رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعدما إنقضت جنازة زوجته ، وخلى البيت من الزائرين المعزون ، صعد الى غرفته ، وكان فراشه متساوياً نظيفاً ، وقد أفرغوا الحجرة من كل ما يتعلق بها ، فقد إعتنت أمه و أخواته بذلك ! و لكن روحها ، أنها هنا في مكان ما ، شعر أنه لو إلتفت سيجدها كعادتها تغسل أسنانها و تتنهد بهدوءها المعتاد، إلتفت بالفعل و لكن الحجرة كانت خالية ! إقشعر بدنه و فتح بلكونته التي تطل على حديقة صغيرة خضراء ، يحاول أن يملأ رئتيه بالهواء ، يحاول أن يستمتع بكل أحلام يقظته التي طالما عاش في دروبها، لو تموت زوجته و يصبح حراً ، عندها سيتوقف ضميره عن تأنيبه ، لو تموت بتنهداتها و بسمتها الوادعة ! وها قد ماتت و الاحلام أضحت واقعاً ولكن شيئاً ما يقف عائقاً ! عاد الى حجرته و فتح دولابه الذي أغلقه بالمفتاح عندما همت أمه بتنظيف الحجرة ، مد يده أسفل ذلك المفرش الابيض الذي يكسو أحد الرفوف ، هنا إعتاد أن يخفي بعض النقود ، و لكن يده لمست شيئاً آخر ، ظرفاً ابيضاً مغلق ! و قرأ .. " سأبدأ رسالتي من نهايتها ، من التوقيع ، أنا قوادتك ! أنا من أعدك لمقابلة النساء الاخريات ، أجهز لك طعاماً شهياً و أهندم ملابسك و قمصانك البيضاء النظيفة ، أقف بالساعات أكويها و أعطرها و أصففها في رفوفها كيما تكون سهلة لتجتذبها و تمتع بها الاخريات ! أملأ سيارتك بالوقود ، أنظفها و ألمعها ، كي تصطحب فيها الاخريات ! أرتب حياتك كلها حتى تشعر براحتها و سهولتها و لا تنشغل بهَّمٍ لا حاجة لك به ! أُدربك .. كيف تسعد النساء و أحتمل أخطاءك لتتعلم منها ، أصبر و أعتذر عن أخطاء لم أفعلها . و لكنني لست "قوادة" عن إختيار ، لست "قوادة" تغتني بمال شهوتك ! أنا قوادة لا يعلم بوجودها أحد و لا حتى أنت ! لذا .. كنت أود لو تكون أكثر حرصاً ، بل كانت صلوتي الوحيدة ، لا أن تتوب و تخلص لي ، و لكن أن يتزايد ذكاءك مع الخبرة فتخفي عني نساءك ، أصلي ان تصبح أكثر حرصاً ! ولكن النتيجة عكسية ، وأبواب السماوات موصدة ، و حرصك يزداد تهاوناً! فقرأت كل رسائلك للنساء ! و رأيت كل نظراتك تدفئ أجسادهم ! سمعتك تهمس في التليفون بعد منتصف الليل و كلنا نيام ! شممت عطورهن جميعاً في أقمصتك( قمصانك) ، عطور لا تزول بالغسيل و الكي ، فأصبحت أعطرهم و مازلت أتشمم عطورهن ! إني و لسنين أراقبك كل يوم ، كل يوم ! لو تلفتَّ مرة لوجدتني خلفك ! و لكني صَمَتُ لأني أحبك ، أرتعب لو تتركني ! ألا يجعل هذا مني .. قوادة ! أتدري أني كنت أعلم كل شئ ! نعم أعلم عن تلك القطرات في كأس الماء .، في البداية ، ظننته منوماً لتسعد بلحظاتك في غفلتي ، و لكن آلاماً بدأت تمزق معدتي ، ففهمت ، أكنت تعلم أني فهمت ؟! و تركتك تدس السم ، أكنت تعلم أني تركتك ؟! قلت أموت ، فأنا على كل حال .. أموت!! .... توقيع زوجتك المخلصة . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رسالة من زوجة وائل الإبراشي للجمهور |
رسالة من زوجة لزوجها |
شاهد رسالة زوجة قاتل الأطفال إلى المصريين |
رسالة زوجة لزوجها |
رسالة إلى زوجة الخادم |