الغضب الإلهي وتقويم وإصلاح النفس
غضب الله الأبوي - الجزء الثاني
غضب الله والرجاء الحي

ولنلاحظ أن موضوع غضب الله – في الكتاب المقدس – يلحقه دائماً بشارة رجاء حي صالح، لأن الغضب الإلهي ليس غضب إهلاك وفناء وسحق، بل هو غضب إصلاح، لأنه مرتبط بمحبة الله المملوءة من كل رحمة وإشفاق صادق، فيه أمانة دائمة إلى الأبد، لأن أمانة الله مُطلقة ووعده ثابت لا يهتز او يتزعزع، فمستحيل أن يكون غضب الله غضب مجرد لأجل الغضب في ذاته، لكن له هدف صريح مُعلن واضح، لأن تكمن فيه قوة المحبة الفائقة الإدراك، وذلك بعكس الإنسان الغاضب، لأنه يندفع من منطلق أعصابه ليُبيد دون شفقة المحبة الحانية لأجل الإبراء والشفاء، لأن غضب الإنسان الطبيعي لا يصنع برّ ولا صلاح، إنما يُنشئ كل بُطل ويعمل للقتل والفناء، وليس فيه شيء يُرتجى، وهذا يختلف كُلياً عن طبيعة الله وإعلان غضبه في الكتاب المقدس.
+ حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جداً، فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون، بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس.(متى 2: 16)
+ غضب الإنسان لا يصنع برّ الله – لأَنَّ الإِنْسَانَ، إِذَا غَضِبَ، لاَ يَعْمَلُ الصَّلاَحَ (عدل، برّ، إنصاف، استقامة، نزاهة، صواب) الَّذِي يُرِيدُهُ اللهُ (المرضي عنده)، أو أن غضب الإنسان لا يأتي بالنتيجة المرضية الكاملة التامة عند الله (بحسب صلاحه). (يعقوب 1: 20)