الحكاية اللى بأقف قدامها عاجز ..
عن انى اعرف ازاى كتبت احداثها ..
وكأنى شايفها وسامعها ..
وهتفضل من اجمل القصص لقلبى ..
----------------------------------
_ فيه ايه يا ماما .. ماتضحكينى معاكى ..
لما قرب منها لقى عيونها مدمعة ..
قال لها .. ايه ده؟ هو انتى زعلانة ولا فرحانة؟
وكمان هو فيه ام تزعل فى يومين زى دول .. دا بكرة يومك يا ست الكل ..
ضحكت وخدته فى حضنها ..
_ قالت له ولا زعلانة ولا فرحانة .. انا عايشة ..
رجّع ضهره لورا ..
قال لها لأ بقولك ايه ..
_ انت بالذات ماينفعش تقولى كدة قولى لى مالك ..
وساعتها الابتسامة راحت من على وشها .. ودموعها زادت ..
مسكت صورة كانت على المكتب ..
_ اخوك وحشنى قوى .. انا عارفة انى ماعرفتش اعمل له اللى هو عايزه ..
بس هو ده اللى كان فى ايدى اعمله انت عارف ابوكم ساب لى شيلة تقيلة .. كل اللى فى ايدى عملته ..
مدت ايديها تمسك منديل تمسح بيه دموعها .. لمح حرق فى جلدها ..
مد ايديه ومسكها عشان يدارى الحرق .. خاف احسن تفتكر ..
يوم ما البيت اتحرق وهم صغيرين .. وكانت هى لوحدها اللى بتطفى ..
_ ارجوكى ماتعيطيش .. انتى طول عمرك واقفة على رجليكى قدامنا ..
كبرتينا وعلمتينا .. مش انا قدامك اهو .. هو مش انا ابنك برضه ..
قالت له انت عارف ..
_ كل واحد فيكم لما اتولد .. كان ييجى ابوكم يسألنى هتسمي ايه ..
انتى اللى هتتعبى فى تربيتهم .. انت واخوك جيتوا توأم ..
سميت اخوك الكبير أدهم .. عشان كان اسمر زى سمار الخيل
وانت سميتك اسامة .. عشان كنت عارفة انك هتبقى اسد واقف فى ضهرى
واخواتك البنات نورا وبسمة .. نور حياتى وضحكتى اللى جاية
اوعى تفتكر ان فيكو حد اغلى من التانى .. او ان غياب حد فيكو هيعوضه اى حاجة ..
انا مش اقل من اى ام ولادها حواليها كلهم ..
واتفتحت فى العياط تانى ..
سكت شوية .. وقال لها
اقول لك على حاجة يا ماما .. ساعات باحس ان ادهم معاه حق ..
وهنا اتحولت ملامح الحزن لملامح جد ..
قالت له .. عارفة من قبل ماتكمل ..
ظروفنا المادية .. البيت اللى على أد حاله ..
المشاكل اللى كل شوية نعدى فيها .. مش هو ده اللى انت هتقوله ..
بس انتوا نسيتوا حاجة .. المشاكل اللى انتو شايفينها ..
انا عديت بأكتر منها وانتو صغيرين مش دريانين ..
وكبرتوا وانتو برضه مش دريانين ..
كنت باحلم باليوم اللى هتشيلوا فيه عنى ..
بس يا خسارة .. عمر اليوم ده مابييجى وهافضل انا اللى شايلة لوحدى ..
عموماً الكلام مافيش منه فايدة . هاقوم احضر الغدا ..
اخواتك زمانهم راجعين من كلياتهم
قعد يفكر فى كلامها .. بص عليها وهى ماشية بتعرج ناحية المطبخ ..
مر قدام عينه شريط ذكرياته عنها ..
الدهب اللى كان عندها .. واضطرت تبيعه عشان تربيه هو واخواته
يوم تخرج اخوه الكبير لما راح لها وقال لها
اعملى حسابك انا هاخلص ورقى واسافر ..
وازاى هى بقت تساعده وهى بتتقطع على فراقه ..
فضل يبص على البيت من حواليه .. لقاه زى ما هو من سنين ..
هى اللى بتوضب وبتصلح .. وهو حتى مابيفكرش يساعدها ..
قام جرى مسك التليفون وطلب اخوه ..
_ ادهم ازيك ..
_ تمام يا اسامة .. فيه ايه .. ايه المكالمة الغريبة دى ..
_ ولا حاجة .. بقولك ايه .. ماتيجى
_ اجى فين .. هو فيه حاجة حصلت
_ لا مافيش .. اه اه فيه
_ ايه يابنى مالك ..
_ ماما بتعرج يا ادهم .. وايديها فيها حرق .. ونورا وبسمة لسة مارجعوش .. وبكرة عيد الأم .. وهى قايمة تحضر الغدا وهى بتعيـ......
وماقدرش يكمل الكلمة وسكت ..
_ اسامة ايه اللى انت عمال تقوله انا مش فاهم حاجة ..
ماتقلقنيش .. فيه ايه؟
_ ادهم هى ماما وحشتك؟
_ اسامة انت تعبان يا حبيبى؟
_ادهم هو انت مش هترجع ؟
_ اسامة ايه الاسئلة دى ..
_ادهم ماوحشكش حضنها .. فاكر لما كانت بتشيلنا على ضهرها .. وتلف بينا البيت ..
_ اسامة ماتعذبنيش .. كفاية الغربة اللى انا فيها ..
_ وانا كمان باقول كدة .. كفاية الغربة اللى انت فيها مهما قعدت برة .. انت غريب
_ انا هاقولك على حاجة واحدة وهاقفل .. ماما وشها بيبقى حلو قوى وهى بتضحك .. كل مرة بتضحك فيها معانا .. باقول فينك يا ادهم؟
وقفل السكة .. وراح لمامته المطبخ .. لقاها واقفة تغسل المواعين .. حط ايده على عينيها وقال لها ..
_ أنا مين .. ؟؟؟
_ ضحكت وقالت له .. مش هتبطل خفة دم انت ..
ياللا حضر معايا عشان اخواتك قربوا ييجوا ..
تانى يوم .. صحيت نورا وبسمة من بدرى
وقعدوا يوضبوا البيت .. واسامة ظبط الكاميرا ونزل جاب الجاتوه وعلى نص النهار اخدت نورا وبسمة ماماتهم وراحوا بيها الكوافير
اخر النهار رجع اسامة عدى عليهم واخدهم وصلوا مامتهم البيت ..
وراحو يجيبوا لها هدية عيد الام ..
طلعت مامتهم البيت ..
دخلت على المطبخ زى عادتها عشان توضب الاكل ..
_ إوعى تكونى فاكرة ان اللى انتى بتعمليه يتنسى ..
ريحة اكلك مافيش زيها .. طبطبة ايدك عاملة زى المخدر ..
اوعى تفتكرى انى لما بعدت نسيتك .. بالعكس .. دانا حنيت لك اكتر ..
والصوت عمال يقرب .. وهى خايفة تتلفت لورا
_ انا عارف انه مش ذنبك .. انتى عملتى اللى عليكى .. انتى م الاخر عملتينى انا نفسى ..
وف الاخر اخدت خيرك واديته لناس غيرك ..
والصوت يقرب اكتر ..
_ انتى فاكرة انى نسيت رجليكى اللى بتعرج .. عشان اتكسرت لما وقعتى وانتى شايلانى .. وحملتى على رجليكى عشان ماتعورش ..
ولا حرق ايديكى وانتى واقفة لوحدك .. بتحاولى تنقذينى انا واخواتى ..
وهنا كان وقف وراها بالظبط .. قبل ما تتلفت له ..
_ قالت له اقرصنى فى كتفى يا ادهم عايزة اصدق انك حقيقى رجعت
_ قال لها حاضر ..
ووطى على الأرض .. وباس كعب رجلها اللى بتعرج .. حست بدموعه بتبل رجليها ..
لفت ومدت ايديها رفعت وشه .. قالت له ..
_ كنت عارفة يوم ما سميتك ادهم .. انك هترمح بعيد .. بس كنت واثقة .. ان حضنى مسيره فى يوم يرجعك
الحكاية دى ..
حكاية ام لناس كتير قوى ..
ببساطة لأنها مش ام ادهم واسامة ونورا وبسمة بس
لأ .. دى أم الدنيا كلها ..
عارف ليه بلدك ام الدنيا .. لما تكون بلدك ..
هى البلد اللى اتحامى فيها .. اللى بسبب وجوده ..
اتقسم التاريخ لقبل الميلاد وبعد الميلاد ..
لما تكون بلدك .. هى البلد اللى اتقال عليها ..
"إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً،
فذلك الجند خير اجناد الأرض .. لأنهم فى رباط الى يوم القيامة"
على فكرة البلد دى بجد حلوة .. والغريب انك لو انت تعبان منها قوى ..
ومش طايق اى حاجة فيها .. هى برضه ماتستغناش عنك ..
وده كفاية عليّا ..
على فكرة ..
البلد دى تتحب بجد .. أمّى يا جدع ..
والكلام ده بالنسبة لى حقيقى جدااا ...
أمير تادرس
