27 - 08 - 2016, 06:13 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
رسالة خاصة من شباب سلاقوس
سأحكى لك عن شاب دخل في مهمة شائكة جدًا، وخرج منها مرفوع الوجه بل وأكرم سيده أروع إكرام. اسمه أمير فايق، وُلد بسلاقوس-مغاغة-المنيا في 20/12/1998. عرفته طفلاً نشيطًا تبدو عليه علامات الذكاء، متفوقًا في مدرسته. وهو في المرحلة الإعدادية بدت عليه علامات العلاقة الحقيقية مع الله؛ كشغفه بدراسة الكتاب المقدس ومحبته للاجتماعات الروحية. كان في الروحيات لا يكتفي بالقليل، مطالبًا بمزيد من الجلسات، كثير الأسئلة، محبًّا للمعرفة؛ هذا ما جعله موضوع تقدير واحترام زملائه في نفس المرحلة. كسب ودَّهم فوثقوا به فصار قدوة لهم. أجاد استخدام الكمبيوتر والتكنولوجيا في إفادة باقي زملائه في الاجتماع. وعلى مستوى الكنيسة ككل، لاحظ الجميع خضوعه وطاعته وسخاءه. كان يساهم بكل ما لديه من مجهود في مجالات العمل المختلفة وقت تجديدات مبنى الكنيسة. أتت الرياح بما لا تشتهى السفن في يوم 4/12/2013 إذ شعر بإرهاق شديد، فعُمِلَت له فحوصات طبية، وتطور التشخيص من الأنيميا الحادة إلى مشكلات مختلفة في الدم والنخاع الشوكي منتهيًا بسرطان الدم مع مضاعفات متعددة. الأمر المدهش أنه لم يتذمر بل كان يرفض تمامًا فكرة أنه كان يمر بتجربة، وتقبَّل الأمور من يد الرب. أخبرني أنه شعر أن الرب وضعه في مهمة يريد إتمامها على أكمل وجه، وهي أن يكلِّم من حوله في المستشفى عن المسيح. استمر في علاقة دائما بالرب، مصليّاً محتفظًا طول الفترة بكتابه المقدس والمجلات والكتيبات الروحية، مشجِّعًا لمن حوله. ترك تأثيرًا طيبًا في المستشفى التي كان يقيم بها.
يوم الاثنين 31/3/2014، رنَّم “المؤمن الأمين يفرح فرح ثمين” ثم صلى شاكرًا الرب، وقال لأهله “جاءتني تذكرة لكن واحد خدها منى”. ثم بعد قرابة الثلاث ساعات قال “التذكرة جاءت وكمان مختومة”. طلب من الطبيب فكَّ خراطيم الدم المتصلة بجسده، قائلاً “الدم الفاسد ما ينفعش أروح بيه السماء”.
إليك آخر كلمات سمعتها من هذا الشاب في الاجتماع، كان في يوم شعاره “المسيح موجود رغم أنكار الوجود” حكى قصة مفادها إننا كمسافرين في السكك الحديدية لو أردنا أن نصل فعلينا أن نرتبط بالجرار الحقيقي لقطار الأبدية وهو المسيح. كان محبًّا لترنيمة “كل مخاوف جوايا زالت”. آخر صلاة له في الاجتماع كانت “علِّمنا يا رب أن نحملك على الأكتاف كما كان يُحمل التابوت” وبسؤاله عن معنى تلك الصلاة، قال “أن نحترم ونوقر الرب في حياتنا”.
لنا دروس أن نتعلمها:
1. الحياة قصيرة جدًا وتُقاس بكمِّ إكرام الرب ومخافته
2. الله يريد أن يتمجد في حياتنا، لكن قد تكون الوسيلة هي الألم
3. في ألمنا نحن نتعامل مع الله الحكيم وحده وهو يعلم مدى ألمنا، كما ويجهز لنا ما يجعلنا نحتمله.
4. الصلاة سَنَد ومتنفس المؤمن في وقت المحنة.
5. لكل منا رسالة علينا أن نسعى لتتميمها تتممها
|