29 - 06 - 2012, 08:08 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
القلب الموحّد هذا في الواقع هو ما ينقص شعب الله. فما أكثر ما نصرفه من حياتنا، ليس في عمل الشر بصورة إيجابية، بل في مجموعة من المشغوليات الكثيرة الضائعة التي تفسد علينا إيجابية الشهادة لله! وما أقل الذين يقدرون أن يتفقوا مع الرسول في قوله « لكنى أفعل شيئاً واحدا ». صحيح أننا سائرون في الطريق، ولكن كم أوقفنا الرحال لنتعقب فراشة بين الورود دون أن نصيب بذلك أي نجاح. إن الشيطان نفسه ليعجب إذ يرانا وقد تحولنا عن « ممالك العالم ومجده »، إذ أدركنا أنها تجربة منه، وسلـَّمنا ذواتنا لمجموعة من الجهود الضائعة، كمن يجرى ليمسك بالهواء. فمشاغل لا نهاية لها، وواجبات وهمية نحسبها جدية، وتسليات عديمة النفع .. هذه جميعها من شأنها أن تنحرف بنا عن المهمة الوحيدة الـمُثمرة المنتجة. وإليك جانباً من المعاذير، يقول البعض: دعك يا أخي من هذه الناموسية، وبمثل هذا الاستخفاف نتجاوز عن الصغائر التي تقتحم حياتنا ونرضى عنها لأنها صغيرة. ويقول آخر: لا يكن لك يا أخي الضمير الخائف، وبذلك ننسى أن ندرب أنفسنا ليكون لنا دائماً « ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس » (أع16:24) . فما أحوجنا إذاً إلى الدرس الذي علمنا إياه الرب عن ثبات الأغصان في الكرمة! فالغصن ثابت في الكرمة ثباتاً دائماً بدون توقف، فالتوقف معناه خطير. وفى ذلك يقول سيدنا « كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا في » (يو4:15) . ولكن لماذا نثبت فيه؟ نحن نعلم أن الغاية كلها من الكرمة هي الثمر، وهو المبدأ المسيطر على تصرفات الكرَّام وطرقه معها. إنه ينقيها بلا شفقة رغبة في أن تُثمر، عالماً هذا الكرّام الحكيم بخطورة هذه الأوراق المتزايدة والجذوع القديمة، إذ أنها تمتص العصير الثمين وهو روح الثمر. هكذا نحن أيضاً قد نتساهل في أمور كثيرة والتي من شأنها أن تبعثر النشاط الذي كان يجب أن يولـّد الثمر لله. فليُعطنا الرب نعمة لكي نتخلص بقوة الروح القدس من كل الأعشاب الضارة في حياتنا التي تجعل قلوبنا غير موحدة لخوف اسمه. |
||||
|