|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا الصليب في التقليد الروميّ الأرثوذكسيّ يُرسَم بأربعة مسامير وليس بثلاثة مسامير ؟؟ أحياناً نرى بعض الصُلبان بثلاثة مسامير (مسمار في كل يدّ ومسمار واحد في القدَمين) وهو المألوف والدارج في الغرب. وهذه تعكس لنا تاريخياً طريقة الرومان في اجراء عملية الصلب بغرز مسمار في كل يدٍ، وبتثبيت القدَمين معاً بمسمارٍ واحد. ولكن الأيقونة البيزنطية بتميُّزها وفرادَتها (كما هي دائماً) تذهب الى أبعد من ذلك وتتخطّى حدود الزمان والمكان وتعلو فوق حاجز المُعطيات التاريخية والتفاصيل الجامدة، لأن الأيقونة البيزنطية كانت ولا زالت "مدرسة" نتعلَّم منها وبواسطتها الحقائق اللاهوتية والعقائدية والروحية العمليّة، بخطوطها وألوانها بكل ما تتضمّنه من تفاصيل صغيرة... يرمز كل مسمار الى النذور الرهبانية الأربعة التي ينذرها الراهب في الدير وهي: نذورالفقر، العفة، الطاعة، والصبر. فبعد أن ينذر مُتعهّداً بحفظ ذاته في حياة الفقر الطوعيّ الاختياريّ مُتجرّداً عن مُمتلكات الدنيا ومقتنياتها، وحفظ نفسه في العفّة والبتولية والطهارة، والطاعة للرئيس ولسائر الأخوة الرهبان، بعد ذلك يتوجّه رئيس الدير الى طالب الترهُّب قائلاً له: "أتحتَملُ بصبرٍ جميع أحزان السيرة الرهبانية وضيقاتها لأجل ملكوت السماوات ؟". فيجيب: "نعم بمؤازرة الله أيها الأبُ المُكرَم" (راجع كتاب "الأفخولوجي الكبير" - خدمة التصيير للأسكيم الرهباني الصغير صفحة 207). حيث يُشير المسمار الرابع (الاضافي) في قدميّ المسيح الى "نذر الصبر" على جميع ضيقات الحياة الرهبانية، هذا "النذر الرابع" الذي ينطق الراهب (أو الراهبة) الروميّ الأرثوذكسيّ مُتعهّداً بالوفاء والالتزام به مدى حياته.. فالراهب بعد أن يمضي على وجوده في الدير عدّة سنوات قد يتعرّض لتجربة الشيطان ويدفعه للشعور بالضيق والمَلَل والتعب من حياة الصلاة والنُسك والجهاد الروحيّ المتواصل، ويوسوس له بأنّ كل أتعابه باطلة لا جدوى منها، وذلك كي يدفعه الى ترك الدير والتخلّي عن الرهبنة فيخسر اكليلها العظيم.. من هنا تأتي أهميّة التشديد على ضرورة الثبات والصبر في حياة الجهاد الروحيّ (وهو أمرٌ لا يخصّ الرهبان وحسب بل والمسيحيين جميعاً) الذي به نربح المعركة ضدّ الشيطان وتجاربه "بصَبركُم تَقتَنونَ أنفُسَكُم"(لوقا 19:21)، وتدعونا الكنيسة الى التمسّك بفضيلة الصبر وكأنّه "مسمارٌ رابع" مؤلمٌ يستنزفُ منا دم الوقت والتعب والجهاد، ويشدُّنا الى صليبنا اليوميّ مُعزّياً ومُبشّراً بالقيامة والحياة، ومُذكّراً ايانا بوعد الرب الصادق: "من يصبر الى المُنتهى يخلُص" (متى 10: 22) ينبُع كل ذلك من حقيقة مفهوم الأرثوذكسية العميق للحياة الرهبانية ولحياة الراهب على أنها صلبٌ يوميٌّ للذات المُتمثّلة بالأنانية والغرور والطمع والكبرياء والاستعباد للمال والمجد الفارغ، وموتٌ عن شهوات الانسان العتيق لتُزهر فينا أزهار الحياة الجديدة بالمسيح الحيّ القائم من بين الأموات "الذين هم للمسيح قد صَلبوا الجَسدَ مع الأهواء والشهوات " (غلاطيه 5: 24). "مع المسيح صُلِبتُ لكي أحيا -لا أنا- بل المسيحُ يحيا فيَّ (غلاطية 2: 20). وسام ريناوي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزامير ملحنه |
مزامير النقمة |
اختلاف ارقام مزامير الاجبية عن مزامير الكتاب المقدس |
+ مزامير جديدة + |
مزامير المصاعد |