البابا شنودة الاول يفتدي شعبه
تولي خراج مصر احمد بن محمد المدبر في عهد المتوكل العباسي وكان رجلا قاسيا يفرض الضرائب علي كل شئ حتي نباتات المراعي والنخيل في الاديرة واحصي الشجر والبشر وفرض ضرائب كثيرة جدا وقرر علي الكنائس والبيع والاديرة مالا كثيرا وقتها كان البطرك هو البابا شنودة الاول وهو الخامس والخمسين في سلسلة البطاركة وقرر ان يختفي من وجه هذا الظالم حتي ينسي او تنسيه الايام .. وفعلا لبس ملابس راهب ومضي في طريق الارض يبارك الكنائس ويشدد شعبه وتجبر ابن المدبر واغلق الكنائس كلها ما عدا كنيسة واحدة وصادر مقتنيات الكنائس وفرض الضرائب علي القساوسة والرهبان وبعد ستة شهور رأي البابا أن غضب ابن المدبر لا ينقص فقال: إذا إفتقر إنسانا واحدا لا يضطرب له كل البلاد ، ولكن إذا إفتقر المكان كله ضاق سكانه وقرر البطرك ان يسلم نفسه للوالي لعل ذلك يجعل الوالي يعتق الشعب من الضيقة والمضايقات ... ومضي البابا متخفيا الي مصر المحروسة وكتب خطابا للمدبر ...ورد المدبر عليه ... لو وصلت الي اولا فانت حر ... اما لو قبض عليك احد من جنودي سوف افعل فيك ما يروق لي ... لم يخف البابا بل قام لوقته ومضي الي باب المدبر وطرقه ودخل الحاجب يخبر الوالي بوصول بطرك الاقباط وكان معه كاتبه مينا فقال الوالي اين كنتما طول هذه المده . الآن لقد اتيت بإختيارك فلن ينالك منى سوء وعاد بعد ثلاثة ايام قرر علي البابا ضريبة سبعة الاف دينار وهي ضريبة عامين مضاعفة وكان البابا لا يملك دينارا واحدا وعلم الاساقفة بالامر وكانوا في ضيقة عظيمة وعظم الامر علي فقراء القبط ومضي البابا في رحلة طويلة بين البلاد يجمع الدنانير المقررة علي الكنيسة ظلما وان كان قد افتدي الاقباط من غلق الكنائس والقتل ... ولم يخف او يتواري ... وكانت نهاية ابن المدبر رهيبة فقد حبسه ابن طولون وعذبه وذله ... ومات غريبا ...