رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما كان لي ربحاً
ما كان لي ربحاً أن تربح معركة فهذا انتصار، وأن تربح تجارياً فهذا كسب، وأن تربح صديقاً فهذا فنّ، وأن تربح عدواً فهذا التزام. * قد تُعَدّ الخسارة أحياناً ربحاً، فكم من قطار فاتنا، وكم من نجاح عبر، وكم من غال ضاع، وكم من حرز فقد، وكان هذا بداية طريق النجاح! وكم من مرة كان ربحنا خسارة، فقد نربح مالاً فيسبّب تعاستنا، وقد نربح صديقاً فيدمّر حلفنا وتآلفنا، وقد نربح مركزاً فيعلو بنا إلى قمة سقوطنا، فإن أعظم ربح أن تربح نفسك أولاً ”لأَنَّهُ مَاذَا (نعم ماذا؟) يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ “ ( متى 16: 26 ، مرقس 8: 36) وكم كان علينا أحياناً أن نخسر لكي نربح، فكم دمعت أعيننا لنربح نفوسنا، بل : ”بعرق جبينك تأكل خبزك“، فقد نستهلك صحتنا أو صحوتنا لنحصل على لقمة عيشنا. وماذا عن تضحياتنا لأجل الأرض التي صارت ربحاً وخراباً على حساب الضعفاء ، الضعفاء لازالوا ضعفاء ولازال الشرير ينشر الموت فيها لأن ملك السلام و"..رَئِيسَ السَّلاَمِ." لا محل له في قلوبهم ؟ (إشعياء 9: 6) فالموت قد يحسبه البعض ربحا ، والبعض الأخر قد يحسبه خسارة وهناك من يُطمئن ذاته كذبا فيقول هذه هي سنّة الحياة ، فلربما يقول قائل من النائمين النفس للنفس طبيب ودواء . وهم لا يعرفون أنك أنت يارب يسوع هو محرر النفس ومخلصها وأنت هوّ الذي يستطيع تبرئتنا وتنقيتنا بغسل كياننا الفاسد وقلوبنا من أوْزارها . * لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. (فيلبي 3: 7) كل خسارة لنا من اجل المسيح هو ربح العبور والحياة ، فلن نربح هذه الحياة الا أن نوجد في المسيح يسوع . إن المعرفة المتزايدة ربح، والكلمة الطيبة ربح، والنسب الطيّب ربح، والصِلات غير المغرضة ربح، والصداقات القديمة ربح، وتجنّب الإساءة ربح، ومعرفة الله ربح، وضمان الأبدية ربح. لكي تربح ينبغي أن تغيّر نظرتك إلى الحياة، أو تخلق نوعاً من الحياة. تتفاءل إن غيّمت، وتسمو إن قبحت، ويغرّد القلب إن ناحت. كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ. (2كورنثوس 6: 10) أيها الشاكي وما بك داء كن جميلاً ترى الوجود جميلا * ولكي تربح يجب أن تكون واقعياً، تفتتن بالورود لكن لا تتجاهل أشواكها، تنعم بالقيثارة إن عزفت لحن الوجود أو لحن الخلود ولو على وتر واحد، فما أكثر الذين وجدوا في : ”الشتائم والضرورات والاضطهاد“ ضالتهم المنشودة. قال الشاعر: فإذا الغيوم تلبّدت فوراءها آثار نور والدمع مثل القطر أو مثل الندى فوق الزهور ولكي تربح يلزمك أن تكون متفائلاً، إيجابياً، تسعد بيومك ولا ترزح تحت غدك. وابعد عن التذمّر، ففكرك يحدّد شخصيتك .يقول الرسول بولس هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ، (2كورنثوس 10: 5) كن محباً ولو لم تكن محبوباً. درّب نفسك على كيفية تحويل خسائرك إلى مكاسب دون أن تضيع وقتك في السويداء، وترهق أعصابك بالغضب، وتنقم على غيرك بالحقد والحسد، فإنه: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى من طبعه الغضب * اخيراً، لكي تربح الدنيا... ادرس تاريخ الشعوب وقلّب صفحات الزمن، وراقب الأحداث اليومية، فأنت أصل سعادتك أو شقائك. لكن أنتبه ! لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، (كولوسي 1: 10) ولكي تربح الآخرة، احسب كل شيء نفاية واربح المسيح لتوجد فيه، عندئذ يمكنك أن تردّد مع بولس الرسول: ” لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، وَأُوجَدَ فِيهِ،.." (فيلبي 7:3-9). * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في الحياة مع المسيح يكون الموت ربحاً |
ليس ربحاً لي ولا كسباً أن يكون والدي شهيداً اذا لم أعش أنا نفسي حياة صالحة |