أكتر وقت تقدر تشوف فيه يسوع بوضوح هو وقت الألم.. لما حرفياً يقرر أنه "يستفرد بيك".. لما كل الناس تبعد وكل الأصوات تهدا.. وقتها بييجي بهدوء ويلمس عينيك فا تتفتح عليه، وقتها بس تقدر تشوفه زي ماهو.. من غير إضافات وأفكار كتير الناس قالوهالك عنه.. وتكتشف انك كنت عايش سنين مرتاح اه، بس ماتعرفوش .. يمكن تسمع عنه اه، بس ماتقابلتش معاه وجهاً لوجه.
وقت ألمك ده هو الوقت اللي بيتشال فيه كل سند إتعكزت عليه، وبينطفي كل نور كنت مشيت وراه.. صدقني حتى الجو الروحي والاجتماعات بتبقى تعزياتها بهتانة.. مؤقتة.. مش بتشفي.. ولما تيأس من كل حاجة تبتدي تصرخ "يا سيد.. أريد أن أرى يسوع"، لأنك ساعتها بتكون جربت كل حاجة وأثبتت فشلها في انها تشبعك.. حتى التعزيات والبركات بقت رخيصة قدام شخص يسوع.. لأنه ببساطة يسوع بقى بالنسبالك هو البركة والتعزية نفسها.. وجودك معاه كفاية في أي وضع وتحت أي ظروف، حتى لو في عمق الألم.
وأول ربنا يشوفك اتعلمت الدرس، وفهمت أن حياتك وخيرك وبركتك وتعزيتك هي بس شخص يسوع وأن الراحة بس هي وجودك معاه. وقتها زي ماتقول كدة ربنا بيتطمن عليك وبيقرر يشيل الألم، لأنه اتأكد أنك في الراحة أو في الألم عرفت أن ملكش غير يسوع.. بقيت بالبلدي كدة "مايتخفش عليك".. قلبك إتصلح وبطل يبص على اي حاجة تاني غيره.. فا يقوم يديك نعمة في عيون الناس، ويغرقك بركات روحية ومادية يمكن.. والغريبة وقتها انه مابيبقاش فارق خلاص معاك لا الراحة ولا البركات.. قلبك زي ماتقول كدة بقى عايش في حتة تانية.. كل البركات الأرضية بالنسبالك بقت فوق البيعة، لأن يسوع في عينيك بقى هو الكل في الكل..
ووقتها بيبقى على لسانك صلاة واحدة بسيطة.. " شكراً يارب على أي ظروف حتى الصعبة، أنا موافق على أي وضع تحطني فيه.. المهم أنك معايا.. المهم أنك قدام عينيا، صدقني أي حاجة تانية ماتفرقش طالما أنت موجود".
#هلاوس_مُتألم
11 - 10 - 2016, 10:42 PM
العرض الشجري