منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 10 - 2016, 07:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الخامس)
فأجاب وقال لهم: أُمي وإخوتي هم الذين يسمعون
كلمـــــــــــة الله ويعملـــــــون بها – لوقا 8: 21

سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الخامس)
+++ الإيمان الحي وحياة العمل:
حياة العمل هيَّ نفسها – بلا شك – حياة الإيمان الشخصي الظاهر في المحبة، هذا الإيمان الذي يُعبَّر به المؤمن عن علاقته الخاصة بالله، ومدى ثقته فيه واعتماده عليه، أي مدى اعتماده على المسيح الرب رأسه الحقيقي وفاعلية الروح القدس في تفكيره وسلوكه وكلامه، ومقدار شهادته للمسيح أمام الآخرين بأعماله وسلوكه وأقواله.
إذاً وبلا أدنى شك إن حياة العمل هيَّ التي تُعَبّر عن إيماننا الحقيقي، أو بمعنى آخر هيَّ الشكل المُعبِّر أو صورة حياة الإيمان، وكما قال القديس يعقوب الرسول:
+ ما المنفعة يا إخوتي إن قال احد إن له إيمانا و لكن ليس له أعمال (الذي هوَّ فعل الإيمان) هل يقدر الإيمان (النظري) أن يخلصه، (فـ) إن كان أخ و أخت عريانين ومُعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا، ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟؛ هكذا الإيمان أيضا أن لم يكن له أعمال (مترجمة ظاهرة في حياتنا) ميت في ذاته (بلا معنى أي بلا فعل وعمل) لكن يقول قائل أنت لك إيمان (فكري ونظري) وأنا لي أعمال (إيماني مُترجم بأعمال المحبة) (فـ) أرني إيمانك بدون أعمالك (التي هي فعل الإيمان) وأنا أُريك بأعمالي إيماني (المُترجم محبة) أنت تؤمن إن الله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون، ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل إن الإيمان بدون أعمال (لم يُترجم بأعمال محبة ظاهرة) ميت، ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال (لأنه اثبت فعلياً أنه وثق في الله وأحبه) إذ قدم اسحق ابنه على المذبح، فترى إن الإيمان عمل مع أعماله وبالإعمال أكمل الإيمان، وتم الكتاب القائل فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً ودُعي خليل الله، ترون إذاً انه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان (النظري والفكري) وحده، كذلك رحاب الزانية أيضاً إما تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر، لأنه كما إن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت (بلا عمل يُظهر المحبة). (يعقوب 2: 14 – 26)
لذلك فإن الإيمان يستلزم حياة عمل – هذا إذا كان حقيقي وحي فعلياً – وحياة العمل تستلزم من ناحيتنا محبة حقيقية تدفعنا للبذل بجهد متواصل ومثابرة وقبول الخسارة من أجل المسيح الرب، وذلك بإرادتنا التي انفكت وتحررت بفعل عمل نعمة الله، وهذا هو الجهاد الذي تحدث عنه آباء الكنيسة وكما قال الرب بشخصه:
+ ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة الأبدية.. ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. (متى 7: 14و21)
ويلزمنا بالطبع أن نتمسك بحقيقتين متلازمتين وهما:
بدون نعمة الله وعمل الرب نفسه، لا نستطيع بل ويستحيل على الإطلاق أن نصنع أو نعمل أي شيء أبداً: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يوحنا 15: 5)
وأيضاً، بدون تعاوننا الإرادي من جهة الطاعة والخضوع للروح القدس، فإن الله لن يعمل شيء: يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا" (متى 23: 37)
ويقول القديس مقاريوس الكبير:
[إرادة الإنسان شرط أساسي، لأنه بدونها فإن الله لا يعمل شيئاً]
ففي واقع حياتنا الروحية فأن خلاصنا يتم بتلاقي عاملين، هذان العاملين غير متساويين في قيمتهم، إلاَّ أنه لا يمكن الاستغناء عن أي عامل منهما، وهما:
مبادرة الله (وهيَّ الأولى بالطبع) من جهة الجذب، والاستجابة البشرية (أي تجاوبنا لعمل الله)، فأن ما يعمله الله هوَّ الأساس المبني عليه تجاوبنا، أي هوَّ الأعظم والأكثر أهمية، بدون وجه للمقارنة مع ما نفعله نحن؛ ولكن مشاركة الإنسان واستجابته للنداء الإلهي وطاعة صوته هيَّ أيضاً لازمة بالضرورة.
+ ففي حالة الإنسان، قبل السقوط، كانت استجابته للحب الإلهي بتلقائية طبيعية، بطاعة كاملة دون تفكير، أفعل أو لا أفعل، أطيع أم أعصى، أي كانت بدون صراع، بل ممتلئة فرحاً، الله يتكلم والإنسان يسمع ويطيع ويستجيب فوراً، بمحبة أصيلة، بل بتلقائية كتلقائية الأطفال في الفعل والعمل!!
ولكن في هذا العالم، وفي الوقت الحاضر، فإن في باطن الإنسان رغبة في طاعة الله، ولكن الرغبة تظل رغبة دفينة وكامنة في الإنسان إلى أن يتوب، أي يتغير بفعل نعمة الله:
+ إذاً أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله، ولكن بالجسد ناموس الخطية. (رومية 7: 25)
وتظهر هذه الرغبة، بعد التوبة بأنها رغبة مشتعلة في داخل القلب الجديد، لا تهدأ أو تسكت إلى أن تُتمم مشيئة الله واقعياً، ولكن تُطفأ هذه الرغبة في داخل الإنسان إذا لم يشعلها بقراءة الكلمة والصلاة والتوبة المستمرة وشركة الصلاة في سرّ التناول من جسد الرب ودمه بلا انقطاع وأصبح مهملاً ومستسلماً للخطية بإرادته وليس عن ضعف، ويترك لها مجال العمل في قلبه.
لذلك هُناك حاجة إلى الكفاح بقوة نعمة الله الحاضرة معي، الكفاح ضد الخطية، بتصميم وعناد، بل الوقوف وقفة جدية أمام العادات العميقة الجذور والميول الناتجة من خبرة الخطية والشرّ في حياتنا، فصفات المؤمن الحقيقي الممتلئ من نعمة الله المجانية، هوَّ المثابرة والإخلاص.
* فمعنى إني آمنت بالمسيح المُخلِّص:
معناها إني التقيت بالله وامتلأت من النعمة، أي امتلأت بالروح القدس الذي يسكن إناء جسدي، ومعنى أن الروح القدس في داخلي: أي أن قوة الله الساندة موجودة وحاضرة في داخلي، ومعنى أن قوة الله في داخلي: يعني بإرادتي التي تحررت بقوة الله أستطيع أن أُجاهد ضد الخطية بالإيمان الحي، لأن النُصرة أكيدة بل ومضمونة، لأن عمل الله هوَّ: إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً. (يوحنا 8: 36)
وحينما نكون أحراراً، نستطيع أن نقاوم كل احتلال، ونرفض كل عبودية، فنقف بالمرصاد بقوة الله مجاهدين ضد الخطية، قابلين كل تأديب من الله بعصا رعاية محبته الأبوية، لتتم حريتنا بالكامل من كل شبه خطية أو ضعف، وبإرادتنا الحرة المسنودة بقوة الله نجاهد ونجاهد ونثبت في الحرية التي حررنا بها الابن الوحيد.
فالخطية في طبيعتها: قوة احتلال تحتل النفس وتشوه شكلها وتتعسها وتضعف قوتها، وتصيرها كريهة عند نفسها أولاً بل وعند الآخرين أيضاً حتى تيأس من خلاصها، بل الخطية لا تهدأ ولا تقف عند حدّ بل تقود الإنسان بلا هوادة لطريق الموت بجعل الإنسان عبداً لها مأسوراً منها؛ فالإنسان يصير عبد للخطية حينما تحتل قلبه وتسكن فيه وترتاح وتستقرّ، وعلامة وجودها: هوَّ الاضطراب والحزن والوجع الداخلي وزعزعة السلام، وعدم القدرة على التعامل مع الله، أو قراءة الكلمة والصلاة، بل تصير كل الأعمال الروحية ثقيلة وصعبة جداً على الإنسان، وان استطاع أن يقوم بأي عمل روحي (والحال هكذا)، فيكون إما بدافع الكبرياء أو تخدير الضمير، لذلك فإن الخطية خاطئة جداً:
+ لأنكم لما كنتم عبيد للخطية كنتم أحراراً من البرّ. فأي ثمر كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستحون بها الآن. لأن نهاية تلك الأمور هيَّ الموت. وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية. (رومية 6: 20 – 22)
وبما إننا الآن في عهد النعمة والغلبة وحرية الإرادة بعمل الصليب وقوة القيامة، فكيف نعيش في الخطية بإرادتنا ورغبتنا بعدما متنا عنها؟
+ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي. (غلاطية 2: 20)
فكيف ونحن عندنا الروح القدس يسكن أوانينا لا نُجاهد ضد الخطية بالاستناد على شخصه العظيم القدوس، ونحافظ على نعمة الله التي نلناها بموت الرب على عود الصليب، وكيف لا نثبت في حرية المسيح الرب، أي حرية مجد أولاد الله والمسيح الرب نفسه يشع فينا نصرته بروحه الذي فينا !!!


__________ يتبع __________
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الأول)
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثاني)
المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)
المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء السادس والأخير)
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث)


الساعة الآن 10:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024