قال السيد المسيح «من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأن الذي يريد أن يخلص حياته يخسرها، ولكن الذي يخسر حياته في سبيلي يجدها. وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ وبماذا يفدي الإنسان نفسه؟»…
اخوتنا الأحباء، الفرق البسيط بين نظرتنا للأمور ونظرة السيد المسيح، هو أننا نرى الحياة من منظارنا الأرضي، واما السيد المسيح فيرى الحياة ببعدها الكامل (الأرضي والأبدي)؛ ولو رأينا الأمور بهذا المنظار، لوجدنا ان الحياة الأرضية هي كلفة رخيصة جداً ندفعها لقاء شيء عظيم جداً، وهو الحياة الأبدية. وبنفس الطريقة، فنحن نخسر حياتنا الأبدية (هذا الكنز العظيم) اذا تمسكنا بمحبتنا للحياة الأرضية. والسيد المسيح يسأل سؤال مهم: ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟… ونحن نسأل السؤال معكوساً ايضاً: ماذا يخسر الإنسان لو خسر العالم كله وربح نفسه؟… والإجابة على السؤالين هي: لا شيء!… ثم يعود السيد المسيح ويسأل سؤال آخر، فيقول: بماذا يفدي الإنسان نفسه (ماذا سيدفع الإنسان لقاء حياته)؟… والإجابة هي: كل شيء!… فيا احبائنا، كلما كانت لنا رؤية اشمل عن الحياة، وكلما رأينا الحياة الأبدية بحقيقة الحياة الأرضية، كلما تمكنا من التصرف بصورة افضل، وحسب ما يريده الله؛ بحيث نقايض حياتنا الأرضية الفانية، بالمجد الإلهي الأزلي. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في متى ١٦ : ٢٤