منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 06 - 2012, 01:03 PM
الصورة الرمزية محتاجه لايدك ياربى
 
محتاجه لايدك ياربى Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  محتاجه لايدك ياربى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 31
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصــر
المشاركـــــــات : 13,976

لقد نصحنا السيد المسيح أن نحترس قائلاً: "يأتونكم في ثياب الحملان، وهم ذئاب خاطفة".

فما هي إذن ثياب الحملان؟

ثياب الحملان، هي لون من الخداع، أو من التغطية، أو من الرياء، يخفى به الإنسان حقيقة الخاطئة.

يمكن أن ينطبق هذا الوصف على العدو الذي يلبس ثياب الأصدقاء، أو على الخاطئ الذي يتظاهر بالبر، ويمكن أن ينطبق على المرائين الذين قال عنهم السيد المسيح إنهم: "يشبهون القبور المبيضة من الخارج، وفي الداخل عظام نتنة"..

وثياب الحملان يمكن أن يلبسها الشيطان نفسه. فالشيطان يتقن أساليب الخداع ويستطيع أن يظهر إن أراد في هيئة ملاك من نور، أو في صورة أحد الأنبياء أو القديسين، أو في هيئة روح من أروح الموتى. وقد يتخذ له أى اسم من الأسماء وأى شكل، وأى صوت.. يستطيع الشيطان أن يظهر في رؤى كاذبة، أو في أحلام كاذبة، ويوجه الإنسان بطريقة ما.




لذلك ينبغى أن يكون الإنسان حريصاً وحكيماً وله موهبة التمييز. و
كما قال الكتاب: "ميزوا الأرواح".. وإن لم يكن للإنسان هذه الموهبة حينئذ تنفعه المشورة الصالحة حينما يذهب إلى أحد المختبرين ويستشيره في أمثال هذه الأمور ليكشفها له. لأن الشياطين استطاعت أن تضل كثيرين صدقوا خداعها ولم يكتشفوها لأنها كانت تلبس ثياب الحملان..

على أن تعبير "ثياب الحملان" يمكن أن ينطبق أيضاً على الرذائل التي تلبس ثياب الفضائل، وعلى الأخطاء التي تتسمي بغير أسمائها..


إن الخطية قد تحارب الأشرار مكشوفة وصريحة، ولكنها لا تحارب الأبرار والقديسين هكذا، لأنهم لو عرفوا أنها خطية لرفضوها. لذلك فإن الشيطان عندما يحاربهم بخطية معينة، قد يلبسها ثوب الفضيلة، أو يعطيها اسماً يريح الضمير. وهكذا يضل غير الحكماء وغير العارفين. ومثل هذا التضليل يمكن أن يكشفه المرشد الروحى..


وقد تستخدم الأسماء الستعارة التي تلبسها الخطية بواسطة أشخاص
يعرفون تماماً أنهم مخطئون. ولكنهم يخفون أخطاءهم بثياب الحملان حتى لا يخجلوا أمام الآخرين، وحتى لا ينكشفوا.

ثياب الحملان إذن قد يقع فيها البعض عن طريق الجهل، وقد يلبسها البعض عن طريق الخداع أو الرياء (اقرأ مقالاً آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وأمثال هؤلاء المرائين إن استطاعوا أن يخدعوا غيرهم إلا أنهم مكشوفون أمام الله، وأمام ضمائرهم.. وأحياناً يصل بهم الاستهتار إلى أن يتهكموا على الأبرياء المساكين الذين انطلى عليهم الخداع..


و
ثياب الحملان يستخدمها العقل أحياناً لتبرير سلوك النفس.. إن العقل لا يكون في كل وقت عقلاً صرفاً، أو حقاً خالصاً.. وإنما كثيراً ما يكون العقل خادماً مطيعاً لرغبات النفس.. يحاول أن يبرر شهوات هذه النفس، وأن يبرر سلوكها، حتى لا تبدو مدانة أمام الضمير.. وهكذا يعطى الخطايا والنقائص أسماء مقبولة غير أسمائها يقية..

وسنحاول أن نضرب لذلك أمثلة:


فالاستهتار مثلاً قد يلبس ثياب الحملان ويأخذ اسم الحرية. وكلمة الحرية كلمة جميلة لا يجادل أحد في سمو معناها
.


وتحت اسم الحرية يفعل الإنسان ما يشاء مستخدماً هذا الاسم الجميل في فعل ما لا يليق، ناسياً أن الحرية معناها يقى هي تحرر النفس من الأخطاء ومن الشهوات المعيبة فالشخص الحر هو الذي لا تستعبده عادة رديئة، أو شهوة بطالة أو طبع فاسد. وليس معنى الحرية أن نكسر وصايا الله، ونقول إننا أحرار نفعل ما نشاء. هذا الذي يدعى انه حر، هو في حقيقته مستعبد للشيطان.. قد ألبس الاستهتار ثياب الحملان وأعطاه اسم الحرية..


كذلك قد تلبس الشهوة ثياب الحملان وتتسمى باسم الحب..
والحب كلمة جميلة تنال توقير الجميع، ولكن هل كل ما يسمى حباً هو حب في حقيقته؟ ألا يجوز أن خطية ما تخشي أن تكشف عن حقيقتها الفاسدة، فتلبس ثياب الحملان وتتسمى بهذا الاسم الجميل؟! ألا يجور أن شاباً يصادق فتاة صداقة غير بريئة مملوءة بالخطاء الواضحة، ويسمى هذه العلاقة خطأ باسم الحب، وهى بعيدة عنه كل البعد.

فالذى يحب فتاة محبة حقيقية، المفروض فيه أن يحب لها الخير، فلا يسئ إلى عفتها، ولا يسئ إلى طهارتها، ولا يسئ إلى سمعتها..
وإن أتلف طهارة هذه الفتاة، وأفقدها بساطتها، وأدخلها في خبرات خاطئة، وشغل عقلها، وضيع وقتها أو مستقبلها، وعلمها الكذب على أهلها، وعودها العمل المستتر في الخفاء.. فلا يصح أن يقول مع كل ذلك أنه يحبها..! الذي يحب ينبغي أن يكون طريقه سليماً وواضحاً ويعمل في النور لا في الظلام. ولا يصح أن يكون الحب مجرد ثياب حملان تخفى في داخلها ذئاب "ذئاب خاطفة".

كذلك قد تلبس القسوة ثياب الحملان وتتسمى باسم الحزم.
فقد تعاتب أباً قاسياً يسوم أولاده ألوان العذاب فيبرر موقفه بأنه ليس قاسياً، وإنما هو حازم. ويطلق على هذا التعذيب اسم التأديب أو التربية، ويقول إنه شديد في تربية أولاده، بينما تكون قسوته بعيدة كل البعد عن أساليب التربية، وقد تأتى بعكس ما يريد، وينشأ أولاده معقدين.. ولكنها ثياب الحملان التي تحاول أن تخفى وحشية الأب وقسوته..

و
في الناحية المضادة قد يلبس ضعف الشخصية ثوب الطيبة والوداعة. وتحت اسم الطيبة قد يتلف أب أولاده، وقد يتلف رئيس أو مدير كل الهيئة التي يعمل فيها لكونه متساهلاً معيباً مع مرءوسيه يطلق عليه اسم الطيبة. والمفروض أن يكون الإنسان لطيفاً في غير ضعف، وحازماً في غير عنف. وقد يعاقب ويكون طيب القلب في عقوبته، وقد يعفو ويكون حازماً خلال عفوه.. هكذا تكون الشخصية المتكاملة..

وثياب الحملان قد يلبسها البعض في معاملاتهم للآخرين.
فقد يسلك إنسان في أسلوب من التملق والمداهنة، فإن عاتبته على ذلك، قال لك إن هذا نوع من السياسة، أو من الحكمة، أو من كسب الأصدقاء. بينما يستطيع أن يصل إلى كل ذلك بغير تملق.. وقد يدس شخص عند رئيسه في حق زملائه، ويسمى هذا الدس وهذه الوقيعة نوعاً من الاخلاص ومن المحبة..! وما هي إلا ثياب حملان..

ما أكثر الأسماء المستعارة التي تلبسها أخطاء الناس، و
يعوزنى الوقت في هذا المقال المختصر أن أتحدث عنها بالتفصيل.. فالدهاء أو المكر أو الخبث، قد يتسمى باسم الذكاء وحسن التصرف..

والإسراف قد يتسمى باسم الكرم. والتهكم أو المزاح الردئ، قد يتسم باسم خفة الروح.. والشتيمة والشوشرة والإساءة إلى الآخرين قد تتسمى باسم الاصلاح أو النظام. والتعصب الردئ قد يتسمى باسم الغيرة المقدسة والتمسك بالدين. والكذب الأبيض لاخفاء حقيقته. والملابس الخليعة قد تتسمى باسم الموضة.. والاغانى العابثة والصور العارية المثيرة، قد تتسمى كلها باسم الفن.. وقد تختفى الرشوة تحت اسم الهدية، وتختفى
السرقة تحت شكليات رسمية لا ترضى الضمير.. إلخ..

ليتنا نواجه ائق عارية وصريحة، ولا نسمى الأمور بغير أسمائها، لكي
نستطيع أن نصحح أنفسنا من الداخل، ونصلح المجتمع الذي نعيش فيه.. أما ثياب الحملان فإنها تخفى العيوب بدلاً من إصلاحها..
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مقال للبابا شنوده فى جريده وطنى بعنوان "البشاشـه"
مقال للبابا شنوده فى الاهرام بعنوان "التمركز حول الذات"
مقال للبابا شنوده فى جريده الجمهوريه بعنوان"الاسره السعيده يجمعها الفهم والحب"
مقال للبابا شنوده فى جريده وطنى بعنوان "العتاب"
مقال للبابا شنوده فى الاهرام بعنوان "من الاعواز"


الساعة الآن 04:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024