رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا أحد ينكر أن هناك أزمة زواج في مصر. وأن الأزمة تفاقمت وزادت العنوسة بين الفتيات والشباب أيضا. الفرق الوحيد أن المجتمع لا ينظر إلي الشباب النظرة المؤلمة التي يحيط بها الفتاة ويطلق عليها هذا اللفظ المؤلم والتسمية الوصمة. ونسمع بين الحين والآخر عن أرقام مخيفة ومرعبة عن عدد اللواتي فاتهن قطر الزواج, مع أن الزواج ممكن أن يحدث في أي وقت حتي لو تأخر بعد سن الثلاثين أو حتي الأربعين. والأسباب مختلفة ومتعددة ومتنوعة. وأولها بالتأكيد الأسباب الاقتصادية واحتياج الشباب إلي فرصة عمل حقيقية, ومسكن ملائم وقدرة علي تأسيس أسرة. أما الفتاة فأسبابها كثيرة فهي لم يعد هدفها الأول وأخيرا أن تتزوج وتصبح عروسا كما كان فيما مضي. فقد تراجع هذا الهدف ولم يعد الشغل الشاغل لها. تفتحت لها الأبواب وأصبح التعليم هدفا والعمل وتحقيق الذات النجاح أهدافا تشغلها, والحياة اللائقة المريحة أملها. ولعل هذه الظروف وحدها هي التي دعت الجنسين إلي الاستسهال واللجوء إلي الحلول السهلة التي لا تكلفهم شيئا ومع أنها في الحقيقة تنتقدهم كل شئ. الكرامة والاحترام والأمان والصدق وهو ما يسمي بالزواج العرفي الذي لا يحتاج إلي سكن أو مهر وشبكة والتزامات مادية. وقد انتشر هذا النوع من الزواج بين فئات عديدة في المحيط الجامعي وامتد إلي فئات أصغر في المدارس. ولا يحميه سوي ورقة عرفية لا تحمي ولا تغير وتترك أطرافها في مهب الريح عند الهروب والغدر والإنكار. والواقع أن هناك أزمة ثقة حقيقية بين الشباب والفتيات أدت إلي أزمة الزواج. الشباب يبحث عن الطرق السهلة التي تتيح له الزواج بأقل التكاليف يبحث عن زوجة تقبل أن تعيش وسط أسرته وأهله, ليس لها مطالب مادية يعجز عن تحقيقها, أو زوجة تعمل ولها دخل تشاركه به في كل الالتزامات المادية. أو زوجة لديها شقة تعفيه من الانتظار سنوات طويلة بحثا عن سكن وغالبا تدب الخلافات والمشكلات والمتاعب وتفشل الزيجات. ويتم الطلاق وتنتهي الحياة الزوجية. وتتحطم الأسرة ويتشرد الأولاد. ويتفكك المجتمع ويفقد كثير من المقومات المطلوبة لتحقيق الاستقرار والسلام الاجتماعي. أما الفتاة فقدت الثقة في الشباب ولها آراء جديدة وفكر جديد في الزواج. فهي تتهم الشباب بعدم الجدية واحترام رابطة الزواج وقدسيته وإساءة المعاملة. والهروب من المسئولية. وقد شجعها العمل والدخل والاستقلال المالي علي التأني في الاختيار. وعدم حاجتها الماسة إلي الارتباط بالزواج. وأصبحت الأسرة تعاني رفض ابنتها الزواج فهي تعيش حياة مريحة وتسد كل احتياجاتها. ولا تفكر الزواج أو تقدم علي الارتباط إلا إذا كان الزواج سوف يحقق لها حياة أفضل. ويضيف إليها حياة أكثر راحة. وتتطلع إلي سكن فاخر وسيارة لائقة ومعيشة رغدة وأسفار ونزهات والتمتع برؤية بلاد سمعت عنها وتطلعت إلي زيارتها. وتراجعت بالفعل المشاعر والعواطف والتفكير الرومانسي والأحلام الوردية والسكن إلي زوج يحقق لها السعادة والمشاعر الجميلة والعش الهادي ويحيطها بحبه ورعايته ويشعرها بالأمان والحماية. تراجعت وتغيرت كثير من القيم والأفكار والمشاعر الطيبة واحتلت المادة المكانة الأولي وزادت أزمة الزواج بين الجنسين وكل فريق يري أنه علي حق والأخطاء سببها الفريق الآخر. وتأثرت الحياة الأسرية ولأن الأسرة نواة المجتمع فقد تأثر بالتالي المجتمع والحياة الاجتماعية وأصبحنا في حاجة إلي عقل جديد وفكر جديد وقيم جديدة تبني ولا تهدم. تثبت ولا تزعزع |
|