الأصحاح 12 العدد 37
ورد في خروج 12: 37 و38 فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت 600 ألف ماشٍ من الرجال عدا الأولاد، وصعد معهم لفيف كثير أيضاً، مع غنم وبقر ومواشٍ وافرة جداً , وورد في آية 41 أن مدة إقامتهم كانت 430 سنة, ولو كان هذا صحيحاً فلا بد أن جملة عددهم كان مليونين ونصف، ولكن عددهم لما جاءوا في مصر كان 70 شخصاًً ومدة إقامتهم 250 سنة، وكان المصريون يقتلون أبناءهم قبل خروجهم بثمانين سنة ويستحيون بناتهم, فإذا فرضنا أن عددهم كان يتضاعف كل 25 سنة، لكان عددهم 36 ألفاً فقط ,
يظهر في أول الأمر أن هذا العدد كبير جداً، ولكن إذا نظرنا إلى الخدم وغيرهم الذين رافقوا يعقوب مع أولاده إلى مصر، لا نستغرب ذلك, فذُكر في التوراة أنه كان عند ابراهيم 318 من غلمانه المتمرّنين ولدان بيته، وأنقذ ابن أخيه لوطاً (تكوين 14: 14) فكان بيته يشتمل على ألف شخص من رجال ونساء وأولاد على الأقل, ولم ينقص إسحق ولا يعقوب هذا العدد، بل لابد أنهما زادا عليه, ودليل آخر هو أنه ورد في تكوين 34: 25 أن شمعون ولاوي أخربا بخدامهما مدينة, فإذا أمكن ليعقوب استعادة بعض الأراضي من الأموريين بسيفه وقوسه (تكوين 48: 22) وإذا أمكن لأفرايم أن يحارب جت (1أخبار 7: 12 و21) لابد أنه كان عندهم خدم كثير، لأنهم لا يقدرون أن يفعلوا ما فعلوه بواسطة أولادهم فقط, وإذا تقرر ذلك فلا عجب إذا بلغ عددهم مليونين أو ثلاثة ملايين, ومما يدل على كثرة عدد بني إسرائيل ما جاء في الخروج 1: 9 قال فرعون لشعبه: هوذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا , فلو لم يكونوا كثيري العدد لما قدروا أن يبنوا لفرعون مدينتي مخازن فيثوم ورعمسيس, والكتاب يقول إن المصريين اختشوا منهم، ويقول أيضاً إنهم خافوا من انضمامهم إلى أعدائهم وأخذ بلادهم منهم,