هو أحد الأسفار التاريخية السبعة عشر التي يحتويها العهد القديم، وهو يشكِّل مع سفر الملوك الثاني وحدة واحدة قسمتها الترجمة السبعينية 282 ق.م. موضوعه: يسجِّل سفر الملوك الأول تاريخ حقبة هامة من حقب مملكة إسرائيل من سنة 1015-895ق.م تقريبًا، أي حوالي 120 سنة. مبتدءًا بموت داود وجلوس سليمان على عرشه، ثم بناء الهيكل، ثم انقسام المملكة، وينتهي بمُلك يهوشافاط على يهوذا وأخزيا بن أخآب على بقية إسرائيل. الآية المفتاحية: 22: 19 مع 9: 4-9 الكلمة المفتاحية: كداود أبيه 3: 3،14؛ 9: 4؛ 11: 4،33،38؛ 14: 8؛ 15: 3،11. أهميته: تنبع أهمية هذا السفر من كونه يسجِّل لنا بعض الأحداث الهامة جدًا والتي تمثل نقط تحول خطيرة في حياة شعب إسرائيل نذكر لك أهمها:
يسجل لنا تاريخ سليمان: تنصيبه، صلاته، حكمته، مجده، شهرته، ثم خيانته للرب وعبادته للأوثان وقضاء الرب عليه.
يسجل لنا بالتفصيل بناء أول هيكل على الأرض لاسم الرب يهوه.
يسجل لنا تاريخ أخطر حدث في كل تاريخ المملكة، والذي بدونه لا نفهم بقية الأسفار النبوية في العهد القديم، ألا وهو حادث انقسام المملكة إلى مملكتين، جنوبية وتسمى «يهوذا» تضم سبطي يهوذا وبنيامين وعاصمتها أورشليم وملوكها جميعًا من نسل داود. وشمالية تسمى «إسرائيل» تضم بقية العشرة أسباط وعاصمتها السامرة وملوكها من مختلف الأسباط.
يسجل لنا بالتفصيل تاريخ أشر ملك من ملوك إسرائيل ألا وهو أخآب وزوجته الشريرة إيزابل، ومواجهات إيليا نبي الله لشرورهما.
أما أهم ما يسجله فهو انفراده بتسجيل التاريخ الكامل لنبي الله العظيم إيليا، أكثر الأنبياء شهرة مع موسى.
تميّزه: يتميز السفر ببعض الأشياء الخاصة مثل:
يهتم بتاريخ ملوك إسرائيل وليس ملوك يهوذا الذين عندما يذكرهم إنما يذكرهم من باب علاقتهم بملوك إسرائيل.
أول سفر يسجِّل لنا التمسك بقرون المذبح كملجأ من الموت (1: 50؛ 2: 28).
أول سفر يسجل لنا الصلاة في وضع الركوع (8: 54)، قبلها كانوا يصلون واقفين (1صموئيل1: 26)، حتى سليمان كان يصلي واقفًا قبل أن يركع (8: 22). عبدة البعل كانوا يصلون راكعين (19: 18) وهذا ربما يفسر رفض الرب ل 9700 أيام جدعون.
غرضه: الرب الإله هو الخالق للأرض وهو مالكها، ومن حقه وحده المُلك عليها. وسيأتي يوم فيه سيأخذ الرب يسوع، كآدم الأخير، هذا المُلك الذي نراه مُغتصَبًا الآن من الشيطان. ولكن إلى أن يأتي هذا الحين، أراد الله أن تكون له بقعة على الأرض يملك فيها من خلال رجل يخضع له، فكانت البقعة هي إسرائيل والرجل هو داود ونسله (مزمور114: 2؛ مزمور132). ولكن هنا يأتي دور سفري الملوك إذ يُظهران الفشل الشديد للشعب والحاكم! فنرى كيف خذل إسرائيل إلهه وعاد لعبادة الأوثان والتي هي عبادة للشياطين!! وقد سمح الرب بهذا ليتبرهن لنا من جديد الاحتياج الماس لمجيء المسيح كالملك ابن داود الحقيقي لكن السفر في نفس الوقت يظهر أن الرب في هذه البقعة، وعلى الرغم من خيانتهم له، كان هو الحاكم الأعلى، وعليه وحده يعتمد خير الأمة إذ كان يبارك المطيع ويعاقب العاصي ويغفر للتائب.
وبالإضافة لما سبق نتعلم منه بعض الدروس الأخرى مثل:
منه نتعلم أن: “عصيان الرب هو أضمن وسيلة للوصول إلى الفشل والدمار” وهذا واضح جدًا في 11: 9-11.
يسجل لنا أسلوب جديد للتأريخ الروحي، فالسنين التي لا نكون فيها خاضعين لمشيئة الرب تسقط من أعمارنا ولا تُحسب كأننا كنا فيها أمواتًا! فالمدة من خروج بني إسرائيل وحتى بداية بناء الهيكل بحسب أعمال 13: 18-22 هي 573 بينما عندما يذكرها المؤرخ الإلهي في 1ملوك6: 1 يحسبها 480 سنة أي يخصم منها 93سنة! وعندما نرجع لسفر القضاة نكتشف أن هذه ال93 سنة هي حاصل جمع المدد التي استُعبد فيها إسرائيل لأعدائه على الرغم من كونه في أرضه، وذلك بسبب كونه كان سالكًا في خطاياه يعمل الشر في عيني الرب!
في 5: 5، 8: 27 نجد الفهم العميق عند سليمان لطبيعة الهيكل فهو ليس مكانًا لسكنى الرب بل لإسكان اسم الرب إذ أن الهياكل الوثنية هي التي كانت مكانًا لسكنى الآلهة الوثنية.
الصور الرمزية والنبوية واضحة فكما كان داود رمزًا للمسيح ملك البر فسليمان رمز للمسيح ملك السلام ورئيس السلام وهكذا الاثنان معًا يعطياننا صورة جميلة لملكي صادق الحقيقي؛ ملك البر وملك السلام.
أسّس يربعام بن نباط ديانة جديدة وعبادة جديدة وأعياد جديدة وأعطاها نفس الأسماء القديمة! (12: 25-33)، وكان غرضه منه سياسي بحت لكي لا يرتد عنه الشعب إلى بيت داود إذا ذهبوا إلى أورشليم للعبادة. وهنا نرى كيف تُخترع الأديان لأغراض سياسية. واستمرت هذه الديانة بعده كل أيام ملوك إسرائيل التسعة عشر ولم يجرؤ واحد منهم أن يغير ما عمله، وهذا في رأيي نفس ما حدث في المسيحية.
فترة مُلك أخآب الشرير وزوجته الوثنية إيزابل من أكثر الفترات التي تُظهر محبة الرب لشعبه وعطفه عليهم على الرغم كل شرّهم، وذلك من خلال إرساله لهم واحد من أعظم أنبياءه ألا وهو إيليا مؤيِّدًا إياه بقوات معجزية تلك القوة التي لم تظهر من أيام موسى ويشوع.
سليمان كثّر الذهب ليشعر بالفخر، وكثّر الخيل ليشعر بالثقة في النفس، وكثّر النساء ليشعر بالإشباع، فكسر كلام الله ولذلك كسره الله (تثنية17: 16،17). “التقوى الحقيقية أنفع مائة مرة لصاحبها من كل الذكاء الإنساني” هذه خلاصة ما نتعلمه إذا عقدنا مقارنة بين داود وسليمان. لم يكن لسليمان الشركة العميقة مع الرب والمحبة والتكريس له والتي هي علامة التقوى الحقيقية كما ظهرت في داود، هذا على الرغم من كونه أذكى الأذكياء، ولذلك انطفأ مجده سريعًا وانتهى كأحد السفهاء إذ عبد الأوثان.
تواريخ وأرقام : السفر 22 أصحاحًا و816 عددًا ويمكن قراءته في 75 دقيقة.
لقب “الملك” يتكرر 264مرة، و“مملكة” 19مرة، و“العرش” 33 مرة.
يسجِّل السفر أحداثًا ما بين 1015 وحتى 895 ق.م تقريبًا. 1012 وُضع أساس الهيكل، 1004 تدشين الهيكل الذي استمر بناؤه 7سنوات، 990 زيارة ملكة سبأ، 975 انقسام المملكة، 974 يربعام يؤسس العبادة الوثنية، 924 عمري يبني السامرة، 906 إيليا يذبح أنبياء البعل.