رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو الفرق بين الحرام والحلال
والذي يوافق أو لا يوافق، ويليق أو لا يليق سؤال: ما هو الفرق بين الحرام والحلال والذي يوافق أو لا يوافق، ويليق أو لا يليق، لأن كثيرين يقولون إنه لا يوجد حرام في المسيحية أو حلال بل فقط يليق ولا يليق ويوافق أو لا يوافق، مع أنى سمعت انه يوجد ما هو مُحرم فأتمنى أفهم الفرق بوضوح؟ أولاً ينبغي إزالة التشويش الحادث في التعليم المُقدَّم بصورة مبتورة او مشوشة، لأن هناك فعلاً ما هو حرام وما هو حلال، كما أنه يوجد ما يليق وما لا يليق ويتفق ولا يتفق، فالحرام معناه التنحية جانباً ولا ينبغي أن يُستعمل أو يُستخدم على الإطلاق أو يتم التعامل معه أو قبوله، وهذا الحرام هو كل ما هو ضد الوصية المقدسة، أو هو كل خروج للإنسان عن طبيعته السوية، مثل عبادة الأوثان والطمع، والقتل وسفك الدماء والسرقة والخبث... الخ، كل هذا لا يدخل من ضمن مايتوافق ولا يتفق، بل هو مُحرم تحريماً على الإنسان، وليس هناك خيار فيه أو مساومه أو اختيار:_____الإجابة_____ + لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات (حَفَلاَتِ السُّكْرِ وَالْعَرْبَدَةِ) وعبادة الأوثان المحرمة. (1بطرس 4: 3) وعموماً نجد أن هناك كلمة يونانية تُستخدم في هذا المعنى وهي: أناثيما (Anathema) والتي استخدمها بولس الرسول: + لذلك أُعرفكم أن ليس أحد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع أناثيما، وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس (1كورنثوس 12: 3) + أن كان أحد لا يحب الرب يسوع المسيح فليكن أناثيما، ماران آثا (1كورنثوس 16: 22) + ولكن أن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما (غلاطية 1: 8) + كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضاً أن كان أحد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن أناثيما (غلاطية 1: 9) والمعنى المستخدم فيه الكلمة: 1- العزل الرّسمي، المرذول، الممنوع 2- النّفي، الطرد، التّخلّص مِن، إبعاد، أو قطع الشركة، التوقيف 3 – الحرم في العهد الجديد بالطبع بيكون (حرمان او قطع) من شركة الكنيسة بغرض التأديب والإصلاح وله أسبابه ولكنه ليس موضعنا هنا، ولكن باختصار القول فأن المُعَرَّضون للحِرْم هم المُدانون بالهرطقة أو بالفسق والفجور والأعمال اللاأخلاقية الكبيرة، لأن كل ده يندرج تحت اسم فعل الحرام، لذلك يتم الحرمان من الشركة. عموماً يوجد فعلاً ما هو حرام، أما من جهة ما هو حلال أي ما هو مسموح من الله وفق مشيئته هي الكلمات العشر التي هي الناموس الأدبي الذي أعطاه لموسى النبي وكل مخالفة لهُ هي الحرام عينه على مستوى العهدين، القديم والجديد، وهذا هو معنى الحرام والحلال باختصار وجيز دون تطويل لا داعي لهُ. أما من جهة يليق ولا يليق لننظر عن ماذا يتكلم الرسول لنفهم المعنى فهماً صحيحاً، لأن حينما نبتر ونقتص الكلام يصل المعنى مشوش مبتور وبالتالي نفهم ونتكلم كلام منقوص يؤدي لتشويش الحياة الروحية والتعثر في الطريق، لذلك ينبغي ان نفهم القصد الإلهي في الكتاب المقدس بوضوح وتدقيق شديد لكي تستقيم حياتنا، فكلام الرسول كان كالتالي: أولاً من جهة اللياقة، أو ما يليق ولا يليق فقد كتب قائلاً: وأما الزنى وكل نجاسة أو طمع فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين (أفسس 5: 3)، وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق (رومية 1: 28) وكلام الرسول هنا عما هو مُحرَّم وخطير على حياة الإنسان، لأنه تكلم عن المرفوض الذي يؤدي لفعل ما لا يليق، أي ما هو حرام، لأن هناك ما يتفق ويليق بالقديسين، وليس معنى الكلام هو التخفيف من الخطورة الناتجة عن الحياة التي لا تليق بالقديسين، أو من يقولون انهم قديسين، لأن للقديسين حياة تليق بهم تظهر مجد الله الحي. أما من جهة ما يحل ويوافق ولا يوافق فقد قال الآتي: كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الاشياء توافق، كل الاشياء تحل لي لكن لا يتسلط عليَّ شيء؛ كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الأشياء توافق، كل الاشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني (1كورنثوس 6: 12؛ 10: 23)، وهنا وضع شرط فيما يحل لي بأن: لا يتسلط عليَّ شيء، وليس كل الأشياء تبني. وهنا يأتي سؤال هام، كلام الرسول أتى في أي سياق وما هو القصد على وجه التحديد؟ الآية الأولى أتت في سياق الكلام عن محاكمة الأخ لأخيه أمام غير المؤمنين وبعد الآية مباشرة تكلم عن الطعام، والآية الثانية أتت عن سؤال عن الأكل من الملحمة، أي قدر اللحم الكبير الذي كان يوضع في الساحات الرومانية التي تبقت من الذبائح التي تم ذبحها للأوثان فيتم وضعها في الملحمة الكبيرة ليُباع منها، والرسول أجاب وقال الكلام كالتالي: + كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الأشياء توافق، كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني. لا يطلب أحد ما هو لنفسه، بل كل واحد ما هو للآخر. كل ما يُباع في الملحمة كلوه غير فاحصين عن شيء من أجل الضمير. لأن للرب الأرض وملأها. وأن كان أحد من غير المؤمنين يدعوكم (لمناسبة او وليمة) وتريدون أن تذهبوا فكل ما يقدم لكم كلوا منه غير فاحصين من أجل الضمير. ولكن أن قال لكم أحد هذا مذبوح لوثن فلا تأكلوا من أجل ذاك الذي أعلمكم والضمير، لأن للرب الأرض وملأها. أقول الضمير، ليس ضميرك أنت، بل ضمير الآخر لأنه لماذا يحكم في حريتي من ضمير آخر. فأن كنت أنا أتناول بشكر فلماذا يفترى عليَّ لأجل ما أشكر عليه. فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً، فافعلوا كل شيء لمجد الله. كونوا بلا عثرة لليهود ولليونانيين ولكنيسة الله. كما أنا أيضاً أُرضي الجميع في كل شيء غير طالب ما يوافق نفسي بل الكثيرين لكي يخلصوا (1كورنثوس 10: 23 – 33) إذن الموضوع يخص الحرية من جهة الضمير، لكن ما لا يليق إني أنا أحيا بالحرية وأعثر الآخرين، بمعنى أن هنا لا يوجد ما هو حرام لا في طعام ولا شراب ولا أي شيء مخلوق أعطاه الله للإنسان، ولا يوجد فيها حرام إطلاقاً، بل انها تحل لي لأني أعمل كل شيء بالشكر وأُقدِّم التمجيد اللائق بالله، لكن لأجل البنيان لن أطلب ما هو لنفسي وما يحل لي، بل سأسعى لكيلا أضع عثرة لكل أخ لي ضميره ضعيف، لأن الهدف هو أن اسعى بالمحبة لأجل خلاص الجميع، فما يُعثر أخي ابتعد عنه تماماً لكيلا اسقطه في ملامة ضمير وواجبي أن أرفع كل عثرة من حياته، فالرسول قال: حسنٌ أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً، ولا شيئاً يصطدم به أخوك أو يعثر أو يضعف، لذلك أن كان طعام يُعثر أخي (رغم من انه يحل لي) فلن آكل لحماً إلى الأبد لئلا أُعثر أخي (رومية 14: 21، 1كورنثوس 8: 13) أعتقد المعنى وصل وزال اللبس الحادث في الموضوع ككل، وعموماً أعود اكرر أن حينما نحاول أن نفهم أي آية في الكتاب المقدس لابد من أن أفهمها في الإطار التي أتت فيه ولا اقتصها أو اقتطعها من وسط الكلام، لأن هذا هو سبب اللبس والتشويش الحادث في الشروحات والتفسيرات، لأن للأسف الشديد كثير من الخدام وبعض المسيحيين يستخدون الكلام مبتورن قائلين لا يوجد ما هو حلال ولا حرام بل ما يوافق ولا يوافق، مع ان هذا يختص من جهة الطعام والشراب.. الخ، كما شرح الرسول ولا ينفع أن نتكلم بشكل مطلق على الآية، لأن مثلاً هل القتل أو السرقة وعبادة الأوثان والطمع.. الخ، يقال أنهم من ضمن ما هو يحل لي، لكني لن أفعل ذلك لئلا أعثر أخي مثلاً، يا إخوتي لنحذر جداً ولا نتسرع في الكلام ونجلس على كراسي التعليم لنعلم حسب ما نرتاح إليه، لأن بسبب استعجالنا وميلنا الفكري بنقدم كلام مشوش يشوه التعليم الصحيح حسب الكتاب المقدس ونُبطل وصية الله دون ان نقصد ونربك حياة الناس ونعثرهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من قصور العاج والجمال من سماء المجد والجلال كي ما أخطف أحبائي إنني آتي |
الفرق بين الحمام الرومي والحمام البلدي |
الحرام والحلال |
الفرق بين الحمام واليمام |
فساد قانون الحرام والحلال |