تعبير سرى عميق . نحن سبق وعرفنا مسيح الكلمه ، الخالق الفعال فى الخليقه ، الذى يقيم الخليقه بالكلمه ، ويضبط حركتها ويحكم مسيرتها ، الذى الكل يتحرك ويوجد به . عرفنا المسيح الماسك باعنة الكون ، مجراته ونجومه وكواكبه ، الحركه كلها تاتمر به ، ولكن لم نعرف بعد شيئا عن المسيح النائم . مسيح الهدوء هو نائم عندك ، نائم فى مركبك . ليتك تحس به معى اليوم ، لان هذا ما يعوزك . هذا هو المسيح النائم ، مسيح السكون الأبدى الذى انطلقت منه اول حركة الخلق ، وبقي كما هو مسيح السكون ، مسيح الصمت الرهيب . لا تقربه حركة اضطراب ، ولا يدنوا منه قلق ولا يقلقه انزعاج. عندما بدأت الخليقه، بدأت معها الحركه، ومع الحركه بدأ الاضطراب . لان الحركه انبثقت من السكون . السكون اولا والسكون اصل ، ثم الحركه فرع . المسيح هو السكون لا تؤثر فيه افرازات الحركه التى تناطح فينا ، ولكن لا تستطيع ابدا ان تطالـــــه . يبقى المسيح كما كان مركز السلام ورئيسه ، مصدرا للهدوء والراحه. تعالوا الى ياجميع المضطربين والقلقين والمنزعجين ..... تعالوا الى : اهبكم السكون الذى يفوق العقل واعطيكم السلام الذى يفوق كل تصور . امنحكم الراحه التى لا يقربها ضيق ولا اضطراب . الان نعرف سر نومه هادئا على وساده ، انه لا يضطرب ، انه نائم فى مركبك الضعيف بسلطان هدوئه وصمته الذى يفوق العالم وكل اضطراباته . فحينما تضطرب الامور من حولنا، حينما تنقض علينا التجارب كامواج البحر ، حينما تلطم قاربنا الضعيف وتدخل المياه الى اعماقنا لتكدر صفو حياتنا وتتهدد روحنا بالغرق : فلنا معلم متوسد ايماننا فى المؤخره ، معنا فى ذات القارب ، ويوحى الينا بنومه بالهدوء الذى ينبغى ان يدخل قلوبنا ولا ينتظر منا الا الاستغاثه. قل ان ضعف ايمانك : انه نائم ولكن مستيقظ ، نائم والهدوء ملء يديه. نعود للتلاميذ، صرخوا له : (( اما تبالى اننا نهلك؟!)). والمسيح يقول لهم : كيف تهلكون وانا معكم فى نفس المركب؟! انتم لو هلكتم ساهلك معكم! لن اترككم تهلكوا ، مستحيل . كيف تهلكون والخلاص معكم فى ذات القارب. هذه مضاده لا يمكن ان تكون . وهذه القصه مسجله على المسيح كوعد الهى بالنجاه ، كما هى ايضا مسجله لك ولى ايضا . لقد خدع هذا الاضطراب العظيم التلاميذ ، افزعتهم هذه الظاهره ، اخافتهم هذه الاضطرابات ، افقدتهم الرؤيه ، رأوا الهلاك ولم يروا المسيح، انشغلوا بالغرق ونسوا انهم مربوطون بطوق النجاه. كيف يأتى الموت من المقدمه والحياه رابضه فى المؤخره؟!
قال لهم : اين ايمانكم؟ ترجمتها: أين أنا منكم. (( وكان هو فى المؤخره على وساده نائما هذه هى معيار القصه ، ولا بد ان تكون هى معيار حياتنا فى رحلة العبور عبر المحيط.