المسيحية ليست ديانة، بل نهاية لوجود الأديان

[sama smsma]

المسيحية ليست ديانة، بل نهاية لوجود الأديان



كمسيحيون نؤمن أن الله يعطي دلالة على تجسده في كل الحقائق المتناثرة. نؤمن أيضاً أن المسيح حاضر في كل باحث عن الحق ... الانسان قد يجري بأقصى سرعة لديه بعيداً عن المسيح، ولكن إن كانت هرولته في اتجاه ما يعتقده الحق، فهو في الحقيقة متجهاً إلى أذرع المسيح !ـ


بالأكثر حقيقةً، قد استُعْلِن الله في التاريخ الطويل للدين، ويتجلى هذا للمسيحي من خلال المعيار الصحيح: "المسيح". في الديانات العظيمة التي شكلت الطموحات البشرية، لعب الله علي أوركسترا أبعد ما تكون عن التناغم، ولكنها كثيراً ما أنتجت موسيقى مدهشة وغنية. وعلى الرغم من ذلك، فالمسيحية في عمق معناها هي: "نهاية كل دين" ...ـ


فهناك احتياج للدين فقط عندما يكون هناك حائط فصل بين الله والإنسان، لكن المسيح دمر هذا الحائط الذي يفصل الله عن الإنسان. فالمسيح قدم حياة جديدة، وليس ديانة جديدة ! في الكنيسة الأولي، هذا التحرر من الدين -بمعناه المعتاد والتقليدي- هو ما دعا الوثنيين ليتهموا المسيحيين أنهم: "ملحدون" !ـ
فالمسيحيون لا يعبأون بجغرافيا مقدسة، ولا بأماكن عبادة، ولا بطائفة ! ... فلا هم يهتمون بالأماكن التي عاش فيها المسيح، وليس لديهم حج ! بينما الديانات لديها آلاف الأماكن المقدسة، وأماكن العبادة المقدسة ! في حين أن للمسيحيين، كل هذا ماضي وزال. فلا حاجة لأماكن عبادة مبنية من حجارة، حيث أن جسد المسيح هو الكنيسة نفسها، والبشر الجدد فيه هم المعبد الحقيقي الوحيد ...ـ


لذا فنهاية الدين كانت في المسيح، لأنه هو نفسه كان الإجابة علي كل دين. كان هو الإجابة علي الجوع البشري لله. ففي المسيح، الحياة التي فُقِدَت بالإنسان، والتي كان يمكن فقط أن يرمز ليها ويدلل عليها ويسأل عنها بالدين، قد استعيدت للانسان ... في المسيح الحياة -الحياة بكليتها- استعيدت للانسان، أُعْطِيَت له من جديد، كسر وكشركة، في الافخارستيا


من أجل حياة العالم 1 : 4


اللاهوتي الأرثوذوكسي الأب الكسندر شميمن
عميد معهد القديس فيلاديمير للدراسات اللاهوتية الأرثوذوكسية