+ خدمة المحبة التي تبذل نفسها بكل مسرة في غسل قروح مريض، أو جلسة شركة طعام مع فقير دون تأفف بل ببساطة المحبة الصادقة الغير مصطنعة، أو سهر مع المتألمين، أو تشجيع صغار النفوس، هي علامة حقيقية على سكنى النفس في بلد المحبين السماوية، فهذه الخدمات مثلها مثل الصوم والصلاة وشركة الأسرار الكنسية، تنقي القلب من الإفراط في الاهتمام بالذات، وتخلص الإنسان من سم الحية المُميت الذي هو الكبرياء؛ بل تحفظة من الزلل والسقوط في محبة الذات والإشفاق عليها، لأن زيارة المرضى ورعاية المسنين، والاهتمام بالأطفال اليتامى، أو تعزية الأرامل وتشجيع منكسري القلوب وتشديد كل من فقد ثروته او أحد أحباءه، تجعلنا نتأصل في حياة التقوى ونزداد تأييد بروح القداسة والقوة، وتقلل من اعتمادنا على القوة الجسدية التي نرى نهايتها في هؤلاء الظاهر فيهم المسيح الرب محب الجميع.