تعالت الصيحات وأصوات الإستهجان: خاطئة، نجسة !
لا يُخاصم ولا يصيح!!
تعالت الصيحات وأصوات الإستهجان. خاطئة، نجسة…. فمثل هذه الكلمات تستطيع أن تُميزها وسط هذا الصخب. فقد قام الفريسيين بإحضار اِمرأة الى يسوع أمسكوها وهي تزني وطلبوا من يسوع أن يرجمها كما قال موسى، ولكن عطف يسوع وتهذب أخلاقه جعله:
لم يضع عينيه في عيني المرأة كي لا يجرح مشاعرها وانحنى إلى أسفل، عكس الفريسيين الذين احضروها شبه عارية؛ اذ كانت في ذات الفعل.
بحكمة بالغة جعل الجميع يرحل وظل كلاهما فقط، أما الفريسيين فوضعوها في الوسط وأذلوها بكلمات مهينة.
عُرفت لدى الجميع بفضل الفريسين بأنها الزانية، ولكن يسوع يقول لها “يا اِمرأة (يا سيدة)” ذات الكلمة التي اِستخدمها مع السيدة العذراء مريم.
بالنسبة لمن ليس لهم حق الإدانة، لم تَسلَم تلك المرأة من إدانتهم وحكمهم عليها. أما يسوع الدَّيان الوحيد قال لها “وَأَنَا لاَ أَحْكُمُ عَلَيْكِ.”
احضرها الجميع إلي الهيكل ليثبت خطيتها ويبرروا أنفسهم. لكن يسوع أخرجهم عالمين بخطيتهم، وأطلق المرأة حرة من خطيتها مبررة.
هكذا عبد الرب ..
هذه هي المحبة صديقي، التي لا تُقبِح، فهي تحترم مشاعر الآخرين وتحنو عليهم. ليست فظة ومسيئة، بل مهذبة دمثة الأخلاق تتعامل برفق ولطف تجاه الجميع ولاسيما أصحاب القلوب الضعيفة. فحيث إنها نابعة من قلب متأني يرفق ولا يتكبر، فهي لا تسيء للآخرين بل حسنة الأخلاق. ولما لا فهي تعتني بالمحبوبين ولا تنفرهم منها، تراعي نقصانهم وضعفهم وتذكر “أَنَّنَا جُبِلْنَا مِنْ تُرَابٍ” أو كما نقول بالعامية المصرية (كلنا ولاد تسعة)، فلسنا أفضل منهم حتى نُسيء لهم قولاً أو فعلاً.
عروس الرب..
عذرًا صديقي فقباحة الكلمات والأفعال، تصدر من قلب لم يعرف المحبة ولم يتكمل في المحبة. فهكذا وصف يسوع حُب العروس “مَا أَعْذَبَ حُبَّكِ يَاأُخْتِي يَاعَرُوسِي….. شَفَتَاكِ تَقْطُرَانِ شَهْداً أَيَّتُهَا الْعَرُوسُ، وَتَحْتَ لِسَانِكِ عَسَلٌ”. فالمحبة تدعونا أن نكون شفاءً للناس، بلسانًا لجروحهم، عزاءً لحزنهم. فهي لا تقبح.
الأيات مقتبسة من كتاب الحياة