سر الفرح المسيحي
ينبع الفرح المسيحي من هذه القناعة: الله قريب، هو معي، هو معنا، في الفرح وفي الألم، في الصحة وفي المرض، كصديق وكختن أمين"، هذا ما قاله بندكتس السادس عشر هذا الأحد في كلمته قبيل صلاة التبشير الملائكي.
جاءت كلمات الأب الأقدس بمناسبة الأحد الثالث من زمن المجيء المعروف بأحد "الفرح" لأن قداس هذا الأحد يبدأ بالأنتيفونة: "إفرحوا بالرب دومًا"، وهو التحريض الذي يوجهه القديس بولس في رسالته إلى أهل فيليبي (4، 4).
وأشار أسقف روما أن الرسول "يدعو المسيحيين إلى الفرح المسيحى لأجل مجيء الرب، أي رجوعه المجيد، الذي هو واقع أكيد ولن يتأخر".
وشرح الأب الأقدس معنى توجيه الكنيسة هذه الدعوة خلال "استعدادها للاحتفال بعيد الميلاد ونظرها يتجه دومًا نحو بيت لحم"، فقال: "بالواقع نحن ننتظر برجاء أكيد مجيء المسيح الثاني، لأننا عرفنا مجيئه الأول".
وتابع بالقول: "يكشف لنا سر بيت لحم الـ "عمانوئيل" (الله معنا)، الإله القريب، ليس فقط بالمعنى الجغرافي أو الزمني؛ هو قريب لأنه – يمكننا القول - "تزوج" ببشريتنا؛ لقد أخذ على نفسه حالتنا، مختارًا أن يكون شبيهًا بنا في كل شيء، ما خلا الخطيئة، وذلك لكي يجعلنا على مثاله".
وبالتالي، إن فرح المسيحي الذي ينبع من ثقته بقرب الله منه، "يثبت حتى في وقت التجربة، وفي الألم نفسه، ويدوم لا بشكل سطحي، بل بعمق الإنسان الذي يتوكل على الله ويثق به"، لأن الله قد صار قريبًا منا في عمانوئيل الله معنا "في الفرح وفي الألم، في الصحة وفي المرض، كصديق وكختن أمين.
روبير شعيب