القدّيس كالينيكوس الشهيد
أصل القدّيس كالينيكوس من كيليكيا. كريم الخلق راسخ الإيمان منذ الطفولية. جاب الأصقاع والقرى مذيعاً بالإنجيل، مجتذباً نفوساً عديدة إلى الخلاص. بلغ أنقرة في غلاطية فشرع في الكرازة وأخذ يحثّ الوثنيّين على الكفر بعبادة الأصنام الباطلة التي لا حياة فيها وصولاً إلى معرفة الله خالق كل شيء. أثارت نجاحاته حقد بعض الوثنيّين الذين وشوا به إلى الحاكم ساسردوس. مثُل أمامه فاعترف بكونه خادماً لله الحيّ وبأنّه يكرز بتعليم المسيح خلاصاً للناس من الجهل وابتغاء الحياة الأبدية حسب وعد الكتاب المقدّس. وإذ دعا الحاكمَ نفسَه إلى نبذ الوثنية اغتاظ ساسردوس وأسلمه للتعذيب. ضربوه بأعصاب البقر فشكر كالينيكوس الله لأنّه أتاح له أن يتألم من أجل محبّته. مزّقوه بأظافر الحديد فسخر من جلاّديه لأنّهم لا يقوون على رجل عار لا سلاح له. ألبسوه حذاءً حديدياً مسمّراً ذا أنصال قاطعة. جررّوه وراء أحصنتهم حتى غنغرة في بفلاغونيا ليُحرقوه هناك. أعانته نعمة الله فجرى وراءهم ستين ميلاً، تحت شمس حارقة، بفرح، وكان أحيانا يتقدّمهم. فلمّا بلغ موضعاً يُعرف بـ "ماتريكا" عجز الجنود عن متابعة السير، وقد أضناهم العطش. صلّى كالينيكوس فاستنبع لهم ماء استقوا منه وارتووا. فلمّا بلغوا غنغرة تردّد الجنود في تنفيذ أوامر الطاغية عرفاناً بالجميل لكالينيكوس في شأن الماء، فشجّعهم القدّيس على إعداد المحرقة. فلمّا ارتفعت ألسنة اللهب ألقوه فيها وهو يمجّد الله فاستكمل الشهادة. أضحت رفاته، فيما بمد، لمسيحيي غنغرة، بركة أعانهم الربّ الإله بها على صروف الدهر.