رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدِّيس غريغوريوس النيسي "قف في جماعة الشيوخ، ومن كان حكيمًا فلازمه. أرغب أن تسمع كل حديث إلهي، ولا تهمل أمثال التعقل" (سيراخ 6: 35). لقد وضع الله المؤمنين الشيوخ كمنارات لنا نحن الذين نعيش حولهم. فكثيرون منهم كانوا شبابًا في مقتبل العمر، ولكنَّهم نموا وتقوُّوا بتدريبهم المتواصل علي ضبط النفس والتحكُّم فيها. كان الحب الوحيد الذي تذوَّقوه هو حب الحكمة والمعرفة. وهذا ليس لأنهم يختلفون بفطرتهم عن أي واحدٍ منَّا. (لأن الجسد يشتهي ضد الروح) ولكنهم استمعوا لصوت ذاك الذي يقول: إن ضبط النفس هو شجرة حياة لمن يتمسَّكون بها. لقد أبحروا عبر عواصف الحياة المهلكة، وكأنهم علي قارب، لكنهم رسوا بمراسيهم في حضن إرادة الله. وبعد هذه الرحلة السعيدة هم مغبوطون، لأنهم أراحوا أنفسهم في ذاك الهدوء الصافي المُشمس. وهم الآن يبحرون بأمان راسين بمراسيهم بأملٍ جميلٍ بعيد عن زوبعة العواصف. ويشعُّون على الآخرين الذين يتبعونهم بروعة حياتهم كنار علي عَلَم. في الحقيقة لنا فيهم علامة للنجاة بأمانٍ عبر محيط التجارب. فلماذا نسأل ذلك السؤال الفضولي: ألم يسقط هؤلاء الناس؟ ولماذا نيأس وكأن بلوغ ما حقَّقوه هو صعب المنال؟ أنظر إلى ذاك الذي نجح، وبشجاعة اُعبر خلال رحلتك بثقة وكأنَّها محقَّقة. أبحر بمساعدة الروح القدس مع المسيح القبطان. وجدِّف بروح عالية منشرحة. V v v هب لي أن اَقتدي بمن تمتَّعوا بالشركة معك! أتقبَّل حب الحكمة الإلهيَّة طعامًا لنفسي. أسلك بجدِّيَّة وإخلاص، فلا أخشى الزوابع. أُسلمك عجلة القيادة، فتطمئن نفسي. أخضع لروحك القدُّوس، فيطير بي إلى الأحضان الإلهيَّة. |
|