رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم الحقيقي في تعليم المسيح له المجد
“ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين. فإنهم يغيّرون وجوهم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم انهم قد استوفوا أجرهم” (إنجيل متى 6:16). الصوم هو فترة تعبديّة سامية جدا بين الإنسان والله ترفقه صلاة بخشوع وتأمل من قبل الإنسان المؤمن بالمسيح، والكتاب المقدس لم يحدد أوقات لهذه العبادة الرائعة، لهذا فالإنسان المؤمن هو يحدد بوعد وبعهد بينه وبين الله وقت يكون فيه بحاجة للتقرّب بشدة وحميمية من الخالق والمخلص وتدعم الصلاة الخاشعة النابعة من القلب عبادة الصوم المميزة. وعادة ما تكون أوقات الصوم هي أوقات صراخ إلى الله من أجل حاجة روحية أو جسدية، فإما من أجل طلب انتعاش من داخل الإنسان نفسه أو داخل المجموعة العابدة أو من أجل إيجاد جواب حين يكون المؤمن في مفترق طرق ولا يدري كيف يذهب فيطلب المشورة مدعومة بالصوم والصلاة، أو من أجل استجابة صلاة لشخص مريض أو من أجل حاجة ملحّة جدا توضع أمام العرش السماوي، ففي هذه الأوقات علينا أن نكون منتظرين بصبر اللمسة السماوية عبر المسيح “إنتظارا انتظرت الربّ فمال إليّ وسمع صراخي وأصعدني من جب الهلاك من طين الحمأة وأقام على صخرة رجليّ. ثبت خطواتي وجعل في فمي ترنيمة جديدة تسبيحة لإلهنا” (مزمور 1:40)، فليس مطلوب من الإنسان الصائم أن يتظاهر بهذا أمام الجميع لأننا لا نقوم بمسرحية أو مزايدة أمام بعضنا البعض فالكتاب المقدس يقول بصراحة لكل من يريد أن يكون صائما “وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” (متى 17:6). يعني هذا أن هذه العبادة تخرج من صميم داخل الإنسان إلى داخل قلب الله فتصل الرسالة بكل شفافية ووضوح. لهذا يا أحبائي فالصوم هو من وسائط النعمة في التعبد للخالق و يجعل الإنسان يقفز إلى الأمام بعدها بقوّة الروح القدس والله يطالب كل مؤمن بالمسيح يريد أن يغوص أعماق الحياة المسيحية أن يختبر هذه العبادة بالصوم والصلاة لأعظم إله مات وقام من أجل أن يعطينا غفران الخطايا. “ولكن ستأتي أيام يرفع العريس عنهم فحيتئذ يصومون في تلك الأيام” (مرقس 20:2). |
|