رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محطات رحلة الفرح ( فرح التوبة ) توبني يارب فأتوب كان هناك قديس محباً للوحدة والسكون ، وكان يتسم بقوته وعزمه وجديته في حياته الروحية. ظل هذا القديس يواصل جهاده في حياة سرية مع الله ، لا يعلم به أحد من الناس ، إلا أن الله أراد أن يعلن بره ، وأعطاه نعمة في صنع العجائب والمعجزات، وكان يجتذب الكثيرين إلى المسيح. واستمر هذا حتى ضجرت منه الشياطين وأرادت أن ترعبه. فكانت تظهر له بهيئة جسمية ولكنه كان ينتهرهم بقوة المصلوب، وعلى العكس فقد كثر زوار القديس الذين كانوا يأتوا ليستشفوا من أمراضهم. ولكن يبدوا أن القديس كان قد استهان بقوة أعدائه ، فلم يعد يهتم كما يجب باليقظة الروحية ، ولم يداوم على اللجاجة في طلب المعونة من الله . فماذا حدث إذن : لقد دخل الشيطان في ابنه والى المدينة ، ولم يكن لأبيها سواها ، فأحضر لها والدها الأطباء والمنجمين ولكنهم لم يفلحوا ، بل بالعكس ازداد تعبها فأصبح والدها في حيرة شديدة ، إلى أن سمع عن فضائل هذا القديس . وبلهفة الأبوة أصدر أوامره بأن يأخذوها إليه ، ولكن كان الروح النجس يهرب منها ، حالما يدخلون باب القلاية. ولكن يرجع إليها بمجرد خروجها من القلاية . وبتكرار العملية عدة مرات أصبح من السهل إقناع القديس أن تبقى داخل قلايته بصفة مستمرة. فكانوا يحضرون لها الطعام والشراب داخل القلاية. ولما كان يوم من الأيام أراد عدو كل بر أن ينتقم من القديس الذي كان قد حدث له نوع من الاسترخاء الروحي ، مما جعله فاترا في طلب معونة الله بقوة . فأوقعه في الخطية وظل في سقطته. وجاء شيطان اليأس الذي يعقب السقوط ، وملأ قلبه بأفكار كثيرة ، فقال له { بعد أيام قليلة سيظهر عليها الحمل ، يا ويلك سوف يظهر أمرك ... ماذا ستعمل عندما يأتي أصحابها ليفتقدوها ... فالأفضل لك أن تقوم وتقتلها. فنهض القديس على الصبية وقتلها وحمل جسدها ودفنه في الرمل. ظهر له إبليس في صورة أحد غلمان الملك الذين جاءوا ليفتقدوا الصبية كالعادة . ولما لم يجدها سأل القديس عنها فكذب قائلا أنها خرجت من عنده وصرعها الشيطان حتى افترسها وحش وقتلها فدفنتها. فقال له الغلام أخاف أن الملك يطلبك ، لذلك أريدك أن تحلف لي فحلف. فلما حلف صرح له بصوت السخرية [ أين طهارتك؟ أين قداستك؟ أين صلاتك؟ أين قوتك؟ وإزعاجك لي؟ وإخراجي من بيتي كل حين]. فحالما سمع هذه الكلمات ، انكشفت عن عينيه غمامة الخطية، حتى لطم وجهه، وترك باب القلاية مفتوحاً. وخرج هائماً على وجهه، تائهاً يبكي بدموع غزيرة ، وظل سائراً سنة، يأكل من عشب البرية . إلى أن وجد مقبرة خربة فدخل فيها وبسط يديه لكي يصلي فلم يستطيع ... وظل القديس يجاهد ويبكي والدموع تنزل من عينيه كمثل لون الدم ، ويقال أن العشب نبت تحت قدميه من الدموع وصار طعامه من ذلك العشب. وكان يقف بين عظام الأموات ويبسط يديه إلى السماء ويصرخ بأعلى صوته [ اسمعني يا رب وارحمني كعظيم رحمتك ] وأقام هكذا حوالي سبعة عشر عاما ، والقبر مغلق عليه وهو يحسب نفسه ميتا. وحدث في هذه الأيام مجاعة عظيمة . فرأى أسقف تلك المدينة في رؤيا الليل شخصا يقول له [ اذهب إلى رجل يقال له المجاهد في ذلك القبر الخرب. وعندما يطلب هذا من الله تجيء الرحمة ، وهذه علامة غفران خطاياه]. فاستيقظ الأسقف وخرج هو وجماعة وذهبوا إلى القديس فوجدوه قد صار كالشبح ، وطلبوا منه أن يصلي لكي تأتي مراحم الله. وما أن سمع القديس هذا الكلام حتى لطم وجهه وهو يبكى قائلا للأسقف [ ويلي يا أبي .. من أنا الخاطئ الزاني القاتل !! ] فأخرجه الأسقف من المقبرة وقال له [ من أجل محبة الله. أرحم هذا العالم ، وأطلب من المسيح ليرحم عبيده] فقال : [ دعني يا أبي ، لأنني ما أقدر أن أرفع عيني إلى السماء بسبب خطاياي] وبعد حوار طويل رفع عينيه إلى السماء وبسط يديه إلى خالقه وقال [ ليكن كرحمتك ولا كخطاياي وحيث تكون رحمتك لا مكان لأثر الخطية ......... ] ولم يتمم هذا الكلام إلا وانفتحت السماء ، ثم انهمر المطر ، وامتلأت الأرض نعمة. وظل القديس ملازما تلك المقبرة عشر سنوات أخرى ، وكان الشعب يزوره ، وكانوا يجدونه دائماً باكياً مستغيثاً بالله إلى أن نيح الله نفس القديس واستراح. ( سيرة القديس المجاهد يعقوب التائب ) ************************************************** ** يا له من عجب! في الوقت الذي يبكي فيه هذا الابن يكون الأب ناسيا ما صنعه ولا يعود يذكر خطاياه أبداً. الأب مبتهج بعودة ابنه إليه لكن الابن لم يكف عن الندم والخزي والخجل في حضرة أبيه!!؟ فتعال يا أخي لنتعلم كيف نحزن على خطايانا كأبناء ... لماذا تتوب توبة الأجراء. لا تقبل يا أخي صليباً بدون يسوع . لأن الصليب بدون يسوع غير محتمل وكذا الحزن بلا رجاء. وأحذر هوذا الشيطان يهمه أن يملأ نفسك بالكآبة إلى الدرجة التي ينسيك فيها محبة الله العجيبة لك. فيصور لك صدره الحنون المتسع مخيفاً وضيقاً بل مغلقاً . بل أرتمي في حضن أبيك المفتوح على الصليب من أجلك. لأن الله لا يهمه أن توهم نفسك بمقدار خطاياك ، ولكن أن يعلمك فقط أن سر قوتك وخلاصك هما من الرب فلا تكف من طلب المعونة لأنه هو المحارب عنا والمنتصر فينا. * فالتوبة هي لغة الله المحب العطوف على البشرية الساقطة. فهو يقبلهم ويصفح عن آثامهم ويعيدهم إلى رتبهم الأولى. وهي أيضاً لغة أولاد الله الذين لهم صورة أبيهم السماوي. * التوبة هي عمل الله في قلب الإنسان ... وطوبى لمن يستجيب لها. قد تكون مثلي منطرح على شاطئ الخطية تنهل من مياهها بشراهة ولا تشبع ... ربما أمرضتك. وسلبتك إرادتك وجعلتك هشًا. رائحة الخطية من بعيد تلهب قلبك وتحرق جسدك. فلا تيأس ولكن انظر للمخلص على الصليب وأصرخ قائلا : من أجل اسمك ... من أجل جروحك ... من أجل دمك ... من أجل حبك الذي لا نهاية له ... من أجل دمك الذي يطهر العالم كله من كل خطية .... انظر إليّ ... توبني فأتوب. أعطني روحاًَ منسحقاً وقلباً متضعاً تائباً. ولا تيأس إذا عاتبك قائلا : ’’ عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى’’ وتمهل لسماع باقي حديثة فحتمًا سيشجعك قائلا : ’’ أذكر من أين سقطت وتب وأعمل أعمالك الأولى’’ فلا تؤجل توبتك بل أصرخ قارعًا صدرك { اللهم ارحمني أنا الخاطئ} لا ترفض تلك الفرصة الذهبية ... لأنه : • سيأتي وقت تطلبها بدموع ولن تجدها. • سيأتي وقت تتمناها بشدة ولا تجدها لأن زمانها بل زمانك يكون قد مضى : فأيامها ... أيام شبابك. وزمانها ... زمان قدرتك وقوة إرادتك. ومذاقها ... في قمة استغاثتك لها. --------------------------------------------------------------------------------------------- إلى متى أيها الصديق تخدم الجسدانيات الحاملة الموت وتتعبد لها ؟ وإلى متى تحتمل العدو وتكمل كل حين ما يسره ويؤثره ؟ تمسك بمشورتي فتحييك وطهر نفسك مع جسمك. تقدم إلى المخلص بتوبة حارة .. حد حن العقرب الذي عرفت لدغته. اهرب بحرص من الحية التي اختبرت سمها ، لأن من يصدم الحجر رجله مرتين فهو أعمى وأحمق و يبصر ما يجب أن يهرب منه. انظر إلى نينوى المفعمة بالرذائل ، كيف أمر الله بسرعة دمارها وسقوطها. فلما عاين المتنعمين لابسين مسوحا ، وفي الرماد والجوع والصوم والنوح والبكاء والدموع مرتعدين ، تراءف ورحم وخلص ، أشفق وتعطف وحل بصلاحه النقمة التي توعدهم بها ، احتمل أن يكون نادمًا أفضل من أن يظهر قاسيًا .. [مار افرام السرياني] --------------------------------------------------------------------------------------------- إليك محطات رحلة الفرح { فرح التوبة} 1. اجمع حواسك من الطياشة. 2. اجمع أفكارك وشهوات قلبك من شتات العالم. 3. تأمل حياتك اليومية وكم صنع بك الله رحمة وتألم على خطاياك. 4. الهج في كلمة الله المقدسة باستمرار. 5. راجع كل مبادئك ومنهجك في الحياة وأعد النظر فيها. 6. جاهد أن تعيش كما يحق لإنجيل المسيح. 7. أترك ورائك كل الاهتمام العالمي وكل شر وشبه شر. 8. كن صريح مع ذاتك ، لا تكذب ولا تتجمل بل أترك عقلك ونفسك على سجيتها. 9. اغتنم الفرصة للتوبة وتجديد عهودك التي نقضتها مع الله. 10. أسرع بكل قدرتك على ممارسة سر الاعتراف وسر التناول من جسد الرب ودمه لكي تحيا في المسيح دائمًا والموت لا يقوى عليك. 11. تذكر دائمًا بأنك تستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويك. 12. تذكر دائمًا وأبدًا أن كل من يذهب إلى المسيح لا يخرجه خارجًا بل يجعله ابنًا محبوبًا وبذلك تتجاسر وتقول يا أبانا الذي في السماوات. *** وفي النهاية حتمًا ستفرح وسوف ينكشف الله في داخلك ويجعلك مستحق لرؤية منظره البهي ويلهب نفسك بشهوة محبته ويفرحك فرح لا تنساه ولا تسلاه كما فرح التلاميذ إذ رأوا الرب (يو 20 : 20) ----------------------------------------------------------------------------------------- وإن أخطأت فجيد أن لا تؤخر التوبة ، وإن تبت فجيد أن لا تخطيء ، وإن لم تخطيء فجيد أن تعرف أن ذلك بمعونة الله ، وإن عرفت ذلك فجيد أن تشكره على نعمته. [ القديس باسيليوس الكبير] ----------------------------------------------------------------------------------------- فكن مفرح مثل إلهك الذي تجسد وصلب وقبر وقام من الأموات وفرحك وفرح البشرية كلها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
محطات في رحلة الرب يسوع |
في التوبة رحمة الله |
سرّ التوبة هو فرصة لاختبار رحمة الله |
الحياة عبارة عن رحلة و البشر عبارة عن محطات، |
4 محطات فى رحلة التعديل الوزارى تحت القبة |