيحبوا يسمعوا تفاصيلنا ويعرفوا عننا، بيقرّبوا وماينفرّوش، بيتغاضوا عن أخطائنا ومابنتكلّفش في وجودهم، اللي بيبصوا لنا في عنينا نظرات طويلة مريحة مفيهاش ربكة، اللي بيخافوا على زعلنا وبيشيلوا عننا في وجودهم تعب الدنيا. اللي عكس كده، عمرهم ما هيبقوا كده.. مهما صبرنا عليهم. وجودنا معاهم مابيعملش حاجة غير انه بيهدّر في عمرنا وبيقنعنا اننا قليلين وبينهينا بالبطئ. ابعد! ابعد وماتبصش وراك.. لإن انت وكلنا نستاهل اللي يحتوي ويقدّر ويفضل هنا، اللي ننام في وجودهم مطمنين وممتنين لوجودهم ولراحتنا معاهم. تعب دلوقتي أهون من تعب سنين هتمرّ وهنفضل على حالنا مُنهكين وبنعافر وبنأمل في ما لا يؤمل، والوجع بيتضاعف. تلخيصاً لكل ده، نور السلطان مرة كتب "رحِم اللهُ امرءًا قطَع حِبال الوُد، حِفظا لكَرامة نَفسه، وصَونًا لحُرمَتها." |
|