رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسكتوا ...تكلموا فى قلوبكم على مضاجعكم واسكتوا. مز4:4 "اسكتوا"..نقرأ هذا التحريض على السكوت المرات الكثيرة فى الكتاب المقدس.والكلمة تؤدى نفس المعنى الذى تؤديه كلمة"اصمتوا".أو بمعنى آخر يقصد بها الهدوء ووضع اليد على الفم. "تكلموا فى قلوبكم على مضاجعكم واسكتوا" (مز4:4)"كفوا واعلموا أنى أنا الله" (مز10:46).وهذه من أرقى درجات الإيمان الحقيقى والثقة غير المتزعزعة فى الله.فلا شكوى ولا تزمر ولا تساؤل ولا ارتياب بل تسليم قلبى كامل وثقة تامة كثقة الأطفال ثقة فى أن الكل بين يديه-له كل المجد-وهاتان اليدان لا تُخطئان على الإطلاق.هكذا يجب أن يكون فى هذه الأيام الصاخبة أيام الفوضى والشر المتزايد.إن الإيمان يعرف أن قوة الله هى الأعظم وحكمة الله لا تخيب ومواعيد الله لا تسقط ورحمة الله إلى الأبد ومقاصد الله وتدبيراته لا يلحقها الفشل وموكب نُصرة المسيح لا يُعاق ولا يُعترض سبيله بل سينتصر الله فى النهاية حتماً.إذاً نضع أيدينا على أفواهنا وليس لنا ما نقوله بل نثق فقط فيه وفى كلمته وبذلك نكرم الله جداً. وهكذا الحال فى الحياة الفردية فتجرى الأمور بما يسميه الناس"مصائب" وكلمة مثل هذه يجب أن يخلو منها حديث المؤمن الحقيقى. فقد تتعاقب الأحداث واحد بعد الآخر كما كان قديماً فى حياة أيوب وأولاد الله يغلب أن يكون من نصيبهم المضايقات والخسائر والأحزان والتجارب والبلايا وغالباً ما تكثر هذه فى حياة أولئك الذين يسلكون بالتقوى فى القُرب من الله.ولكن مع هذه كلها تأتى أيضاً الفرصة لإكرام الرب بالإيمان الذى يصمت ويكف عن أن يقول شيئاً.وأروع تعبير فى هذا المجال ما نطق به أيوب"هوذا يقتلنى.لا أنتظر شيئاً.فقط أُزكى طريقى قدامه" أى15:13. لكن الأروع والأعظم من هذا ما جاء على لسان الرب فى البستان عندما قال: "لتكن لا إرادتى بل إرادتك". فياله من خضوع مقدس لنا أن ننسج على منواله بنعمة الله.فلنتعلم هذا الدرس كل يوم لنتعلم السكوت ولنكف عن الكلام وحينئذ سلام كالنهر الجارى سيكون من نصيبنا السلام الذى يفوق كل عقل السلام الذى يحفظ ويسند السلام الذى سيأتى بترنم فى الليل. |
|