لقدس ابونا تادرس يعقوب ملطى
+++ من وحى مزمور 151 +++ أغنية عجيبة في الجحيم +++
+ وسط احتفال الكنيسة في العالم كله بدفنك ، يا خالق السماء والأرض ، أقف في دهشة متعجبًا ... كيف يُدفن واهب القيامة وسط الأموات؟ تُرى هل أشارك نيقوديموس ويوسف الرامي دموعهما ، وتهتز نفسي لهروب التلاميذ حتى في لحظات دفنك؟ أم تسمح لي باقتحام الجحيم ، فأتمتع برؤية موكب الآباء والأنبياء وكل المؤمنين ... اهتزت أساسات الجحيم حين دخلت نفسك يا مخلصي ، تكرز للمؤمنين بعتقهم من الأسر ، وتحملهم كما على كتفيك ، لتدخل بهم إلى موكب نصرة عجيب ... انفتحت أعين الكل ليدركوا أن النبوات قد تحققت ... يوم الخلاص قد جاء ...
+ تُرى هل قاد داود مرتل إسرائيل الحلو ، الموكب كقائد خورس المرنمين ... إنه لا يحمل عودًا ولا قيثارة ولا مزمارًا كعادته ، إنه يغني ويسبح ، يردد المزمور غير المُحصى بين المزامير (مز 151) ، مزمور القائد الجبار ، محطم إبليس ... مزمور العريس الإلهي ينبوع الفرح السماوي ، يقدمه بلغة سماوية ملائكية ...
+ حين كان داود على الأرض تعجب ، كان الصغير بين إخوته ، واخترته مسيحًا لك ... الآن يرى المسيح الحقيقي ، المساوي للآب في الجوهر ، تجسد واحتل آخر صفوف البشرية ... بإرادته صار عبدًا مرفوضًا من إخوته ، صار عبدًا يُباع بثلاثين من الفضة ، كأصغر البشرية ... وهو حجر الزاوية السماوي ، احتقره البناءون ورذلوه ... حسبوه ثقلًا على البشرية ، لا موضع له بينهم ، لا خلاص منه إلا بصلبه خارج المحلة ...
+ وقف داود أمام ابن داود وربه ... في دهشة يقول : بغير إرادتي كنت صغيرًا ، لكنك بإرادتك صرت يا أيها السماوي أصغر من الجميع ... كنتُ صغيرًا بين إخوتي ، أما أنت ، فصرت صغيرًا بين الذين جبلتهم يداك ... كنت حدثًا في بيت أبي ، أما أنت فجئت غريبًا ليس لك أين تسند رأسك ... كنت أنا راعيًا لغنم أبي ... أما أنت فأتيت تبحث عن الخطاة والزناة ... تضمد النفوس المجروحة ، وتحمل على منكبيك كل ضعيف ... جئت ترعى الذين قدموا عداوة لك ، يا أيها العجيب في حبه ...
+ مزماري لم يفارقني حتى في أيام شدتي ... كنت أسبحك بلساني كما بقيثارتي ... أما أنت ، فأتيت لتفيض بالفرح على كل البشرية ... تحول حياتنا إلى قيثارة ، يعزف عليها روحك القدوس ... وتقيم من الكنيسة خورس شبه سماوي ، لا يتوقف على الشكر والحمد ...
+ أرسلت لي نبيك صموئيل ، مسحني بدهن مبارك ... أقمتني ملكًا على شعبك ... رفعتني من المزبلة ، لأجلس مع أشراف أشراف شعبك ... أما أنت فالقدوس ملك الملوك ... أرسلك الآب لأجل خلاصنا ... تحقق إرادته الواحدة مع إرادتك ... فليس ما يشغلك مثل خلاصنا ... تقدسنا بروحك القدوس ، وتهيئنا لشركة الأمجاد الأبدية .
+ وهبني أن أقتل أسدًا ودبًا ، لكي أنقذ خرافًا غير عاقلة ... كنت سلاحي الخفي ، باسمك التقيت بجليات الجبار ... بسيفه قطعت رأسه ، لأنه كان رمزًا لإبليس ... به نزعت العار عن شعبك ... أما أنت ، فقُدت المعركة في مواجهة مع إبليس نفسه ... أعدَّ لك الصليب ، لكي يتخلص منك ... ولم يدرك أنه بالصليب تحطَّم وفقد سلطانه ... حرك بكل طاقاته الكثيرين لكي تموت وتُدفن ... وها أنت قادم لكي تحطم الموت ، تحملنا كغنائم ، وتحررنا من الموت الأبدي ... تدخل بنا إلى الفردوس ، لننعم بنورك الإلهي ... لك المجد يا من ملأت كل مؤمنيك فرحًا وبهجة ...