رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تخشى شيئا امر الله موسى نبيه ان يذهب الى مصر ، ويكلم فرعون ويدعوه ان يترك شعبه ليخرجوا من مصر . تعلل موسى ووضع امام الله حججا ً كثيرة . وقال من ضمن ما قال : " لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ ..... أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ " ( خروج 4 : 10 ) وقال له الله : " مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا ؟ .... أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ ؟ " ثم امره بالذهاب قائلا ً : " فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ " وذهب وواجه فرعون وحكمائه وتكلم بكلام الله واخرج شعبه من مصر . ونواجه في حياتنا من يصارعوننا بكلامهم ومنطقهم وفلسفاتهم . ونقف بلساننا العاجز وفمنا الثقيل خائفين مرتبكين ، ونحن نخشى ان يضيع الحق ويسود الباطل بسبب قصورنا . لكن الله يقول لنا : " َأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ " فيحمل لساننا حكمة الله ، ويخرج فمنا علم الله . هو يتكلم بنا . وحين وقف اسْتِفَانُوسَ امام مجمع اليهود وكهنتهم يحاورهم ، لم يقدروا ان يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به لأن الله كان يتكلم به . الله يتكلم بي وبك . حين تقف امام اعداء الله ويحاججونك ويهاجمونك ، لا تخشى شيئا ً ، لا تهتم فإن المسيح قال : " أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. " ( لوقا 21 : 15 ) الله سبحانه وتعالى كلي ّ الحكمة ، وهو يعطي المتواضعين حكمة كما قال سليمان الحكيم . ويعدنا الله على لسان يعقوب الرسول : " إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. "( يعقوب 1 : 5 ) روح الله فيك ، روح الحكمة . كلام الله فيك ، كلام العلم والفهم . فلا تخف من يناظرك بالباطل ، أي يحاججك بالغش . لا تخف منطق الاشرار ، ولا تخشى فلسفة الكفار ، فالله يحطم حججهم ويهدم فلسفتهم ويقطع منطقهم بسيف الحق ، فمك . كما يقول اشعياء النبي : " جَعَلَ فَمِي كَسَيْفٍ حَادٍّ." ( اشعياء 49 : 2 ) . |
|